عارض «الطفل المدلل»
«الأولاد المدللون»، يعانون من مرض يصعب أن يكتشفه أهل الولد المصاب ولكن من السهل أن يتعرفوا إلى العوارض عند أولاد الآخرين. إذا كنا معصبي العينين ووقفنا أمام صورة على مسافة قريبة جداً ومن ثم أزلنا العصبة عن عينينا ونظرنا إلى الصورة فالذي يحدث أننا سنرى فقط نقاطاً ولن نتعرف إلى تفاصيل الصورة ولكن إذا تراجعنا ثلاث خطوات فسيمكننا عندها أن نحدد موضوع الصورة وتفاصيلها.
كذلك هو الحال مع أولادنا، فلأننا ننظر إلى أولادنا عن قرب، فغالباً ما نكون غير قادرين على معرفة طبيعة مشاكلهم. ولكن مع الأولاد الآخرين ممن لا يكون لدينا معهم ارتباط عاطفي، أو ممن نبقي بيننا وبينهم مسافة عاطفية، يمكننا أن نقوّم وضعهم بشكل موضوعي.
قال أحدهم مازحاً:
«الحل للتخلص من الأولاد المدللين في العالم هو أن نتبادل أولادنا. فنحن جميعاً نعرف كيف يجب تربية ابن الجيران».
فكر في النماذج التالية لتفهم أكثر عارض «الطفل المدلل»:
مرحباً! لا أعرف ماذا أفعل بشأن «بيث» لأنني لم أجد لها جليسة أطفال اليوم، اضطررت إلى أخذها معي إلى البنك. لو رأيت نوبة الغضب التي أظهرتها لأصبت بالذهول. بعد ذلك ذهبنا إلى السوبرماركت وهناك اشتريت لها علبة آيس كريم وبعض أقلام الشمع الملونة ولكنها غضبت لأنني لم اشتر لها العلبة الكبيرة.
قالت المرأة الأخرى للأم: «تعرفين أنها مدللة». نظرت الأم إلى صديقتها بدهشة: «مدللة! أحقاً تظنين أنها مدللة»؟
لم تدّعِ أم بيث الحيرة، إذ لم يخطر على بالها أبداً أن ابنتها تعاني من الدلال. عندما يكتشف الأهل أن ولدهم مدلل فذلك يعني أنهم فشلوا في التربية كأهل. مع أننا قد نقول إن تدليل الولد بالنسبة لبعض الأهل باعث فخر واعتزاز.
دعت سامنتا صديقتين من صديقاتها إلى فنجان شاي. كانت توشك على تقديم الكايك عندما هرعت «تايمي» ابنة الأربع سنوات راكضة من الخارج فكادت توقع طبق الكايك. وراحت صديقتا سامنتا تراقبان تايمي بذعر وهما تريانها تغرز أصابعها الوسخة في الكريما التي تغطي الكايك. «لا، يا تايمي. الكايك لضيوفي». لاحقاً بعدما لعقت الكريما عن أصابعها أخذت تدير إصبعها على حافة الطبق لتصل إلى الكريما. «حبيبتي، لن ترغب ضيفتاي في تناول كايك تلمسينه. تعالي حتى أقدّم لك قطعة».
جلست تايمي على الصوفا فيما راحت الصديقتان تتزحزحان لتجنب يديها المتسختين. بعد ذلك جلست تايمي على الأرض وأكلت قطعة الكايك وكان أن أسقطت الفتات والكريما على كل شيء. عندما ذهبت أخيراً إلى غرفتها قالت الأم بفخر: «لقد قيل لي إني أفسدتها بدلالي إنما لأنها ابنتي لا يسعني إلا أن أدللها. أريد أن أفرح قلبها بقدر ما يمكنني». تبادلت المرأتان النظرات وراحتا تأكلان بصمت.
لأن هذا المرض يصيب أولاد الأهالي المتسامحين، المتساهلين، وإن بدرجات مختلفة، سنجيد مراجعة العوارض بدقة.
ترقبوا في المقالة القادمة من موقع التربية الذكية : عوارض الطفل المدلل