الطفل المشاغب: تتوقف طريقة استجابتكم للنوبات التي تنتاب طفلكم على مدى خطورتها. ينبغي في بادئ الأمر التصدي لهذه النوبات بطريقة غير عنيفة من خلال الحفاظ على رباطة الجأش ومساعدة الطفل على استعادة هدوئه بشكل سريع. إذ يمكننا من خلال التأمل مثلاً، أن ندرك بأنه علينا رؤية الأشياء كما هي، وليس كما نرغب في أن تكون.
عندما يصبح عنيفاً، علينا أن نفعل شيئاً. ينصح الدكتور لوبيز بعزل الطفل في مكان آمن ومحمي حيث يستطيع التعبير عن غضبه وإحباطه بحرية (لكم الوسادة، القفز أرضاً…).
من الضروري في بعض الأحيان التنفيس عن الغضب بطريقة أو بأخرى، وإيجاد طريقة سليمة لإخراج تلك الانفعالات.
في ما يلي بعض التقنيات التي يمكن أن تفي بالغرض:
- إذا تحول الطفل المشاغب إلى عنيف إزاء نفسه (يضرب رأسه، يفقد السيطرة)، قد يكون من الأفضل طلب المساعدة من أخصائي.
- فبعض العلاجات السلوكية تساعد الطفل والأهل على وضع حد لهذه التصرفات العنيفة، والتخفيف من الضغط النفسي وتحسين العلاقة في ما بينهم.
- فيما يلجأ البعض إلى أخصائي أو معالج نفسي، نقترح من جهتنا اللجوء إلى الاستشارات الفردية للأطفال وذويهم بحسب الصعوبات التي تواجهونها.
إن المقاربتين مختلفتان تماماً، لأن الأخصائي النفسي يركز بشكل أكبر على المشاكل الماضية، بينما يركز المدرب على الهدف وكيفية تحقيقه.
فهم السلوكيات الانفجارية لدى الطفل المشاغب:
من الممكن أن تتحول نوبات الغضب أو الانفعالات العصبية إلى مصدر للقلق في حال ظهورها بشكل متكرر، وبدرجة أشد، أو في حال استمرارها في مرحلة متأخرة من نمو الطفل. فإذا استمرت النوبات على الرغم من التقدم في السن، فذلك سيسبب له المشاكل في المدرسة ومع أصدقائه.
ثمة أسباب كثيرة تبرر هذه السلوكيات الصعبة:
- الطفل المصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: مع ظهور الهواتف الذكية، والحواسيب اللوحية والتلفزيونات، بدأ الأطفال يفقدون تركيزهم، فيما ارتفع عدد الأطفال الفائقي النشاط. في حال كان طفلكم يعاني من نقص الانتباه وتقلب المزاج، من الأفضل استشارة أخصائي.
- القلق: قد يخزن الطفل المشاغب قلقه في داخله. وفي حال تعرض للضغط الشديد في المدرسة أو في المنزل، ينفجر. لذا، ينبغي إتاحة الفرصة للطفل المشاغب بالتنفيس عن الضغط عبر ممارسة الرياضة، تنظيم رحلات مع الأسرة، وتخصيص الوقت اللازم للاسترخاء والنقاش.
- مشاكل تعلمية: يصبح الطفل صعب المراس في حال كان يواجه مشاكل تعلمية، خاصة أثناء إنجاز الفروض المنزلية. لذا، يجب استشارة المدرس وإيجاد الطرق الملائمة في هذا الشأن.
يحتاج الطفل المشاغب والصعب المراس إلى الهدوء والثقة:
لا بد من الاعتراف بأن التعامل مع الطفل المشاغب والعدائي ليس بالأمر السهل. ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن الحفاظ على رباطة الجأش والتصرف بطريقة ملائمة تساعده على التفاعل بإيجابية. فالأهل هم مصدر الإلهام الأول، وكل تغير إيجابي من جهتهم سيؤثر عليه.
لا تترددوا في تطوير ثقتكم بذاتكم وقدرتكم على الحفاظ على هدوئكم بشكل منتظم وحاولوا التخلص من الضغوطات النفسية، لأن ذلك سيحدث فرقاً كبيراً في حياتكم وحياة أطفالكم. فالطفل يتعلم عبر المحاكاة، وكونوا على ثقة من أنه سيقلدكم.
يتطلب الأمر القليل من الصبر لاختبار الوسائل المختلفة وتحديد ما هو أفضل لكم. ولكن رؤية طفلكم سعيداً وفرحاً يستحق كل هذا العناء.