ما قصّة الأمهات اللواتي يصرخنَ؟
«أنا مضطرّة للصراخ والغضب والتهديد حتى يسمع كلامي…» أي امرأة لم تتلفّظ يوماً بهذه العبارات؟ حتى النساء الأكثر هدوءاً ظاهرياً يعترفنَ بأنهنّ، في بعض الأحيان، لا يجدن مفراً من ذلك. إليكم من موقع التربية الذكية كيف يفرضن سلطتهن بدون صراخ..
لماذا نلجأ إلى الصراخ حتى يُسمع كلامنا؟
اسألي نفسك: ربما تفتقرين، في قرارة نفسك، إلى شيء من الصرامة في مواقفك؟ أو لعلك تفقدين صبرك بسرعة؟ أو تصرخين طلباً للنجدة؟ أو تكرّرين نموذجاً عشته في طفولتك؟ حاولي جديّاً تحليل السبب الحقيقي الذي يجعلك تغضبين لتستطيعي أن تعالجيه بشكل أفضل.
إنّ الصراخ والغضب والتهديد ليست بالحلول الملائمة. حين نلجأ إليها ندخل في حلقة مفرغة أي أنّ الأولاد يعتادون على الصراخ والتهديد ويكفّون عن الاستماع إلينا إن تكلّمنا بصورة عاديّة فنضطر بالتالي أن نصرخ ونصرخ أكثر فأكثر!
إذا تنبّهت لذلك، حاولي الخروج من الحلقة المفرغةّ بتخفيض «درجة الصراخ» تدريجياً كما لو أنك تخفضين صوت الراديو. ستلاحظين أنّ الولد يستمع أكثر وهذا دليل على استعادة العادات الحسنة في التعاطي بينكما. طبعاً، إنّ هذا ليس بغاية السهولة، ولكن عليك أن تسعي إلى ذلك كيلا تتحوّلي إلى ساحرة مئة مرة في اليوم…
والصراخ لا يشكّل الحلّ المطلوب بل على عكس ذلك، قد يؤثّر على توازن الولد أمام نموذج الأم التي تظهر لطيفة تارةً وشرّيرة تارةً أخرى ويضيع في ذلك، بينما هو بأمسّ الحاجة إلى الأمان والاستقرار. كما وأنّ للصراخ تأثير آخر على الولد فيجعله يبني علاقته مع الآخرين على أساس القوة فقط.
الأمهات اللواتي يصرخنَ: كيف تفرضن سلطتكن بدون صراخ؟
عليك أن تثقي أكثر بنفسك. الممنوعات التي تملينها على ولدك تشكّل ضرورة ماسّة لتربيته.هو بحاجة ليعرف أن هنالك ممنوعات. إذاً لا تخاطبيه بلهجة الاستفهام إنّما بلهجة حازمة لا بل آمرة، فإنّ هذه التفاصيل الصغيرة لها تأثير أكيد على الأولاد.
وبدلاً من الصراخ، عليك أن تكلّميه وأنت تنظرين في عينيه وليكن كلامك صارماً.
إذا طلبتِ منه شيئاً، فافعلي ذلك مرّتين أو ثلاثاً، لا أكثر. وإذا لم يطعكِ فما عليك إلاّ اللجوء إلى الحلّ الكلاسيكي المعروف فتقولي: «انتبه! سوف أعدّ من واحد إلى ثلاثة: واحد، اثنان…» هذه الطريقة فعّالة عموماً.
ناقشوا الأمر معه
«هل لاحظت شيئاً؟ عندما تصغي إليّ، لا أؤنّبك أبداً. أفضّل أن تقول لي: «حسناً، أمّي، لقد فهمت» ولا تتظاهر بعدم السماع.
«من الأجمل أن نكون متفاهمين، وأنا أقترح اتفاقية بيننا: كلّ منّا يبذل جهداً، أنت تصغي لما أقوله أكثر وأنا أصرخ أقلّ من ذي قبل».