ينمو كل طفل على طريقته الخاصة، فمن الأطفال مَن يمشي قبل أن يبدأ بالكلام، ومنهم مَن يتأخر كي يمشي. لكن هناك أمور تقلق الأهل في كثيرٍ من الحالات، أكثرها تأخر الطفل في التواصل أو الكلام. وغالباً ما تدور الشكوك حول اضطراب طيف التوحد. فاضطراب طيف التوحد؟ وما هي العلامات التي تشير إلى وجود هذا الإضطراب؟ ومتى يجب اللجوء إلى الطبيب؟ تعرفي على التفاصيل عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية.
أشارت آخر الإحصاءات المعدة عبر أفاد مركز السيطرة على الأمراض (CDC) إلى أن ما يقرب من طفل واحد من بين كل 54 طفلًا في الولايات المتحدة مصاب باضطراب طيف التوحد (ASD) ، وفقًا لبيانات عام 2016. وكما يبدو فإن الأعداد في تزايد مستمر.
التوحّد وهو اضطراب معقّد يؤثر في كيفية تعلم الطفل ولعبه وحديثه وعلاقته بالآخرين. ثمة نقاش حالياً حول الأسباب الدقيقة للتوحد، لكن أمراً واحداً بات واضحاً: إن التدخل المبكر ضروري وحيوي لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على التعلّم وعلى إقامة علاقات صحيحة، ما يعني أنّ على الأهل أن يعرفوا ما يبحثون عنه.
ما هو اضطراب طيف التوحد؟
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يظهر عند الولادة. يمكن أن تظهر المظاهر الأولى في مرحلة الطفولة المبكرة، عادة في سن حوالي عامين
ثمة العديد من إشارات التحذير المبكرة التي قد تظهر في السنوات الأولة من حياة الطفل.
عليك أن تحددي سريعاً موعداً مع طبيب الأطفال إذا لاحظت الإشارات التالية مع بلوغ طفلك شهره الثاني عشر:
- لا يبتسم أو لا يشاركك تعابير الوجه الأخرى، فمن إشارات التوحد الأولى القصور في التواصل والتعبير.
- من ناحية التواصل اللفظي يحاول التحدث، ولا يتكلم كالأطفال أو لا يصدر أيّ أصوات كتلك التي يصدرها الأطفال عند الكلام.
- فيما يخص التواصل البصري لا ينظر في عينيك أو يتجاوب عند مناداته باسمه، فالتواصل البصري من أكبر المشاكل التي يعاني منها الأطفال المصابون باضطراب التوحد.
- لا يشير، لا يتبع حركاتك أو لا يلعب ألعاب أطفال.
- يتراجع بأيّ طريقة كانت، كأن يتعلّم الكلمات أو الحركات ثم ينساها.
- لديه الميل إلى تبني حركات غير عادية تسمى أيضاً نمطية (على سبيل المثال: هز الجسم ، والتصفيق باليد، الرفرفة باليدين، الدوران حول نفسه)
- اضطرابات النوم (مثل صعوبة النوم، الاستيقاظ المتكرر أو المبكر للغاية، زيادة الاستيقاظ في الساعة 3 صباحًا على سبيل المثال).
- يمر بلحظات إحباط كثيرة بشكل يومي ويصعب تحديد سبب غضبه لمن يعتنون به.
- مقاومة الاتصال الجسدي (مثل العناق والمداعبات والقبلات).
- الاهتمام بالألعاب المتكررة (على سبيل المثال: اصطفاف السيارات الصغيرة باستمرار ، والانبهار بالأشياء الدوارة).
- فرط الحساسية لضوضاء معينة أو على العكس من ذلك، لا يبدو الطفل منزعجاً من أي ضوضاء.
ملاحظة حول الأطفال المصابين باضطراب التوحد:
على الرغم من أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد قد يظهرون سلوكاً أقل تعاطفاً مع مَن حولهم وأقل تفاعلاً، بسبب مقاومة الاتصال الجسدي أو التأخر في التواصل اللفظي وعدم القدرة على التعبير، أو حتى صعوبة التواصل البصري لفترة متواصلة، فمن الخطأ الاعتقاد بأنهم غير متعلقين بأهلهم. المشكلة فقط، تمكن في أنه ليس لديهم نفس المهارات والقدرات على التواصل والتعبير عن هذا الارتباط وهذا الحب الذي يشعرون به.
تذكري أن هذه الإشارات ليست سبباً كي تصابي بالذعر لكنها أسباب تدفعك لأن تطلبي من طبيب الأطفال أن يجري تقويماً لوضع طفلك