البرمجة اللغويّة العصبيّة NLP : خلف هذا الاسم الغريب تختبئ طريقة تسمح (من بين أمور أخرى كثيرة) بمعالجة الألم بالكلام… وبتخفيف آلام أولادنا في بضع دقائق! لا، المسألة ليست مسألة سحر أو خفّة يد بل عمل على صورنا الداخليّة.
1- ما هي البرمجة اللغويّة العصبية؟ وكيف تعمل؟
البرمجة اللغويّة العصبيّة وبحسب ريتشارد باندلر، أحد مبتكريّها، هي: “طريقة استخدام عقل الانسان”. يتمتع دماغنا بقوى خارقة وواسعة نتأثر بها ونخضع لها معظم الوقت (عندما نستيقظ على سبيل المثال في منتصف الليل وقد شغلت عقلنا صورة مخيفة) بدلاً من أن نستخدمها لنشعر مثلاً بالراحة والسعادة على امتداد يومنا. إنها فكرة جذّابة، أليس كذلك؟
لا بد في بادئ الأمر من أن ندرك أنّ كل ما يجري في حياتنا (أحداث، انفعالات، مشاعر، أفكار…) مرمّز ومشفّر في دماغنا على شكل تصوّرات. هذه التصوّرات يمكن أن تكون صوراً، أو أصواتاً أو أحاسيس (أو الثلاثة في الوقت نفسه!). تُعلّمنا البرمجة اللغويّة العصبيّة أن نشتغل على هذه التصوّرات لنغيّر التأثير الذي تتركه علينا. إذا كانت صورة ما تسبب لنا الخوف، فنغيّر الصورة حتى نتمكّن من النظر إليها من دون أن نشعر بأيّ ضيق. تكمن الحيلة في ألا نمسّ بمحتوى الصورة بل بشكلها وخصائصها: ملوّنة/أسود وأبيض، واضحة/مشوّشة، قريبة/بعيدة، صغيرة/كبيرة… هذا الأسلوب ينفع أيضاً مع الألم.
2- الطريقة التي ينبغي اتباعها: أهمية الأسئلة
سيتوجّب عليكم أن تجعلوا حواسكم كلها في حالة تركيز فضلاً عن حدسكم الطبيعي. ومن الصعب أن نحقق ذلك فيما نحن نشاهد التلفزيون أو نحضّر الطعام. مع قليل من التمرين، يصبح الأمر طبيعياً بالنسبة إليكم وإلى ولدكم ويمكنكم أن تفعلوا ذلك في أيّ ظرف كان وبشكل سريع. لكن اجعلوا الحظوظ كلها إلى جانبكم في بادئ الأمر!
- تواصلوا معه عبر الاعتراف بألمه
أن نقول “نعم، هذا مؤلم” يريح الطفل أكثر من قولنا “هذا أمر بسيط، لا تبالغ”. إن الاعتراف والاقرار بما جرى: “لقد دفعك… ارتطمت… تشعر بالألم… حسن، هذا مؤلم” يسمح لاحقاً أن نعلن بأن الألم سيزول قريباً وبأن يصدّقنا الولد.
- اطرحوا عليه أسئلة لتصلوا إلى التصوّر الداخلي لألمه
اسألوا ولدكم عما يشعر به بالتحديد: هل يحرق؟ هل يخز؟ أو هل هو حار؟ هل تشعر بدوار؟… حاولوا أن تحصلوا على معلومات دقيقة: إن كان دواراً فبأيّ اتجاه؟ وما هي السرعة؟… شجّعوه على أن يقلّد الشعور بحركة. فالشعور بالغثيان مثلاً يمكن أن يعبّر عنه بيدٍ تدور أمام البطن، وألم الرأس يمكن أن يتخذ صورة مطرقة تضرب بشكل منتظم. عندما تحصلون على عنصر ما، مهما كان، اطرحوا المزيد من الأسئلة: كيف هو شكل المطرقة؟ كبيرة أو صغيرة؟ ما هو لونها؟ هل تضرب بقوة؟ في أيّ مكان؟… حاولوا قصارى جهدكم أن تحترموا وتيرة الولد، أبطئوا الأسئلة كي تمنحوه الوقت الكافي ليجيب، سرّعوا الوتيرة عندما يسرع، اعتمدوا عليه كلياً.
ترقبوا في المقالة القادمة الجزء الثاني من المقالة: آلام أولادنا كيف نجعلها تختفي في دقائق فقط ؟(2)