Site icon التربية الذكية

3 طرق تؤثّر فيها طفولتكم على طريقتكم في تربية أطفالكم.. وكيف يمكنكم الخروج من هذه الدوّامة.(1)

عالجوا الماضي من أجل المستقبل

freepik.com

طريقتكم في تربية أطفالكم:
عالجوا الماضي من أجل المستقبل… لا شيء يحوّل تركيز المرء نحو المستقبل أكثر من إنجاب طفل. يرى معظم الآباء و الأمّهات الذين ينظرون في عيون طفلهم الجديد أنّ ما ينتظرهم هو صفحة جديدة.

ومع ذلك، تخبرنا الأبحاث بوجود عامل يمكن من خلاله أن نتنبّأ بكيفيّة أدائنا كآباء و أمّهات, وهو مدى قدرتنا على فهم ماضينا. لذا، و مع أنّ المكان الأخير الذي قد ننظر إليه عندما نصبح آباء وأمّهات هو طفولتنا، يجب أن نفعل ذلك إذا أردنا أن نكون والدين أفضل لأطفالنا في الوقت الحاليّ.

عالجوا الماضي لتحسنوا طريقتكم في تربية أطفالكم: :

على الرغم من أنّ ما حدث لنا في الطفولة يظهر في سمات الأبوة و الأمومة لدينا، الّا أنّ هذا لا يعني أنّه قد حُكم علينا بتكرار أخطاء والدينا.

في الواقع، بغضّ النظر عن الضيق أو الصدمة التي تحملناها في طفولتنا المبكرة، فإنّ الأهم هو مدى قدرتنا على تلقّي الألم الذي عشناه في طفولتنا والتعايش مع تجربتنا. من خلال معالجة ما حدث لنا، سنكون أكثر قدرةً على التواصل مع أطفالنا وتوفير الرعاية التي يحتاجونها. يمكننا أن ندرك أن ردود أفعالنا “الغريزيّة” لا تمثل دائمًا الطريقة التي نريد أن نربّي بها. ويمكننا أن نبدأ في فهم لماذا تستفزّنا تصرفات معيّنة من أطفالنا وليس تصرفات أخرى.

هذه العمليّة لا تتعلق بإلقاء اللّوم على والدينا. آباؤنا بشرٌ، وجميع البشر فيهم عيوب، علينا أن نُقلّد سماتهم الإيجابية ونتحرّر من سماتهم السلبية.

ومع ذلك، فإنّ إدراك الطرق التي تأثّرنا فيها بوالدينا هو جزء من النمو والتحول إلى شخصنا الآن.

مع وضع هذا في الاعتبار، يمكننا أن نبدأ في ملاحظة الطرق التي يتسلّل بها تاريخنا إلى أسلوب التربية لدينا، ويشوّه سلوكنا، ويحتمل أن يؤدّي في بعض الأحيان الى ايذاء أنفسنا وأطفالنا.

فيما يلي 7 طرق يمكن أن تؤثّر بها طفولتنا على كيفيّة تربية أطفالنا:
1- التقليد:

عندما نصبح أباً أو أمّاً، نبدأ في ملاحظة سمات سلبيّة في أنفسنا مشابهة لآبائنا. يوقع طفلنا شيئاً ما، فنصرخ، “انظر الآن إلى ما فعلته!” قد يكون تعبيرًا لم نستخدمه أبدًا، ولكنّه تعبير سمعناه كثيرًا في طفولتنا. ربّما تعلمنا الكثير من الأشياء الجيّدة من والدينا، لكنّنا نؤذي أطفالنا عندما نفشل في التعرّف على الطرق التي نكرّر بها الأشياء السيّئة التي ورثناها عن والدينا.

من الأمثلة المتطرّفة على ذلك هو العقاب الجسديّ. يبرّر العديد من الآباء و الأمّهات ضرب أطفالهم لمجرّد أنّ هذه هي الطريقة التي قام بها آباؤهم بتأديبهم. ويرفضون عددًا لا يحصى من الدراسات المثبتة التي تظهر أنّ العقاب البدنيّ له آثار ضارّة فقط. يجب أن لا نبرّر الأفعال الضارّة، كبيرة كانت أم صغيرة، لأنّنا تعلمناها من والدينا. بدلاً من ذلك، يجب أن نهدف إلى أن نكون الجيل الذي يخرج من هذه الدوّامة.

2- المبالغة في ردّة الفعل.

قد نتفاعل مع بيئة مدمّرة من خلال محاولة التعويض أو التمرّد على طريقة معاملة والدينا لنا. قد تكون نيّتنا حسنة عندما نحاول القيام بذلك بشكل مختلف، لكنّنا غالبًا ما نبالغ في ذلك دون قصد.

على سبيل المثال، إذا كان والدينا يتدخّلون في كلّ التفاصيل، فقد نتفاعل من خلال عدم التدخّل في تفاصيل حياة أطفالنا. و بينما شعرنا بالانزعاج من التطفّل أثناء نشأتنا، قد يشعر أطفالنا بالإهمال الآن.

عندما نذهب بعيداً في الاتجاه المعاكس، فإنّنا لا نزال نشوّه سلوكنا بناءً على تاريخنا. بدلاً من تحديد الصفات التي تهمّنا، ما زلنا نتفاعل مع الأشياء التي حدثت لنا.

3- الإسقاط.

تعود الكثير من الأسباب التي تجعلنا نبالغ في التعويض عن أخطاء والدينا, الى أنّنا نُسقط مشاعرنا عندما كنّا أطفالاً على أطفالنا الآن. قد نراهم كما رآنا آباؤنا، على أنهم “متوحشون” أو “غير قادرين”. قد نصنّفهم ب “الطفل السيء“. أو قد نشعر بالأسف تجاههم، و نتوقّع أننا نؤذي مشاعرهم بالطريقة نفسها التي جرحنا بها والدينا ذات مرّة.

عندما نرى أطفالنا كامتداد لأنفسنا، فإننا نضغط عليهم ليصبحوا مثلنا أو ليتفوقوا علينا. قد نتوقّع منهم أن يواصلوا أحلامنا أو يسعوا وراء اهتماماتنا، بدلاً من إيجاد أحلامهم الخاصّة. عندما نُسقط مشاعرنا و أفكارنا على أطفالنا، فإنّنا نفشل في رؤيتهم على حقيقتهم كأفراد متميّزين. قد لا نصيب الهدف عندما نلبّي “الاحتياجات” التي نعتقد أنهم يمتلكونها بدلاً من الاستجابة لاحتياجاتهم الفعليّة, فنتصرّف كما لو أنّنا نربّي أنفسنا في طفولتنا.

في المقالة التالية نكمل الموضوع : 4 طرق أخرى تؤثّر فيها طفولتكم على طريقتكم في تربية أطفالكم(2)

Exit mobile version