أهمية قشرة الفص الجبهي في الدماغ
تلعب قشرة الفص الجبهي في الدماغ دوراً أساسياً من حيث اللغة والذاكرة والوظائف المعرفية والإجتماعية. تمر هذه المنطقة من الدماغ بنضج كبير منذ فترة دخول الطفل دار الحضانة حتى نهاية الصف الثاني، مما يساعد الطفل في عملية التعلم. فتتلف على سبيل المثال الوصلات العصبية التي لا يتم استخدامها، وهي عملية تسمى بالتثبيت الانتقائي. يجعل هذا التحول العمليات الأساسية أكثر فعالية ويتيح للطفل إجراء عمليات عقلية أكثر تعقيداً وصعوبةً.
بالإضافة إلى ذلك، يستمر تكوين مادة الميالين التي تغلف الخلايا العصبية في عدة مناطق من الدماغ. ويعمل تكوين الميالين في الخلايا العصبية على خلق حماية عازلة حول مناطق معينة من الخلايا العصبية، مما يحسن نقل الإشارات العصبية. يُذكر أن فترة تطور قشرة الفص الجبهي تستمر حتى نهاية فترة المراهقة.
القراءة
هناك ارتباط وثيق بين نضج الدماغ وتعلم القراءة. ففي الواقع تحتاج القراءة بالضرورة إلى تنشيط العديد من المناطق في الدماغ. يجب على الطفل أن يدرك الأحرف والكلمات بصرياً. يجب عليه بعد ذلك تشفير هذه المعلومة التي يستقبلها الدماغ. يمكن إذاً للمنطقة المتواجدة في الجانب الأيسر من الدماغ التعرف على الكلمات من خلال تحليل خصائص الحروف (عدد الخطوط، اتجاهها، حجمها، لونها).
ثم يستمر التحليل في دائرتين منفصلتين:
- ما يسمى بالمسار الصوتي: الذي يسمح بتحويل الكلمات إلى أصوات. وهو المسار الأكثر نشاطاً لدى الأطفال الذين يتعلمون القراءة. تحويل الكلمات إلى الأصوات هي مرحلة أساسية في تعلم القراءة.
- ما يسمى بالمسار المعجمي: الذي يسمح بإيجاد معاني الكلمات. وكلما تطور نمو الدماغ وازداد نضجاً، كلما ازداد استخدام هذا المسار أكثر فأكثر. تزداد منطقة التعرف على الكلمات تخصصاً بين حوالي 7 و8 سنوات.
ثم بمجرد تحول الكلمات المكتوبة إلى أصوات وإدراك معناها، يجب على الطفل حفظها. هذا ما يسمح له بفهم معنى النص ككل. بشكل عام، يتقن الأطفال عملية القراءة عندما يصلون إلى الصف الثالث.
الكتابة
يتطلب تعلم الكتابة بعض التطور في المهارات الحركية اليدوية. يجب أن يتمكن الطفل في البداية من التحكم بقوة إمساكه للقلم، أن يتذكر اتجاه الخطوط، وتنفيذ تسلسل حركته مع التأكد من أن الأحرف التي يشكلها مشابهة للنموذج المتواجد أمامه.
في دار الحضانة، تتطور مناطق الدماغ المسؤولة عن المهارات الحركية اليدوية. بعد ذلك يصبح الطفل قادراً على التحكم بعضلات أصابعه ومعصمه بشكل أفضل.
عندما يبلغ الطفل حوالى ال 6 سنوات، عليه بذل الكثير من الجهد والتركيز لكتابة الأحرف، لكن مع التمرن المستمر، تصبح حركات كتابته أكثر مرونة وتلقائية.
بالتالي يمكن التركيز أكثر على ما يكتبه. ويكون تطور الخلايا العصبية هنا مهماً جداً، بما أن بعض المناطق في الدماغ هي التي تتحكم باليد.
بالإضافة إلى ذلك. فإن الكتابة ببطءٍ شديد قد تضر بمهارات التأليف لدى الطفل، بما أنها ستجعله ينسى الفكرة أو يفقد التركيز. لذلك هناك صلة وثيقة جداً بين المهارات الحركية للطفل وقدرته على كتابة أفكاره.
كما أن الكتابة وسيلة مهمة للتعلم. فعلى سبيل المثال، يحفظ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات الأحرف عبر تدوينها بشكلٍ أسرع وأسهل من الأطفال الذين يحفظونها عبر كتابتها على لوحة مفاتيح الحاسوب. في الواقع، تحتاج الكتابة إلى عملية عقلية لتنظيم المعارف. لذا يجب أن يشجع الأهل أطفالهم على الكتابة، مثلاً من خلال اقتراح فكرة إعداد بطاقات لأصدفائهم .