السلوك التخريبي لدى الأطفال متعبٌ جداً، خاصة أن الأطفال الذين يتّسمون بهذا الطبع غالباً ما يكونون عنيدين أيضاً. تعرفوا عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية كيف على الأهل التصرف مع الأولاد الذين يحطمون كل شيء؟ يحطمون الألعاب، يكسرون اغراضا في البيت ، يرسمون على الجدار ، يمزقون الكتب. وكيف نحل هذه المشكلة بدون ضرب أو صراخ. سنحاول ذكر حل مشكلة الطفل الذي يحطم العابه واغراض البيت من خلال هذه القصة التي هي نموذج عن الطريقة التي علينا اعتمادها لمعالجة هذه المشكلة بدون ضرب او صراخ.
“توماس المرعب”
كان السيد والسيدة بوميرلو يعرفان الطبع ” التدميري ” لابنهما البالغ ثلاث سنوات من عمره، قبل مدة طويلة من قيام المربية في الحضانة بدعوتهما إلى مقابلة بخصوصه. كان بإمكانهما أن يصفا لها الرسوم التى يرسمها بالقلم الأحمر على ورق الجدران بغرفة الطعام، أو الفسيفساء التى يصنعها بواسطة صفحات كتبهما المجلدة.
“متى ستتوقف عن تدمير كل شيء؟”، قالت ذلك مدام بوميرلو صارخة وهي تصفع ابنها على قفاه قبل أن تأمره بالبقاء في غرفته. وعندما عادا من المقابلة أخبرتهم الحاضنة أن توماس رسم على أرضية إحدى الغرف.
قرّر الوالدان أن يجعلا طفلهما غير المنضبط يدفع ثمن سلوكه التدميري
وكان عليهما أن يعاقباه مجدداً بعد مضي ساعة واحدة على ذلك عندما اكتشفا أنه مزق ثلاثة كتب مصورة عندما كان في غرفته. وهكذا قرّرا أن يجعلا طفلهما غير المنضبط يدفع ثمن سلوكه التدميري. وعندما ضبطا توماس وهو يمزق صفحات أحد الكتب. لم يلجآ مطلقاً إلى تهديده أو معاقبته، بل قالا له: “الآن، عليك أن تصلح الكتاب يا توماس”.
ثم قاما بجره من يده ومدا له الشريط اللاصق وساعداه على قص القطع اللازمة للصق صفحات الكتاب. لم يكن على توماس أن يصلح ذلك الكتاب و حسب. بل أمضى الأيام الثلاثة أو الأربعة التالية في غسل الجدران وإزالة آثار الكتابة عن الأرضية، وإعادة لصق البطاقات التى كانت تشكو من تمزقات هنا وهناك.
ولم يعد إلى القيام بتلك النشاطات مطلقاً بعد أن دفع ثمن سلوكه السيء.
وفي كل مرة كان يقوم فيها بإلحاق الضرر بشيء من الأشياء كان والداه يشرحان له ما يمكنه وما لا يمكنه تمزيقه. وبعد أن أمضى عدة أيام وهو يتعلم أنه مسؤول كوالديه عن ممتلكات العائلة، بدأ توماس يتصرف لاستحقاق كل الأهمية المعلقة عليه.
الشعور بالفخر عند تشجيع والديه له على السلوك الجيد
كان يشع بالفخر والاعتزاز عندما كان والداه يهنئانه على طريقته في العناية بكتبه وأسطواناته وحيواناته المصنوعة من الفراء،. كما كان يحمر من الخجل عندما يعود إلى السقوط في عاداته التدميرية القديمة.
حتى لو أصبح سلوك توماس أقل عنفاً، فإن والديه لم يكونا يتوقعان منه أن تكون عنايته بألعابه مماثلة لعنايتهما بألعاب الكبار. إلا أنهما كانا يقدمان له المثل الصالح ليثبتا له أنهما يضعان مبادئهما موضع التنفيذ.
المصدر كتاب التربية الذكية – د. جيري وايكوف – باربرا يونيل – دار الفراشة