أولادنا ينجحون
بعد أن فهمنا أهميّة معتقداتنا, مواقفنا و كلماتنا تجاه الأطفال، يمكننا استخدام تأثير بجماليون لتعزيزها. إليكم بعض الأفكار:
- إذا كنت أؤمن بأنّه عليّ أن أعاني لكي أتعلّم، فأنا أضع الأطفال في اطار التّعلم الطّويل والصّعب. لذلك أبدأ بتغيير وجهة نظري حول التّعلم بشكل عام: يمكن أن يكون التّعلم مفرحاً, مليئاً بالحماس و ممتعًا (توجد الكثير من الأفكار عن هذا الموضوع)
- إذا اعتقدت أن الطّفل كسولٌ، فأنا أضعه في اطار هذا السّلوك. عليّ اذاً أن أقدّر مبادراته, جهوده ونجاحاته.
- إذا كنت أعتقد أن الطّفل إمّا موهوبٌ أو غير موهوب، فأنا لا أعطيه أيّ خيار. و لكنّ الواقع هو أنّه لا يوجد معيار، فلا يوجد امّا أبيضٌ أو أسود. يمكن أن نكون موهوبين جدّاً في شيء ما وأقلّ موهبةً في شيء آخر. لذلك عليّ أن أهنّئ الطّفل في المجالات التي تظهر فيها موهبته بشكل ملفت و أشجّعه على متابعة المجالات الأخرى، من خلال تقديم تحدّيات قابلة للتّحقيق (إذا لزم الأمر، أقوم بتقسيم المشكلة الكبيرة إلى مشاكل صغيرة حتّى يتمكّن من المضيّ قدمًا خطوةً بخطوة).
- إذا اعتقدت “أنّه لن ينجح أبدًا”، فإنّني أحرم الطّفل من فرص تحقيق الهدف. هل أقول لنفسي هذا عندما يتعلّم الطّفل المشي و يسقط؟ أو عندما يتعلّم الطّفل الكلام فيقول كلاماً غير مفهوم؟ إنّه نفس الشيء مع التّعلم ككلّ. النّجاح الفوريّ هو خرافة. تشكّل العوائق, الأخطاء و التعديلات … جزءاً من عمليّة التعلّم ولكلّ طفل طريقته الخاصة. لذلك أختار أن أكون إيجابيًا وأسلّط الضّوء على كلّ انتصار صغير يساعده في الوصول إلى الهدف.
- إذا كنت أعتقد أنّ التعلّم الأكاديمي فقط هو المهمّ، فعندئذ أضع الطّفل في صندوق مصمّم على قياس المعايير الخاصّة بي. “إذا كنت أعتقد أنّه الأهمّ، فعندئذ يجب أن يكون الأهمّ بالنسبة للطّفل أيضاً.” بالطبع، انّ التعلّم الأكاديمي مهمّ، لكنّ الطّفل كائنٌ لديه مشاعر وأفكار خاصّة به. أتعلّم كيف أتقبّله كما هو و أقدّر اكتشافاته وشغفه التي يزدهر بها. حتّى أنّه بامكاني أن أستخدمها لمساعدته على فهم وتعلّم بعض مفاهيم المدرسة التي يجد صعوبة في استيعابها.
- إذا قال الطّفل “لا أعرف”، بحسب نصيحة مؤلّفي كتاب “التعلّم بشكل مختلف مع أصول التّدريس الإيجابية”، يمكنني أن أجيبه: “اسأل عقلك وانتظر حتى يجيب عليك. من فضلك لا تستعجله، فهو لا يحبّ ذلك”. يتعلم الطّفل أنّه يستطيع التّفكير بنفسه، وسيحاول الإجابة، إذا كانت خاطئة فلا بأس على الإطلاق. أعطيه الثّقة وأُثبت له أنّ قيمته ليست في نجاحاته أو إخفاقاته بل في هويته.
- لا أقترح على الطّفل مهمةً واحدة فقط في كلّ مرّة. وذلك لأنّ تعدّد المهامّ يتطلّب الكثير من الجهد من الدّماغ، ممّا يعزّز المرونة. وهذا جيّد جدًا في بعض الحالات. لكنّ المشكلة تكمن في أنّه لا يُشجعّ على المثابرة. ويحتاج الأطفال إلى تعلّم المثابرة والصّبر. هذه هي الحياة!
- أعطي الأولوية لرفاهية الطفل. قال ألبرت أينشتاين “يجب أن تهدف المدرسة دائمًا إلى منح طلّابها شخصيّةً متناغمةً وليس أن تجعلهم متخصّصين”. لا أنسى أنّه خلف كلّ عمل، كلّ ملاحظة، و كلّ تمرين، هناك كائنٌ صغيرٌ طور النموّ, يحتاج إلى تعلّم الثّقة بنفسه, يحتاج الى حبّ نفسه، الى الانسجام مع محيطه، و معرفة مواهبه، ليشعر بالأمان والحبّ. وهذا، في رأيي، أساسٌ متينٌ لتعلّم أفضل.
- أحبّ دون قيد أو شرط. القول أسهل من الفعل (خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بالأطفال المشاغبين أو الأطفال الذين يتعبوننا) ، ولكنّه مهم ّجدًا. لقد رأينا ذلك، حتّى مع الفئران، بمجرد أن نحبّها (تلك التي في المجموعة 1 لأنّه من المفترض أنّها “أذكى”) ونتعاطف معها، نجدها تبذل المزيد من الجهود وتريد التّفوق على نفسها. لذا تخيّلوا ما الذي سيحصل مع الأطفال ..
- علي أن أُلغي الجمل المقيّدة من مفرداتي، و شيئًا فشيئًا من أفكاري. فأحيانًا تختبىء هذه الجمل حيث لا يمكننا ايجادها.ساعدوني على تطوير قائمة الأفكار هذه، من خلال مشاركة أفكاركم في التّعليقات. ودعونا نستخدم تأثير بجماليون لتعزيز قيمة الأطفال.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثّر نظرتنا لأولادنا على نجاحهم أو فشلهم (تأثير بجماليون Pygmalion)- (1)