ما قصة الشجارات بين الأم والأب ؟
يشكّل الوالدان بالنسبة إلى الولد، جبهة متحدة وقوية، وهو يعتبر، سواء بشكل واعٍ أو ملتبس، أنه «ثمرة حب»، وأنه جاء إلى هذه الدنيا نتيجة تفاهم وانصهار بين شخصين. لذا عندما تتزعزع هذه الثنائية، يشعر بالتهديد ويبدو له الأمر أشبه بزلزال.
حلّلوا الوضع
هناك مستويان من المشاجرات:
- الشجارات المزمنة، أي عندما يختلف الزوجان طوال الوقت وإن كانا متحابين. صحيح أنه في هذه الحالة، يشكل كل شجار بالنسبة إلى الطفل محنة يبدو فيها والداه أشبه بطفلين، إلاّ أنه يفهم أن مصيرهما ليس على المحك.
- العاصفة التي تهبّ بعد الصمت: سواء نشأ هذا الشجار بسبب تعب أو مرض أو أي محنة أخرى، يحصل هنا تدهور في العلاقة بين الزوجين، الأمر الذي يصعب على الطفل فهمه. لذا لا بد من توضيح الأمر له، خاصة وأن الأطفال هم بحسب 60% من النساء السبب الرئيسي للشجار بين الزوجين. عليكم إذاً مساعدته لئلا يشعر بالذنب.
ما العمل حين تقع الشجارات بين الأم والأب؟
- أولاً، تجنبا الصراخ أمامه. بعض الأزواج يتواعدون مرة في الأسبوع خارج البيت ليضعوا النقاط على الحروف بعد أن يكونوا قد فكّروا في الأمور ملياً. ويبدو أن هذه الطريقة ناجحة.
- لا يشوّه أي منكما صورة شريكه وإن كان يضايقه، كأن تقولي مثلاً: «أنا أكره والدك. هل تعرف أي حماقة ارتكب؟» هذا الأمر يزعزع الاستقرار النفسي لدى الطفل، ثم إن الأولاد يكرهون هذا الأسلوب.
- تحدثا إليه بهدوء. قولا له حقيقة ما تعيشانه في علاقتكما، فمن شأن ذلك أن ينزع فتيل القلق والشعور بالذنب الذي قد ينشأ، ناهيك عن بعض العوارض كأن ترتفع حرارته فجأة في المدرسة.
- والأهمّ، ألاّ تتصرّفوا أنتم الأهل كأطفال. ابقوا الأب أو الأمّ، الحنون، القويّ الذي يمكن أن يعتمد عليه الولد.
- تعرّف علماء النفس مؤخّراً على حالة جديدة ألا وهي «حالة الرّشد عند الأطفال». لأن الأهل يتعاملون أكثر فأكثر مع أطفالهم الصغار كأنّهم راشدون بينما يتصرّفون هم وكأنّهم أولاد.
ناقشوا الأمر معه
«هل يتشاجر أمّك وأباك؟ هذا طبيعي… ليس من السهل أن يعيش اثنان معاً حتّى ولو تحابا. نشهد ذلك عند الجميع، بين الإخوة وبين الأصدقاء… إن ذلك ليس بالأمر السّهل بالنسبة للكبار أيضاً. إنّما هذا لا يعني أننا تخاصمنا إلى الأبد وأننا سننفعل حتّى وإن صرخنا بأعلى صوتنا على بعضنا البعض، فذلك لا يعني أبداً نهاية العالم!
من الطبيعي أن تختلف آراء الأهل حول طريقة تربية أولادهم. فنحن نحبهم ونريد الأفضل لهم. نحن نقلق كثيراً عليهم وليس من الضروري أن نتفق حول الحلول التي يجب اتخاذها. لكنّ، طبعاً تلك ليست غلطة الأولاد.
من الضروري ألا يتشاجر الأهل أمام أطفالهم، لكن لا يخلو الأمر من مشاجرة من وقت لآخر فمن الصعب جداً تفادي أمر كهذا حتّى ولو كانت «هفوة».
كما تعلم، لا أحد معصوم عن الخطأ، ولا حتى أهلك.
وأخيراً، إن تشاجرنا كثيراً، فهذا لا يعني أننا لم نعد نحبّ بعضنا. فنحن زوجان متحابّان والأهمّ أننا نحبّك أنت أكثر من أيّ شيءٍ آخر وسنحبّك دائماً وإلى الأبد».