Site icon التربية الذكية

هل علي أن أطلق لغضبي العنان حين يسيء أطفالي التصرف؟

بعض الأمهات يُفضّلن السكوت

Freepik License

كل الامهات يغضبن من أطفالهنّ ، ولكن لا تعبّر كل الأمهات عن غضبهنّ بالطريقة نفسها. بعض الأمهات يُفضّلن السكوت وعدم إطلاق العنان لغضبهن تفادياً للجدال والمشاكل. لكن هل هذا الأمر يؤدي إلى النتائج المرجوة؟ وما تأثيره على الطفل وعلى الأم؟ تعرفوا على مزيد من التفاصيل عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية.

بعض الأمهات يُفضّلن السكوت عن الخطأ لعدم إثارة المتاعب والاحتكاك بالولد وتعكير أجواء البيت بالصراخ. هل هذا ما تفعلينه أنت؟هل تسكتين وتطنّشين تفادياً لثورة الغضب واحتمال إغضاب أفراد العائلة الآخرين؟ وما المشكلة في ذلك؟

السلبية هي الموقف الذي تتخذه الأم التي تفضّل عدم التعبير عن الغضب بل تكبته وراء كلام لطيف تفادياً لإزعاج الآخرين.

إنها تتجنّب الإدلاء بتصريحات واضحة حول ما تفكّر وتشعر به، خصوصاً إذا كان رأيها يزعج شخصاً آخر في العائلة. وتركّز طاقتها على حماية شعور أفراد العائلة والحفاظ على علاقات سلميّة في البيت.

من صفات الأم التي تتفادى الاحتكاكات العنيفة في البيت:

كبت الغضب، الإنكار، تحمّل المسؤوليّة عن الآخرين، تحول الغضب إلى الداخل، الإحساس بالذنب، الإشفاق على الذات، تجنّب المشاكل، السلبيّة، والمشاعر سامة.

غالباً ما تفشل المرأة التي لا تعبّر عن غضبها في التعبير عن احتياجاتها الخاصة وبالتالي لا يعرف من حولها أنها تعاني.

مع مرور الوقت تصبح أقل وأقل وعياً لمشاعرها الخاصة، وأفكارها واحتياجاتها. أنها تتجنّب أي خبرة مباشرة للغضب أو التعبير عنه. ففي الحالات التي تثير الغضب لدى الأشخاص الأصحاء تستحضر تعابير مناسبة عن الغضب والاحتجاج لكن تبقى هذه الأمّ صامتة حتى لا تزيد الطين بلّة بحسب ما تعتقد.

وهي غالباً ما تقول “أنا آسفة” بدلاً من “أنا متضايقة”، و”أنا أخشى …” بدل “أنا غاضبة”. إنها تعتذر من دون داع.

هذا الفشل في معالجة المشاكل العميقة والإصرار على تجنب الصراع مع الأولاد يمكن أن يؤدّي إلى نتائج سلبية. قبل كل شيء، لأننا لم نفعل أي شيء حيال مشكلة الولد، ولذلك سوف تستمرّ وتتكرّر وربما تصبح أسوأ.

ومع تفاقم المشكلة يزداد الألم والخوف والإحباط والغضب. حين نسمح لتلك المشاعر أن تستعر في الداخل، ينتابنا شعور أكبر باليأس والعجز.

الاستمرار في تجاهل المشكلة يقلّل شعورنا بقيمتنا وقدرتنا على حلّ المشاكل.

من السهل التعبير عن الغضب في وقت مبكر وبشكل مناسب لأولادنا دون أن نؤذيهم نفسياً وجسدياً. لكن إذا اعتدنا على كبت الغضب لعدم تضخيم المشاكل فسوف يتحوّل غضبنا المكبوت إلى الداخل أي تجاه أنفسنا.

وما هي النتيجة؟

لا تدعي غضبك المكبوت يجرفك إلى أماكن صعبة. وعندما تغضبين من تصرفات أولادك عبّري لهم عن ذلك بهدوء وقولي لهم إن سلوكهم يغضبك. فالغضب لا يعني أن تصرخي أو تتفوّهي بكلمات مؤذية. الغضب انفعال وهبنا إياها الله لكي ننتقل من حالة جمود إلى حالة التحرّك في اتجاه صحيح وبنّاء.

Exit mobile version