Site icon التربية الذكية

الأهل الهلاميون الطيّعون يؤذون أطفالهم دون أن يدركوا. هل أنتم منهم؟

Premium Freepik License

الأهل الطيّعون الهلاميون:
أحب أن أسمي أولئك المتساهلين بالأهل الطيّعين الهلاميين لأنهم كالهلام ناعمون، لا قوام لهم. الولد يلاحظ أن شخصاً كهذا هو شخص ضعيف ويعرف أنه قادر بإصبع واحد أن يطرحه أرضاً. والحقيقة أنه بدل أن يكون لديه راشد يرشده، لديه أب أو أم أشبه بطفل مفرط النمو وهذا الوالد أو الوالدة يستشيرانه لاتخاذ القرارات ويستسلمان لجميع نزواته. الذي يحدث أن الولد يدرك أنه يواجه العالم وحده لأن والديه الهلاميين ضعيفا الشخصية لينان كجسد بلا عمود فقري.

لماذا أقول عن الأهل المتساهلين بأنهم أشبه بجسد بدون عمود فقري؟ لكثرة ما تلقوه من معلومات نفسية وتربوية عن الأذى الذي قد يلحقونه بابنهم، باتوا مصابين بترقق عظمي عاطفي بحيث تآكل شعورهم بالسلطة واندثر. ولأنهم باتوا يشعرون بعدم الأمان وبالخوف من ارتكاب الأغلاط وأذية أطفالهم، تراهم مرعوبين من اتخاذ القرارات. ولأنهم يتخلون عن سلطتهم كأهل، تجدهم يريدون إما مشاركة المسؤولية مع أولادهم أو تسليمهم القرارات بشكل كامل.

قصة نموذجية عن الأهل الهلاميين الطيّعين

كنت مديرة مدرسة لسنوات وقد وجدت نفسي أمام الوضع التالي في مناسبات عديدة:
أراد أهل طفلة أن يتعرفا على المدرسة. طلبت من الطفلة البالغة من العمر أربع سنوات أن تلعب على المرجوحة ريثما أقوم بمحادثة الأهل. بعدما أمضيت ثلاثة أرباع الساعة بالشرح للأهل عن النظام التعليمي في المدرسة والقيام بجولة للتعرف إلى التسهيلات الموجودة فيها، قال الأهل لي: «سيدة باروسيو، لقد سحرنا ما رأينا وما عرضته علينا ونحن فعلاً مهتمون بالمدرسة إنما علينا التكلم مع ابنتنا ويندي فهي التي ستختار المدرسة». عندما أواجه شيئاً كهذا الوضع أقول لنفسي: «لو كنت أعلم لتركت الأهل يلعبان على المرجوحة ولجلبت الولد إلى مكتبي»

قدّم للبنت الصغيرة بعض الحلوى أو علبة أقلام وستقتنع بأن مدرستك هي أفضل مدرسة في العالم. ولكن أبهذه الطريقة نختار المدرسة؟ هل نسمح للطفلة باختيار المدرسة بدون نضج ومعايير يخولانها اتخاذ هذا النوع من القرارات؟ يمكننا أن نسمح لها باختيار الثوب الذي تريد ارتداءه، أما أن نسمح لها باختيار المدرسة المناسبة فهذا ما لا يقبله عقل. لماذا نترك، كأهل، قراراً كهذا بين يديها؟ لأننا نخاف ارتكاب غلطة. وبعد بضعة أشهر عندما لا يحب الولد المدرسة التي اختارها، تقول له: «عفواً يابني. أنت اخترتها وعليك الآن البقاء فيها». وتنفض يديك من المسؤولية.

موقع التربية الذكية قدم لكم مقالة عن :” الأهل الهلاميون الطيّعون”.. هل رأيتم أنفسكم فيهم؟

Exit mobile version