ما قصة قسوة الأولاد؟
الكل يعلم أنّ الأطفال لا يتساهلون. وهم أحياناً قساة جداً نحو بعضهم البعض. لقد تعلّمنا نحن الراشدون ألاّ نسخر من أحد وأن نحترم من يختلف عنا، لكن هل نفعل فعلاً؟ كما تعلّمنا بشكل خاص ألاّ نضحك أمام من هو قصير أو بدين أو أحول…
السبب وراء قسوة الأولاد على بعضهم ؟
يشعر الأطفال في سن مبكرة جداً بالحاجة إلى مقارنة بعضهم ببعض، والانتماء إلى جماعة ما. وهم يتقولبون منذ دخولهم إلى الحضانة، في سن الرابعة أو الخامسة. فهم يريدون حذاء الرياضة هذا والقميص ذاك والدفاتر من الماركة تلك… باختصار، سرعان ما يصبحون متأثرين بنظرة الآخر إليهم ما يبرز الفوارق الجسدية أكثر.
ومنذ الصغر، يلعب الأولاد لعبة «قياس الطول» (يقارنون طولهم): «أنت قصير جداً!»، «أنظري يا أمي لم يكبر!»
تجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال يتمتعون بحاسة سادسة تجعلهم يدركون نقاط ضعف الآخرين. وعندما يشعرون أن سهامهم تصيب وتراً حساساً وأن الضحية تتفاعل سريعاً، يزيدون ويلجأون أحياناً إلى التكتّل لإطلاق سهامهم. وهكذا، يتشكّل كبش المحرقة والضحية.
ناقشوا الأمر معه
«هل ترى أنك مختلف عن الآخرين؟ هل أنت أقصر، أنحف، أكثر بدانة؟ هذا طبيعي، فكل واحد منا يختلف عن الآخر. فآذان البعض كبيرة، وأسنان البعض الآخر بارزة، وبعضنا يعاني من ركبتين غائرتين، ومن صغر أصابعه ومن التواء في قدميه… لكن الجسم يتغيّر مع مرور الأيام. أتعرف قصة البطة البشعة التي تحوّلت إلى بجعة أو قصة الدودة التي تحوّلت إلى فراشة؟.
«أحياناً يكون الاختلاف واضحاً فيستغله الآخرون. وكلما كان الاختلاف واضحاً، أصبحنا هدفاً للسخرية والهزء. لأنّ هذا سهل وحسب، لا بل سهل جداً!
«غالباً ما يحاول الآخرون أن يتسلوا في ما بينهم على حساب طفل آخر. وغالباً ما يعتقد أولئك الذين يشعرون بأنهم ليسوا أقوياء بما يكفي أو ليسوا محبوبين بما يكفي، أنهم مجبرون على فعل ذلك. إنها طريقة للضحك معاً، ولتشكيل مجموعة. هذا ليس بتصرف لطيف طبعاً، لكنه ليس موجّهاً ضدك أنت تحديداً».
أفهموه أنّ هذا الوضع مؤقت. وقولوا له عند الحاجة: «أتعلم، كان والدك صغيراً جداً في مثل سنك، لكن الأمور تتطوّر أسرع مما تتصوّر. فجأة، ستجد نفسك كبيراً كبيراً!»
علّموه أيضاً ألاّ يتأثر وأن يبقى من جليد في مواجهة السخرية وأن ينمّي لديه حسّ الجواب الحاضر والجاهز. شجّعوه على أن يكون إيجابياً في تفكيره: «ما يقولونه سخيف». «إن لم أقم بأيّ ردّ فعل فسيتوقفون عن السخرية مني».