آخر ما تفكر فيه الأم هو احتياجاتها الخاصة, و كأنها موظفة تعمل 24 ساعةً في اليوم, 7 أيام في الأسبوع. بين متطلبات الزوج و الأطفال والالتزامات العائلية أين ستجد الأم الوقت للاهتمام بنفسها ؟!
هناك العديد من الأسباب التي تدفعك الى الاهتمام بصحتك الجسدية و النفسية وتلبية احتياجاتك الاجتماعية, أهمها:
- الحفاظ على تقديرك لذاتك: بعض الأمهات اللواتي مررن بضغوط نفسية كبيرة يصرحن “لقد نسيت من أنا” و يعبرن عن فقدانهن لهويتهن الأصلية قبل أن يصبحن أمهات. و لكن أنتنّ لستنّ “فقط” أمهات. بالطبع ان الأمومة تأخذ الحيز الأكبر من حياة الأم ولكن لا يجب أن تلغي هويتها.
- قدوةٌ جيدة لأطفالكن: فأنتنّ تردن لأطفالكن أن يناموا جيداً و يأكلوا جيداً و يهتموا بأنفسهم ليستطيعوا النجاح في المستقبل, و هم يحتاجون الى رؤية أمهم تعتني بنفسها.
- الارهاق سيؤدي الى أمراض جسدية: من المتعب أن تكوني أماً ولكن من المتعب أكثر أن تكوني أماً مريضة.
- احتياجاتك الغذائية مهمةٌ جداً: خاصةً اذا كنت أماً حديثة, لأن جسدك سيضع حليب الطفل كأولوية و سيأخذ ما يحتاجه على حساب صحتك, فاذا أهملت نفسك سوف تمرضين بالتأكيد.
- اكتئابك و توترك يؤثران على نمو طفلك: عندما تكون الأم مكتئبة يتأثر الأطفال, في تطورهم العاطفي, تصرفاتهم, أدائهم في المدرسة.
ابدأي بتحدي ال 4 خطوات للاهتمام بنفسك
الأمر ليس سهلاً, نعلم ذلك. و لكن اليك بعض الحلول التي يمكنك تجربتها:
1- وقت الهدوء:
بعد سماع ضجة الأطفال طوال اليوم من المفيد جداٍ أن تجدي وقتاً مناسباً يملؤه الهدوء.
- ضعي هاتفك جانباً: يمكن أن تكون هواتفنا مصدر إلهاء رائع ، لكنها يمكن أن تكون أيضًا مصدر قلق و “ضوضاء”. قومي بتوصيل هاتفك بالشاحن في غرفة أخرى واتركيه هناك لمدة ساعة. اسمحي لعقلك ببعض وقت الراحة.
- شغلي موسيقى هادئة: أو أمواج المحيط ، صوت المطر، أي شيء يهدئ و يريح الأعصاب.
- اختاري الوقت المناسب وامتنعي عن فعل أي شيء خلاله: عندما تجدين أن طفلك الرضيع نائم, أو أن أطفالك يلعبون بهدوء و سلام، لا تنظفي. لا تطبخي. لا تنامي. فقط استرخي. يمكن أن يشعرنا المجتمع بأن هذا ليس مقبولاً, كيف للأم أن تجلس دون أن تفعل أي شيء ، خاصة عندما يكون هناك الكثير لفعله. لكن أجسادنا وعقولنا بحاجة إلى وقت للتفكير. لا بأس أن تتنفسي فقط.
2- الرياضة:
من المهم تحريك أجسادنا ، و لكن من لديه الوقت للذهاب إلى النادي الرياضي عندما لا تستطيعين حتى أن تدخلي الى الحمام دون سماع أحد ينادي “ماما”؟ التمرين هو مجرد حركة ترفع معدل ضربات قلبك. مع أخذ ذلك في الاعتبار ، إليك بعض الأفكار:
- قومي بتشغيل بعض الموسيقى المبهجة عند التنظيف. لا يكفي تنظيف المنزل عادة لرفع معدل ضربات القلب. ومع ذلك ، إذا قمت بتشغيل بعض الموسيقى الرائعة ، وقمت بتعيين وقت للحركة السريعة لمدة 15 دقيقة، فيمكن أن يصبح تمرينًا.
- اذهبي للمشي. يمكن أن تكون إحدى قيلولات طفلك في عربة الأطفال. إذا كنت لا تستطيعين المشي في الخارج ، سيري إلى المركز التجاري أو حتى متجر بقالة. امشي بسرعة ، وستحصلين على بعض التمارين الرياضية.
3- حان الوقت للاختلاط الاجتماعي
التحدث إلى الآخرين ضروري, ما زلت بحاجة إلى أصدقاء حتى لو كنت أماً. لا يمكن أن يكون طفلك (أو أطفالك) المصدر الوحيد للاتصال البشري. إليك بعض الأفكار:
- ابحثي عن فصول وأنشطة مجانية أو منخفضة التكلفة للأم والطفل. العديد من المجتمعات لديها مجموعات اجتماعية للأم والطفل. في حين أن البعض قد يكون باهظ الثمن ، يمكنك على الأرجح العثور على مجموعات مجانية أو غير مكلفة في المكتبة أو مركز المجتمع أو دور العبادة.
- تواصلي مع صديقاتك القدامى. قد لا يتصلن لأنهن يعتقدن أنك مشغولة. أنت مشغولة ، لكنك ما زلت بحاجة إليهن. تواصلي. اعملي على إعداد موعد لقاء محدد أو موعد لتناول القهوة مع صديقاتك كل أسبوعين.
- استفيدي من استخدام محادثات الفيديو. إذا كنت لا تستطيعين الخروج حقًا ولا يمكن لأحد الحضور ، فقومي بإعداد بعض مواعيد محادثات الفيديو.
4- زيارات الرعاية الصحية المنتظمة
من الفحص الجيد السنوي إلى تنظيف الأسنان كل ستة أشهر ، تحتاجين إلى زيارة الطبيب تمامًا مثل طفلك. إليك كيفية تحديد أولويات الرعاية الصحية الخاصة بك:
- سجلي في رزنامة هاتفك. أو ضعي رزنامةً على باب الثلاجة. عيني مثلاً التواريخ و الأوقات التي يجب أن تقومي فيها بتنظيف أسنانك أو فحص طبي معين.
- حددي موعدًا لزيارات طبيب الأسنان والطبيب عندما تكون العائلة متوفرة للمساعدة. إذا كانت عائلتك تعيش بعيدًا ، فقد لا تتمكنين من ترك طفلك مع جدته. النبأ السار هو أن مواعيد طبيب الأسنان هذه هي كل ستة أشهر فقط ، والفحوصات السنية مرة واحدة في السنة. يمكنك تحديد موعد عندما تكون عائلتك متوفرة لمساعدتك.
عليك أن تعتني بطفلك وبنفسك. في بعض الأحيان ، لا يتعلق الأمر بعدم قدرتنا على تخصيص وقت للاهتمام بأنفسنا ، بل نعتقد أن الاعتناء بأطفالنا أهم. ابذلي قصارى جهدك ، واطلبي المساعدة من الأصدقاء والعائلة ، واعلمي أن كل ما تفعلينه للعناية بصحتك العقلية والبدنية سيكون له تأثير إيجابي على رفاهية طفلك.
إعداد زينة خليفة