ابني ليس كسولا:
منذ عدة سنوات كنت في مدرسة ابنتي في اجتماع للأهل مع المعلمين.. يومذاك كنت واقفة أنتظر دوري للتحدث الى المعلمة وكانت تقف قبلي أم وابنها البالغ من العمر سبع سنوات..
لا شك انه في صف ابنتي اي في الصف الثالث الابتدائي.. بدت الأم مكسورة تسأل عن ابنها باستحياء وكان طفلها يقف قربها وعلى وجهه علامات الانهزام والحزن..
ولأنني كنت قريبة كنت قادرة على سماع الحوار بين الام والمعلمة.. قالت لها المعلمة : ابنك علاماته سيئة جداً وهو بحاجة الى مساعدة في البيت..استغربت انا كلام المعلمة اي مساعدة قد يحتاجها طفل في الثالث الابتدائي في البيت فما دور المدرسة اذن؟
كنت اتابع الحوار وارى ملامح الحزن والاستحياء على وجه الام والطفل.. عادت المعلمة تقول: نصي عليه نصاً املائياً هذا قد يساعده على القراءةهنا ايضاً استغربت ما تقوله هذه المعلمة ” كيف لطفل ان يكتب ما دام لا يستطيع القراءة.. فالقاعدة تقول من يقرأ جيداً يكتب جيداً ..”
عاد صوت المعلمة يعلو وكأنها تخطب خطاباً عظيماً: “تصوري هو التلميذ الوحيد في صفي الذي لا يستطيع القراءة ولا يستطيع التمييز بين الصوت الطويل والصوت القصير”. ردت الام: “ولكنه يدرس دائما. وهو غير مهمل. قالت المعلمة: “هو في الصف لا يلهو ابداً ولكنه كسول وعلاماته سيئة.. كيف لا يستطيع حتى الان القراءة ولا يعرف الفرق بين الصوت الطويل والقصير..”
هنا تصورت هذا الطفل في الصف خجولاً من نفسه منزوياً لا يعرف لماذا هو دون الصف كله لا يجيد القراءة ولكني عرفت ان هذا الطفل يعاني من مشكلة تسمى عسر القراءة وهي مشكلة شائعة عند الكثير من الاولاد .. وتابعت المعلمة: “عليك ان تجدي حلاً لكسله..
هنا انتفض قلبي غضبا ودون ان أدري ارتفع صوتي محاولة التدخل فقلت: “هذا الطفل يعاني من الديسلكسيا اي عسر القراءة “
نظرت الي المعلمة مستغربة ما أقول فعرفت انها للأسف لا تعرف ان هناك ما يعرف بصعوبات التعلم كعسر القراءة او عسر الحساب وغيره..
توجهت بكلامي هنا الى الام والمعلمة :” هناك مشكلة يعاني منها الكثير من الاطفال تسمى عسر القراءة وهي مشكلة لها علاقة بخلايا الدماغ وتركيبته..”
نظرت الى الام وقلت لها: “ابنك ككثيرين غيره لديه هذه المشكلة ولكن من يعاني الدسلكسيا ليس طفلاً غبياً بل هو طفل لديه مشكلة وهناك طرائق في التعليم لمساعدة هؤلاء الأطفال..”
نظرت اليها بتعاطف اذ كنت اريد ان أنزع عن وجه الام هذا الانهزام والخجل من طفلها وكررت امامها ابنك ذكي ولكن لديه مشكلة يمكن معالجتها بسهولة في هذا العمر وكلما تأخرت في العلاج اصبحت المعالجة اصعب..”
اردت ان أبعث في قلب هذه الام الامل وان أجعلها تؤمن بطفلها وان تنظر اليه بطريقة اخرى.. نعم عليها ان تفتخر بطفلها مهما كان وضعه الدراسي فما يعاني منه مشكلة حقيقة تندرج ضمن الصعوبات التعلمية.. فما هو عسر القراءة عند الاطفال؟
- عسر القراءة هو أحد الصعوبات التعلمية التي تضعف قدرة الشخص على القراءة والكتابة.
- عسر القراءة مشكلة مرتبطة بالطرق التي يعالج بها الدماغ الرموز الرسومية وأصوات الكلمات.
- هذه المشكلة تؤثر في التعرف على الكلمات وتهجئتها والقدرة على مطابقة الحروف مع الأصوات.
- مع أنها حالة مرتبطة بالجهاز العصبي، إلا أن لا علاقة لمشكلة عسر القراءة بالذكاء.
عسر القراءة او الديسلكسيا شائع.
يعتقد بعض الخبراء أن 5-10٪ من الناس مصابون به ، بينما يقدر البعض الآخر أن معدل الانتشار هو 17٪.يمكن أن يساعد تلقي التشخيص والإرشاد والدعم منذ سن مبكرة في التقليل من تأثير الحالة.
ستلقي هذه المقالة نظرة فاحصة على أسباب عسر القراءة وأعراضه وعلاجه لدى الأطفال والبالغين.
ما هو عسر القراءة DYSLEXIA ؟
- قد يواجه الشخص المصاب بعُسر القراءة صعوبات في القراءة بصوت عالٍ.
- يؤثر عسر القراءة على الطريقة التي يعالج بها الدماغ المواد المكتوبة ، مما يجعل التعرف على الكلمات وتهجئتها وفك تشفيرها أكثر صعوبة.
- تختلف آثار عسر القراءة من شخص لآخر. يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة عمومًا من صعوبة في القراءة بسرعة والقراءة دون ارتكاب أخطاء. وقد يواجهون أيضًا صعوبة في فهم ما يقرؤون.
- عسر القراءة مشكلة عصبية، ويمكن أن تكون متوارثة في العائلات. فهو ليس نتيجة سوء التدريس أو التنشئة.
- مع أن هناك صعوبة تواجه الشخص المصاب بعسر القراءة إلا أن بإمكان الطفل المصاب تعلم القراءة إذا تلقى الطرق الصحيحة المناسبة له للتعلم.
أوائل عام 2018 ، تم تقديم 33 مشروع قانون تشريعي يتعلق بعُسر القراءة في الولايات المتحدة. هذا يعكس حقيقة أن المنظمات الحكومية تدرك الحاجة إلى التدخل المبكر لدعم الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة.
كيف تشخصين إن كان طفلك يعاني من الديسلكسيا وكيف يمكن معالجة المشكلة
ترقبوا الإجابة في المقالة القادمة: ابنك ليس كسولاً ابنك يعاني من الديسلكسيا(عسر القراءة) (2)