قلق الانفصال واقع نفسي يمر به كل الأطفال وقد يحدث من مجرد ابتعاد الأم عن طفلها ساعات قليلة.. ومع أنها حالة طبيعية إلا أن على الأهل أن يعرفوا حدود هذا الانفصال وتجنب مفاعيله النفسية.
يتأثّر الطفل بانفصال كلا الوالدين، ولكنّ قلق الانفصال قد يكون أكثر وضوحًا مع الشّخص الذي يعتني به ويرافقه معظم الوقت.
إلى جانب خوفه من الوجوه الجديدة، يخاف طفلك أيضًا، و هذا هو الأهمّ، من أن تتركيه. عندما لا يراك، يعتقد بأنّك ذهبت إلى الأبد. في الواقع، هو لا يعرف أنّه عندما لا يرى شخصًا أو شيئًا، فإن هذا الشخص أو هذا الشيء يظلّ موجودًا.
لا يفهم الطفل بأنّ الأشخاص و الأشياء تستمرّ بالوجود بالرغم من أنه لا يستطيع رؤيتها أو سماعها. عندما يعتقد أنك “ذهبت إلى الأبد”، يزداد خوفه وبكائه لأنّك الشخص الذي يُطعمه, يهتم به, يحافظ عليه ويؤمّن له وسائل الراحة. يمكن أن يستمرّ هذا القلق إلى عمر 18 شهرًا.
كيف يظهر قلق الانفصال؟
إليك بعض الأمثلة عن كيفيّة تفاعل طفلك خلال هذه الفترة:
- يبدأ بالبكاء عندما لا يستطيع رؤيتك، عندما تتركينه في غرفة بمفرده, أو في وجود شخص امّا لا يعرفه ابداً وإما ليس معتاداً عليه.
- لم يعد يبتسم للزوّار الجدد ولم يعد يرغب في أن يحمله أشخاص لا يستطيع التعرّف عليهم.
- ينفعل أو يبكي عندما تأخذينه إلى أماكن جديدة.
- لم يعد يستمتع بالاستحمام، لأنّه يعتبر الآن أنّ الماء بيئة “غريبة”.
لا يعاني جميع الأطفال من قلق الانفصال بنفس الدرجة من الحدّة. غالبًا ما يعبر الأطفال الذين اعتادوا على رؤية الكثير من الناس, هذه الفترة بسهولة أكبر. تلعب الشخصية أيضًا دورها: فبعض الأطفال يميلون بطبيعتهم الى الخوف, بينما آخرون هم اجتماعيون.
كيف نساعد الطفل على تجاوز فترة قلق الانفصال؟
سوف يعتاد طفلك شيئًا فشيئًا على الأشخاص والمواقف الجديدة. سوف يتعلم أيضًا أن ينفصل عنك. إليك ما يمكنك فعله للتّخفيف من قلقه:
- تجنّبي المغادرة عندما لا ينظر طفلك إليك أو عندما يكون نائماً. أنت تخاطرين لأنّه قد يعيش حالة الانفصال.اشرحي له سبب مغادرتك وماذا سيحدث أثناء غيابك. حتى لو بكى و أنت تعتقدين بأنّه لا يسمعك، اشرحي له أنك ستعودين قريبًا, وأكدي له أنّك ستغيبين لفترة محدّدة من الوقت, و حاولي أن تكون هذه الفترة محددة. على سبيل المثال، قولي، “سأراك مجدّداً بعد قيلولتك”. يمكنك أيضًا أن تشرحي له أنه سيكون على ما يرام مع الشخص الذي سيرعاه, وأنهّ سيعتني به جيّدًا.
- أظهري له ثقتك في الشخص الذي سيعتني به. وإلا فإنه سيشعر بقلقك ممّا سيزيد من قلقه أيضاً.
- عندما تطلبين من أحدٍ رعايته في منزلك، اطلبي من هذا الشخص أن يصل قبل 15 إلى 30 دقيقة من موعد مغادرتك. هكذا سيكون باستطاعة هذا الشخص القيام بأنشطة معه وأنت ما تزالين في المنزل.
- اجعلي طفلك يعتاد على رؤية الناس ، لكن لا تجبريه على تقبّل أن يحمله شخص آخر.
- إذا أراد أن يلتصق بك أمام الغرباء، عانقيه. لا تترددي في طمأنته وضمه عندما يكون خائفًا.
- امنحيه الوقت لكي يتكيّف مع المكان الجديد أو الأشخاص الذين لا يعرفهم. خذي الوقت الكافي في التحدث معهم حتّى يعتاد الطفل عليهم.
- العبي “كوكو/بيكابوو/ بووسة” بإخفاء وجهك خلف بطانية. هذه اللعبة تجعل طفلك يدرك أنك ما زلت موجودةً حتى عندما لا يراك.
- امنحيه دميةً أو بطّانية, تكون مصدر راحة له عندما يواجه مشاعره.
- ساعدي طفلك الصغير لكي يصبح مستقلاً. على سبيل المثال، ضعيه مع ألعابه بالقرب منك عندما تطبخين أو تقرأين. سوف يكتسب الثقة بالنفس تدريجيًا مع العلم أنّك بجانبه.
ترقبوا مقالة أخرى عن قلق الانفصال: كيف نخفف عن الطفل وطأة قلق الانفصال عندما ينفصل الوالدين أو عندما ندخله إلى الحضانة؟