ما قصة الاضطرابات الجسدية-النفسية؟
لا يعيش الأولاد دوماً في جنة عدن، فهم أيضاً تتملكهم المخاوف والهموم. الفرق بينهم وبين الراشدين هو أن هؤلاء تعلموا أن يتحدثوا عما يزعجهم فيما يظهر الأولاد مخاوفهم عبر أجسادهم، هذا ما يُعرف باسم الاضطرابات الجسدية ـ النفسية لدى الطفل أو «الانقلاب العضوي».
تعلّم السيطرة على الجسد
يعرف بعض الأولاد مشكلة «انقباض الحنجرة» وآلام البطن، اعتباراً من سن السادسة. في الواقع، عند بدء الدراسة، يطلب من الولد أن يبذل جهداً هاماً في الدراسة وأن يكون مطيعاً ومهذباً، الخ… وهذه المتطلبات تترافق أحياناً مع اضطرابات نفسية ـ جسدية.
حاولي أن تشرحي له ما يجري في داخله، فيتمكن من السيطرة على أعراض الاضطرابات الجسدية-النفسية بشكل أفضل.
ناقشوا الأمر معه
أحياناً نشعر بحزن عميق لكننا لا نرغب في التعبير عنه أو في البكاء أو في الصراخ. وهكذا، يصبح الأمر أشبه بابتلاعه وحفظه في داخلنا. ويتحوّل الحزن إلى كرة، ما يتسبب بألم في الحنجرة أو في البطن. نشعر بألم في البطن كما لو أننا نعاني من الزائدة الدودية، لكن سبب الألم هو ببساطة ذاك الحزن الذي نحمله في قلبنا. أحياناً، من الأفضل أن نبكي ونصرخ، فهذا ليس حكراً على الأطفال الصغار فقط.
تمارين استرخاء
الأطفال زبائن مثاليون لتمارين الاسترخاء الصغيرة. في بعض الحضانات، وبعد تناول الطعام، يحثّ بعض المعلمين تلامذتهم على الاستلقاء والاسترخاء. وهذا لا يؤمّن لهم الراحة وحسب بل إنّ هذه التقنيات تعلّمهم كيف يواجهون مخاوفهم.
يقترح هذه التمارين الطبيبان النفسيان غاربر وسبيزمان في كتابهما «مخاوف أطفالنا».
1) أتنفس من البطن:
استلقي على الأرض مع طفلك وقومي بتمرين «البطن بالون». البطن هو بالون يجب ملأه بالهواء عبر الاستنشاق ومن ثم إفراغه عبر زفر الهواء. اجعليه يعدّ: 3 ثوانٍ للشهيق و5 ثوانٍ للزفير. كرري التمرين عشر مرات.
2) أنا دمية تُحرّك بالخيطان:
استلقيا على الأرض واسترخيا كلياً كالدمية. ارفعا أحد الذراعين بضعة سنتمترات عن الأرض كما لو أن أحدهم يرفعهما بخيط. عدي حتى عشرة ثم أسقطا الذراعين أرضاً كما لو أنّ الخيط قد قُطع. انتقلا بعدئذ إلى الذراع الأخرى ومن ثم الساقين.
3) الرحلة:
أرخيا عضلاتكما، واستلقيا على ظهريكما، وتنفّسا من البطن. حاولا أن تستعيدا ذكرى جميلة. يمكن وصف مشهد على البحر: حرارة الشمس، صوت النورس، ذكرى صيف مضى. أو اقرآ حكاية صغيرة…