في ظلّ الأزمات الاقتصادية أصبحت البطالة ظاهرة اجتماعيّة خطيرة. إنها فترةٌ صعبةٌ جداً يرافقها الشك والبحث عن الذات من جديد وإن كنّا نثق بأنفسنا، بقدراتنا. فإذا حدث لنا ذلك، وبالأخص إن كان لدينا أطفال، نستسلم لفترةٍ محزنة ومليئة بالشكوك. لكنّ الأطفال يشعرون بهذا القلق والهمّ. لذا من الأفضل أن نخبرهم الحقيقة كاملة ونفسّر لهم الوضع بوضوحٍ تام على أن نجعلهم يتوّهمون ويقلقون.
حافظوا على موقف إيجابي
- تكلّموا معه بهدوء ومن دون أن تعبّروا عن قلقٍ يثقل كاهله وقلبه الصغير. لا «تندبوا حظّكم» أمامه، ولا تسترسلوا في شرح نظريات اقتصادية.
- كلّموه بهدوء وقولوا له: «لقد تركت عملي وسأبحث عن آخر». كونوا إيجابيين. لا تلعبوا دور المرفوض لأنه من الصعب على ولدكم تقبّل ذلك فتأتي ردة فعله سيئة.
من الممكن جداً أن ينبذكم ولدكم كردّة فعلٍ أوليّة في حال شعر بقلقكم وانزعاجكم. هذا شيءٌ طبيعي لأنّه بذلك يحاول حماية نفسه. لا داعي إذاً لأن تستسلموا لهمٍّ وحزن إضافيين فهو لا يحاول التخلّي عنكم أو «نبذكم»، إنّه يحمي نفسه فحسب.
في نطاق الممكن، تجنّبوا جرّه معكم للبحث عن عمل، أو إقلاقه بخوفكم. لا تفقدوا السيطرة على نفسكم أمامه ولا تظهروا كآبتكم المريرة. حاولوا ألاّ تقولوا: «لم يعد أحد يرغب بي!»، «أصبحت عجوزاً ولم أعد أنفع لشيء». بذلك، أنتم تولّدون لديه قلقاً على مستقبله. لا تقعوا في فخ الكلام عن سوق العمل وكأنّه مكان مخيف كغابةٍ استوائية. لا تقولوا له أنّه إن لم ينجح في عمله فسينتهي به الأمر مثلكم، عاطلاً عن العمل…
بالنسبة إلى نتائجه المدرسية كلّ شيء محتمل:
من الممكن أن يتأثر الولد بما يحصل فينعكس ذلك على علاماته فتنخفض.
سيؤثّر الحدث في نشاطه ومن الممكن أن يأخذ على عاتقه فشل الأب، أو الأم، العاطل عن العمل. وقد يحدث العكس تماماً. يمكنه أن يوظّف كلّ طاقاته في المدرسة التي تصبح عندها مهرباً من ألمه، مكاناً للتعويض عمّا يحصل في المنزل. باختصار، مكاناً حيث كل شيء ممكن.
كن مكافحاً من أجلك أوّلاً ومن أجل طفلك. تكلّم دائماً بشكل إيجابي عن نفسك. أخبره عن كلّ ما يحصل معك كآمالك، مقابلات العمل التي تقوم بها واتصالاتك المستقبلية. لا تتكاسل في المنزل وتجول في أنحائه حائراً بل ارتدِ ملابسك كما لو كنت خارجاً للعمل.
من الممكن أن تتأقلم الأمّهات أكثر في مثل هذا الوضع فتكرّسن طاقاتهن للاهتمام بالمنزل وتربية أولادهنّ وتفرحن بأخذهم وجلبهم من المدرسة…
ناقشوا الأمر معه
«لا يهمّ أي وظيفة نشغل، جميعنا معرّضون لفقدان عملنا. إن جرى كلّ شيء على ما يرام، من الممكن أن نجد عملاً بسرعة وبذلك تقصر مدّة البطالة.
في أيامنا هذه، يحصل ذلك أكثر فأكثر. هل لديك أصدقاء مرّوا بتجربة كهذه؟ لأنّ ذلك الوضع صعبٌ حقاً. والأهل يكونون في مزاج متعكّر وغير سعداء.
في بعض الأحيان، قد تبدو فترة البطالة طويلة فنشعر بالقلق: كيف سنعيش؟
ربّما ما يدور في رأسك يجعلك تحسّ أكثر بالقلق. لأننا نتخيّل أشياء مرعبة وغالباً غير حقيقية: نرى أنفسنا مثلاً على الطرقات، نتسوّل لقمة العيش. هذا تماماً ما أحسّ به الأمير غندور. لكنّ والده وجد عملاً ولو مختلفاً تماماً عمّا كان يفعله. كلّ شيء ممكن، علينا فقط ألاّ نيأس».