«… عاد يبلّل فراشه مجدداً. حظّنا سيّئ حقاً». هذا ما تقوله إحدى الأمهات شاكيةً، وقد أحبطها تبولّ ابنها في الفراش.
آباء سيّئو الحظ، أبناء تعساء!
تتلخّص المسألة كلّها بهذه الكلمات. الآباء الذين يشتكون دائماً من «سوء الحظ» يربّون أولاداً غير مرتاحين مع أنفسهم، ففي النهاية، الولد سرّ أبيه، أليس كذلك؟ مهما يكن سبب تبوّله اللاإرادي المستمر أو تبرّزه اللاإرادي المقزّز في الليل، فهو إشارة يحاول الولد إيصالها إليكم. إنه لا يحتمل سماعكم تندبون حظّكم طوال النهار بدلاً من أن تحيطوه بالأمان العاطفي الذي هو بأشد الحاجة إليه لكي يكبر وينمو. ولكن، قد لا ترغبون ربما في رؤيته يكبر. بشكل لا واعٍ، طبعاً!
اختيار الكلمات
بدلاً من «أن تلعنوا حظكم السيء وتندبوه» طوال النهار قولوا لولدكم الحقيقة. قولوا له مثلاً: «حظّنا سعيد جداً لأن وَلَدنا بصحّة جيدة». فما التبوّل في الفراش أمام مرض خلقي أو وراثي نادر لا علاج له؟ يجب تبديل غطاء السرير وتهوية الغرفة؟ أين المشكلة؟ قوموا بذلك من دون انتحاب أو شكوى. اطلبوا منه أن يساعدكم، فهذه طريقة لطيفة لجعله يحسّ بالمسؤولية. لا تضخموا الأمور وتجعلوا من الحبّة قبّة. يحتاج ولدكم للإحساس بقيمته؛ ويحلم بأن يطمئنه والداه قدر المستطاع. بعدم إيلائكم أهمية كبرى للتبوّل في الفراش، تحصلون في النهاية على مفاجأة سارّة عندما يقضي أول ليلة له من دون بلل.
لكثرة ما يسمع الولد أن حظ والديه سيّئ معه أو بسببه، يتشرّب فكرة أنه مصدر إزعاج ومتاعب لوالديه أكثر مما هو مصدر رضا وسرور، حتّى يصيبهما بسوء الطالع، بشكل من الأشكال…
وقد تصبح هذه العبارة «مسبِّباً للحوادث»، إذ يسعى ولدكم إلى معاقبة نفسه لكونه سبب سوء حظّكم أنتم.
«الكلمة أقوى مخدّر يستخدمه البشر».
روديارد كپلنغ
سوء الحظ لا يأتي من أطفالنا أنه وليد أفكارنا نحن. نحن من نخلق هذا الجو الذي يظلل حياة أطفالنا بظلمة دامسة تترك آثارها السوداء في داخلهم. الطفل كائن بريء يتعرض ككل البشر للحوادث والتجارب والعثرات وليس ذلك كله مرتبط بسوء حظ الطفل من عدمه.. ما يحدث معه هو مسار حياة ليس إلا . لذا انسوا الحظ رحمة بأطفالكم.
موقع التربية الذكية قدم لكم مقالة: “آباء سيّئو الحظ، أبناء تعساء!” فهل أنتم من الأهل الذين يكررون كثيراً كلمة “حظنا سيء” ؟