دور الغذاء في نمو دماغ الطفل:
الدماغ أكثر اعضاء الجسم تعقيداً عند الكائن البشري وهو إلى ذلك أسرعها تأثراً وأشدها هشاشة.
إن هذا الجهاز المعقد الذي يزن فقط 1300 غ، يستهلك نصف الطاقة التي نحصل عليها من الطعام أثناء الراحة وأكثر من الثلث أثناء الحركة والنشاط. الخلايا العصبية عند النطفة النامية تتكوّن بسرعة وفي الأسبوع العشرين يصبح لدى النطفة من الخلايا العصبية مقدار ما لديك منها.
ثم تبدأ عندئذ عملية توصيل الأسلاك بين الخلايا العصبية ويكون على كل خلية عصبية الارتباط بغيرها من الخلايا العصبية عبر إنتاج تشعبات أو تفرعات عصبية شبيهة بأغصان الأشجار.
والذي يحدث أن كل خلية عصبية تتواصل عبر تفرعاتها العصبية مع 10000 خلية عصبية أخرى تقريباً، مكونة شبكة متكاملة معقدة. إنه مركز ذكائنا! والواقع أن عملية ترابط الخلايا العصبية ما تزال لغزاً للعلماء. وعندما يولد الطفل ينمو ويطوِّر بسرعة ذكاءً يتجاوز ذكاء أي كائن حي آخر.
بعض الأمثلة عن دور الغذاء في نمو دماغ الطفل
تحدث عملية الترابط بين الخلايا العصبية حتى نهاية الحمل وتستمر طيلة فترة الطفولة لا سيما المراحل الأولى من عمر الرضيع. مع أن من المستحيل إجراء اختبارات في هذا المجال لاسباب اخلاقية واضحة إلا أنهم يفترضون أن التغذية تلعب دوراً كبيراً في نمو الدماغ.
معدن الزنك على سبيل المثال يحث على إنتاج DNA ، والزنك أيضاً عنصر مضاد للرصاص والكادميوم اللذين بينت الدراسات أنهما يعيقان عملية ترابط الخلايا عند الحيوانات بنسبة تصل إلى 10 بالمئة.
ما نعرفه عن التغذية ونمو الدماغ هو أن هناك عند الأطفال الذين يولدون دون الوزن المطلوب علامات واضحة من التأخر العقلي وهي تظهر على شكل ضعف في التناسق الحركي وبطء في رد الفعل تجاه المحفزات أو المنبهات.
في دراسة أجريت في فنلندا على المرضى الذين يعانون من تلف دماغي تبين أن عدداً كبيراً من الحالات تعاني من سوء نمو دماغي يعود منشؤه إلى ما قبل الولادة. بناء على ذلك يمكن القول إن محيط الرأس عند الولادة أساسي.
من أكثر الأشياء غموضاً هو الرابط ما بين انخفاض وزن الجنين عند الولادة وضعف النمو الجسدي والذكاء. ولكن يبدو، على الرغم من بيئات التعلم المختلفة، أن ذكاء الولد في سن السادسة يكون جيداً إذا كان وزن الولد عند الولادة جيداً.