طفلي يشرد كثيراً:
كم من مرّة نسمع عبارة “ابني في عالم ثان” ؟ وكم من مرة سمعنا أهلنا يقولون لنا حين كنا صغاراً”وين عقلك” ؟ هذه هي الوجهة المفضّلة للأطفال في أيامنا هذه بحسب أطباء الأطفال! تلميذ من أصل عشرة يعيش غالباً في الحلم وعالم الشرود. وتؤكد طبيبة الأطفال أدويغ انتييه في كتابها «أساعد طفلي على التركيز»: «أنّ اضطرابات التركيز هي السبب الرئيسي للمشاكل الدراسية».
شرود وتركيز
حللي نوع شروده. هل هو إيجابي: الولد يفكّر، يحب أن يلعب، هل هو مأخوذ بهذا النشاط أو ذلك؟ أم أنّ شروده سلبي: هل يبدو حزيناً وقلقاً، هل هو وحيد؟ ولمساعدتك، اسألي المعلمة أو حددي موعداً مع طبيبه إذا ما اضطر الأمر.
ساعديه على أن يكتسب وتيرة حياة جيدة: حثّيه على أن يخلد إلى النوم باكراً. مراحل النوم ضرورية للتركيز.
حذاري التلفزيون! لا تدعيه يشاهد التلفزيون في الصباح وفي وقت متأخر من الليل. وهذا لا يعني إلغاء التلفزيون (فهذا سيدفعه للتعلّق به أكثر) بل تحديد أوقات معيّنة لمشاهدته: الحل المثالي هو تخصيص أواخر النهار لمشاهدة التلفزيون بعد الانتهاء من الدرس وقبل تناول العشاء أو في الأيام الماطرة طبعاً.
لا تكثري من النشاطات الإضافية: لاحظنا أن تركيز الولد يتراجع حين يكون برنامجه اليومي حافلاً بالنشاطات. أليس هذا منطقياً؟ يجب أن نترك له مساحة كافية ليحلم.
لا تحوّلي الأمر إلى هوس أو تجبريه: حتى وإن كنت تحاولين زيادة قدراته، لا تتجاوزي مدة التركيز المناسبة لعمره (30 دقيقة في سن السادسة، 40 دقيقة في سن العاشرة، 45 دقيقة في سن الحادية عشر).
ناقشوا الأمر معه
«أحياناً نكون في عالم آخر تماماً، في عالم خاص بنا. ربما يعود السبب إلى أننا لسنا سعداء من أنفسنا أو على العكس لأننا نركّز تماماً على عمل نحب أن نقوم به.
من الجيد أن يكون للمرء لحظات يحلم فيها، لا بل إنّ هذا طبيعي. جميل أن نحلم وأن نتخيّل ما يمكن أن يحدث أو لا يحدث. لكن ينبغي أحياناً «أن نعود إلى الأرض» وأن نركّز على ما نفعله. في المدرسة مثلاً، حين تستمع إلى المعلمة أو تلعب مع أصدقائك، يجب أن تبقي قدميك على الأرض وأن تكون حاضراً.
يحق لك طبعاً أن تحتفظ بالأسرار وأن يكون لك عالمك الخاص. لكن، إن شعرت بالحزن أو بالهم فأود لو تخبرني. اعلم أني سأكون دوماً إلى جانبك لأستمع إليك وأنصحك»
طفلي يشرد كثيراً فماذا عن أطفالكم والشرود؟ موقع التربية الذكية