تساعد الفكاهة على تخفيف الطابع الدرامي لبعض المواقف وعلى رؤية الأمور بشكل أكثر ايجابية. ويصحّ هذا بالنسبة للراشدين والأطفال على حدّ سواء. لكن هل تعلمون أن الفكاهة يمكن أن تُستخدم أيضاً لتشجيع الطفل على الكلام، القراءة والكتابة؟ إليكم بعض الأفكار!
من سنة إلى 3 سنوات
في هذه السن، يضحك الطفل بشكل خاص على الأوضاع التي لا تتناسب مع ما هو متوقّع في سياق ما. تضعون مثلاً لباساً داخلياً على رأسكم وتتصرفون كما لو أنكم جاهزون للخروج. هذا النوع من المزاح يفيد غالباً مع الطفل الذي لا يتكلم كثيراً. فمن المرجّح أن يقول لكم “أوه، لا!” وإذا تظاهرتم بأنكم لا تفهمون ما هي المشكلة فسيستمر طفلكم بالضحك وبالتعبير!
من 3 إلى 6 سنوات
يمكن للطفل أن يضحك إذا قلتم شيئاً سخيفاً. إذا أكدتم له وأنتم تقرأون كتاباً ما أنّ الشخصيّة في القصة تضحك عندما تشعر بالغضب، فمن شأن هذا أن يجعله يقوم برد فعل! يمكنكم أن تستفيدوا من الوضع لتطلبوا من الطفل أن يشرح لكم الخطأ. ويسري الأمر نفسه إذا ما رأى صورة منافية للعقل والمنطق كحبة بطاطا تقود دراجة، وهو عنوان كتاب ممتاز للكاتبة اليز غرافيل تتناول فيه الأمور السخيفة المنافية للعقل.
ما بين سن الثالثة والسادسة، يضحك الطفل على الأخطاء أو الهفوات غير المقصودة. إن كان الخطأ صغيراً فيمكنكم أن تمازحوه بقولكم: “فار كوب الماء، ستتسبب بطوفان كبير !” ومن المؤكد أن الطفل سيجيب !
في مثل هذه السن، يضحك الأولاد أيضاً بسبب “الكلمات المرتبطة بالحمام”. لا داعي لاستخدامها باستمرار وبشكل متكرر، إنما يمكنكم أن تستفيدوا من الوضع حين يطلق الطفل ريحاً على سبيل المثال لتسألوه إن كانت لعبته هي الفاعل.
من 6 إلى 9 سنوات
اعتباراً من سن السادسة، يضحك الطفل أيضاً على المسائل المنافية للعقل، لكن الأكثر دهاء وغموضاً غالباً. بما أنه يقرأ ويكتب، يمكنكم أن تضيفوا الفكاهة إلى الدروس والفروض في المساء، عندما يكون لديه مثلاً لائحة كلمات عليه أن يحفظها، وأن يكتبها بالتالي.
بما اننا نحفظ الكلمات جيداً إذا ما استعملناها في جمل، فيمكنكم أن تدعوا الطفل يكتب الكلمة. بعدئذ، قوموا بتأليف جملة سخيفة تتضمن هذه الكلمة. إذا كانت الكلمة التي يتعلّمها هي وحش، فيمكنكم أن تكتبوا: “الوحش يخاف من الظلام.” اطلبوا من الطفل أن يقرأ الجملة وأن يجد الخطأ. وهكذا، يتمرّن على قراءة جملة تتضمن الكلمة المنشودة.
ويستفيد الطفل أيضاً من القراءة كلما كان ذلك ممكناً. عندما تقرأون معه، يمكنكم أن تضيفوا كلمات. إن كان المكتوب “رامي فرح” على سبيل المثال، فيمكنكم أن تقرأوا “رامي فرح جداً جداً جداً”. سيثير هذا رد فعل لدى طفلكم الذي سيسره أن يصحح لكم. كما سيرى أنه ليس الوحيد الذي يُخطئ أحياناً !
أخيراً، يمكنكم أن تشجّعوه على قراءة الكتب والمجلات المصورة الهزلية التي غالباً ما يتعلق القارئ بها !
في بيتنا، تشجّع الفكاهة أبنائي على انجاز واجباتهم… من حين إلى آخر ! وهذا ما أحاول ان أتقبّله بشيء من الفكاهة !