قصة الصغير صقر الذي يتبول لا إرادياً ليلاً :
في كل ليلة، في منزل أسرة الفأر كانت تتعالى أصوات غريبة. صوت خطى فأرة مسرعةوقطرات مياه منهمرةوصوت مناشف مستعملة
وفي كل ليلة، كانت الفأرة الأم تلتفت إلى زوجها:«أتسمع أصواتاً غريبة في الأعلى،في غرفة الأولاد»؟ فيتذمر الفأر الأب: «أصمتي،فلدي اجتماع هام جداً في الغد».
وتستدير الفأرة الأم إلى الناحية الأخرىوتغط في النوم مرة أخرى.لكن الفأرة الأم وككل الأمهات لا تغط دوماً في السبات،
وظنت في النهاية أنّ المنزل مسكون بالأشباح.
عندما تتناهى أصوات إلى مسمع الإنسانيخطر له فوراً أنها فئران!أما الفئران فتفكّر دوماً في الأشباح.
هذا هو الحال.
لكن قصتنا هذه ليست قصة أشباح بل قصة صقر الفأر ابن الخمس سنوات الذي في كل ليلة، عند منتصف الليل إلاّ عشرة
يتبوّل في السرير.وفي كل ليلة، كان صقر الفأر يستفيق بسرواله البارد ووجهه الأحمر خجلاً! لأنه كان يتبوّل في السرير، ما يجعله يشعر بالخجل!
لقد فات زمن وضع الحفاض، أليس كذلك؟
وكان يخشى أن ينكشف سره فيحاول أن ينظّف بوله ليخفي أمره. كان صقر الفأر يشعر وكأن وزنه كبير لأنه يحمل وحده هذا السرّ الثقيل ولأنه يعيش في عالم مختلف.
لم يكن بإمكانه أن يشرب شراب اللوز ليلاً (خوفاً من إحداث فيضان)؛ ولا يستطيع حتى أن ينام عند الرفاق!
وفي كل ليلة، كان الحال أشبه بسوق شديد الزحام كي يتمكّن من إخفاء «الأمر». كان صقر ينسل من سريره بخفة ويتوجّه إلى الحمام خلسة، فيصعد على كرسي مرتفعة ويلتقط من المناشف ثلاث أو أربعَ.
كان يحاول امتصاص البول لكنه يبقى ولا يختفي وتبقى تلك الرائحة الكريهة. وسخ! وسخ! وسخ وكان صقر الفأر يغتسل أيضاً ثم يأخذ زجاجة العطر ويحاول أن يرش على السرير بعض العطر. فتختفي الرائحة الكريهة.
حسناً، لكن ماذا عن البلل؟
لإخفاء الرطوبة كان صقر الفأر يستعين بمجفف الشعر فيجفف الشراشف ليتمكّن أخيراً من النوم.
وفي أحد الأيام، وعند موعد الفطور، أعلنت الفأرة الأم: «حسناً، لقد طفح الكيل. سأضع فخاً للأشباح في العلّية».وتوجّهت إلى السوق لتشتري المطلوب.
وفي الليلة التالية، وعند منتصف الليل إلاّ عشرة عادت الأصوات الخافتة كما في كل مرة. صعدت الفأرة الأم السلم على مهل
وكم تفاجأت حين رأت صقر الفأر يروح ويجيء، مع زجاجة العطر ومجفف الشعر ومناشفه الأربع وكرسيه الصغير.
وعادت إلى النوم حزينة وهي تفكر: «يا لصقر المسكين، إنه خجل ويظن أنه يرتكب حماقة. ماذا يمكن أن أفعل لأجعله يشعر بالراحة؟»
وفي اليوم التالي بعد الفطور همست الفأرة الأم في أذن صقر الصغير:«عزيزي صقر، سأعطيك فخ الأشباح هذا، لتحبس فيه ذاك الجزء منك الذي يمنعك من الاستيقاظ ليلاً والذي يشبه الشبح قليلاً والذي ترغب في التخلّص منه. لن تنجح طبعاً من أول مرة وهذا طبيعي. فنحن نحتاج وقتاً كي نختطف الأشباح وكي يستيقظ جسدنا عندما نريده أن يستفيق وكي تتزامن رغباتنا مع إرادتنا.
هذا الفخ الصغير هو سرنا».
ووضعت فخ الأشباح فوق الخزانةودست تحته وعاءً صغيراً اشترته من السوق الكبير.
لا أعرف حقاً ختام الحكاية. لكني أتخيّل أنّ صقر الفأر لم يحتج لوقت طويل جداً كي يتوقّف عن التبوّل في السرير.
قصة الفأر صقر الذي يتبول لا إرادياً ليلاً.. تشبه قصص الكثير من أطفالنا. ترى كم من طفل يتبول لا إرادياً ليلاً ويخافون مما يحدث معهم.. أخبرونا عن التبول اللاإرادي عند أطفالك في قسم التعليقات من موقع التربية الذكية
إن كان طفلكم يعاني من التبول الليلي اقرؤوا عليه هذه القصة ليعرف أنه ليس وحده من يعاني وأن هناك ملايين الأطفال مثله يعانون..