لقد قرّرت أن تنجبي أخاً صغيراً أو أختاً صغرى. انتبهي! هذا يشكّل بهجة للأهل ولكن، في بعض الأحيان، يكون اختباراً صعباً للولد الكبير الذي يشعر بأنه مهمل.
ما العمل حتى لا يشعر بأنه مهمل؟
متى تخبرين الولد الأكبر؟ لا تخبريه باكراً جداً ولا متأخراً جداً. ربما عليك أن تنتظري بروز بطنك كي تُعلميه بذلك. وإذا أخفيت عنه النبأ خلال بضعة شهور، فلا تتكلّمي عن الموضوع بحضوره (مع أصدقائك أو أقاربك). سوف يشعر بأنه منبوذ من العائلة. وقد يغيّر تصرّفاته ويصبح حزيناً، عبوساً. عندها، لا تحتاري: أخبريه بكل بساطة.
حاولي، أثناء فترة الحمل، أن توكلي الأب ببعض المهام. لا تكرّري دون انقطاع بأنك متعبة ولم تعودي تستطيعين اللعب معه أو حمله مثلما كنت تفعلين سابقاً. لأنه، عندئذٍ، سوف يطلب بإلحاح «احمليني يا أمي!». إنّ توكيل الأب بهذه المهام سوف يخفّف من قلقه حيال التغيير الحاصل. على كل حال، إنّ المسألة تتعلّق بسنّ الولد: منذ سنّ الستّ سنوات، وهي السنّ التي «يدخل فيها الولد مرحلة الاندماج في المجتمع»، تخفّ حدّة الغيرة لديه.
عند الولادة الجديدة، قدّمي له هدية بواسطة الطفل المولود: «هذه هدية لك من الطفل». اذهبا معاً إلى محلّ للألعاب وسوف يختار بنفسه هدية يقدّمها بدوره إلى المولود الجديد. ولدى عودتك إلى البيت، لا تُبعديه كثيراً. وإذا اضطر الأمر للمساعدة، فاستعيني بحاضنة، فذلك أفضل من أن ترسليه في «عطلة جبريّة» عند الجدّة…
وأخيراً، لا تطلبي منه الكثير، فهو لم يكبر لهذا الحدّ دفعةً واحدة! أما زال بحاجة لأن يمصّ إبهامه أو المصّاصة أو يمسك لعبته المفضّلة؟ هل عاد يغضب كما كان من ذي قبل؟ ألم يعد يعرف كيف يأكل بنظافة أمام المائدة أو أنه يستيقظ ثلاث مرّات أثناء الليل ويطلب أن تداعبيه؟ هذه أمور طبيعية، وُيسمّى ذلك «النكوص».
ناقشوا الأمر معه
«يتطلّب الطفل الكثير من الاهتمام والوقت، لاسيما في البداية. فهناك الرضّاعات والحفاضات والأمراض البسيطة… وعندما نكبر، لا نعود نحتاج إلى الأهل لكل هذه الأمور، وإنهّ أمر ممتع، أن نصبح كباراً، أليس كذلك؟
إذا خفّ اهتمامنا بك فإنّ ذلك لا يعني أنّ حبّنا لك قد اضمحلّ. على العكس، فعندما يكبر الأولاد، يفتخر بهم أهلهم ويحبّونهم كما من قبل!»
ولكن الأولاد لا يتفّهمون ذلك، في بعض الأحيان. يلاحظون أنّ أهلهم يُمضون الكثير من الوقت قرب الطفل الجديد فيفكّرون في نفسهم: «أنا أحصل على عدد أقلّ من المداعبات والقبلات. إنّ هذا غير عادل!» فبوسعكم أن تجيبوا عندئذٍ بما يلي: «لا تنسَ أنك كنت بدورك طفلاً قبل أن يولد الطفل بوقت طويل».