تخلت معظم العائلات عن تلك العادة القيمة التي تقتضي باجتماع الأسرة على المائدة لتناول الطعام والتحدث. دون إدراك مدى أهمية هذه العادة ومدى تأثيرها الإيجابي على الطفل. تعرفوا معنا عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية على الدور الذي يلعبه اجتماع الأسرة على المائدة في حماية الأطفال من المخاطر.
هل أصبحت عادة الاجتماع لتناول الطعام معاً كعائلة أمراً تقليدياً من الماضي؟
لقد تغيّرت الحياة وأصبحت سرعتها تفرض على أفراد العائلة الواحدة أن يأكلوا طعامهم كلّ واحد على حدة. الوالدان يعملان والأولاد منشغلون بدراستهم ونشاطاتهم وقلّما يجد الجميع الوقت للاجتماع حول مائدة الطعام. لكن ما أهمية ذلك وما مدى خطورته على حياة كلّ أفراد العائلة؟
الفوائد التي يقدمها اجتماع الأسرة على المائدة للطفل
أظهرت الدراسات مراراً وتكراراً أن تناول الطعام معاً كعائلة له فوائد متعددة. خاصة بالنسبة للأطفال، وليس فقط لأغراض غذائية ولكن لكثير من الجوانب الأخرى أيضاً.
وفقا لعدد من التقارير الصادرة عن المركز الوطني للادمان واستعمال المواد المخدرة في جامعة كولومبيا. يبدو أن الأولاد الذين يتناولون الطعام خمس مرات على الأقل في الأسبوع مع عائلاتهم معرضون أقلّ لخطر اكتساب عادات أكل سيئة. كما أنهم معرضون أقل لمشاكل في الوزن أو إدمان على الكحول والمخدرات. كما يظهر الأولاد الذين يتناولون طعامهم مع أهلهم أداء أكاديميا أفضل من أقرانهم الذين كثيراً ما يأكلون وحدهم أو خارج المنزل.
لا شك أن الوجبة العائلية المبدعة تخسر أهميتها شيئاً فشيئاً ليحلّ مكانها الأكل في المطاعم أو الأكل أمام التلفزيون أو حتى الطعام الصامت مع الهواتف النقّالة التي تجعل الجميع، ولو كانوا جالسين معاً، يعيشون كلّ في عالمه الخاص فينقطع التواصل.
حاولوا إذاً أن تتناولوا وجبة واحدة في اليوم على الأقل معاً كعائلة. أطفئوا التلفزيون وابتعدوا عن الهواتف وتحدثوا إلى بعضكم بعضاص على المائدة.
تناول الطعام معا كأسرة واحدة ليس فقط مسألة تغذية بل هو يعلّم الأولاد كيفيّة أن يصبحوا أعضاء في مجتمعهم وثقافتهم. أصبحت المواد الغذائية سلعة متوفّرة في كل مكان. يمكن الحصول عليها بسهولة وبأسعار زهيدة، لم نعد نقدّر أهميتها ودورها الجامع والشافي. علينا إعادة اكتشاف قيمتها التي تتخطى مجرّد الأكل. مائدة العشاء يمكن أن تكون بيئة مثالية حيث يتعلم الأطفال كيفية إجراء المحادثات، وحسن الخلق، وخدمة الآخرين، والإصغاء، وحلّ الصراعات وإجراء التسويات.