يتأثر الأطفال بالمجتمع الإستهلاكي مثل جميع الكبار. حتى وإن كان لديهم الكثير من الأشياء، يمكنهم أن يطلبوا أكثر. كيف نساعد طفلاً ليفهم أنه لا يمكنه الحصول على كل شيئ؟
لماذا دائماً ما يريد طفلكم الحصول على شيء من المتجر؟
بشكل عام، في عمر الأربع سنوات يمكن ملاحظة أن طفلكم متأثر بالمجتمع الإستهلاكي. إذ يبدأ بالطلبات المتكررة للحصول على لعبة معينة، أو ملابس، أو أحذية. يركز الطفل في هذا العمر على رغباته أكثر من حاجاته. إن رأى أن لدى طفل آخر شيئاً يحبه، فسيرغب بالحصول عليه أيضاً. كما يتأثر طفلكم بالإعلانات التي يراها وبالأغلفة الملفتة مثل عبوات حبوب الإفطار أو البسكويت التي تعرض أشخاصاً من الرسوم المتحركة. حتى في متجر البقالة، يمكن أن تكثر طلباته!
بما أن طفلكم لا يفهم قيمة المال بعد، ولا يدرك أن لديكم ميزانية مشتريات تلتزمون بها، أو حتى أن لعائلتكم مدخول أقل من عائلة صديقه. إذن لهذه الأسباب يعتقد أن بإمكانه الحصول على كل ما يرغب به.
كيف نساعده ليفهم أنه لا يمكنه الحصول على كل شيء؟
نقدم لكم بعض الإستراتيجيات لجعل طفلكم يفهم أنه لا يستطيع الحصول على كل ما يريد:
- ساعدوا طفلكم ليفهم الفرق بين “حاجاته” و “رغباته” من خلال أمثلة يعرفها. مثلاً، يمكن أن تشرحوا له أنه بحاجة لحذاء حتى يحمي قدميه عندما يمشي لكنه لا يحتاج بالضرورة إلى ذلك الذي يضيء وهو يركض. يمكنكم أن تقولوا له: ” نعم، هذا حذاء جميل جداً، لكنه يكلف المزيد من المال. سأشتري لك ما أنت بحاجة إليه”. ينطبق الأمر نفسه إن طلب منكم صغيركم دمية من الفرو في المتجر. يمكن أن تجعلوه يلاحظ أنه ليس بحاجة لها حتى وإن كانت جميلة للغاية بما أن لديه العديد منها في المنزل.
- اشرحوا له أن كل ما نراه في المتجر يكلف مالاً. قولوا له مثلا إنكم لا يمكنكم شراء المنتجات التي يريدها في متجر البقالة لأنه ينبغي أن تتوفر نقود كافية من أجل شراء ما يلزم لتحضير وجبة الغداء على مدار الأسبوع.
- استفيدوا من زياراتكم للمتجر لتعليمه الاستهلاك بشكل أفضل. مثلاً، فكروا بصوت عالٍ لتوضحوا اختياراتكم. يمكنكم أن تقولوا ” الجريبفروت (الليمون الهندي) غالية الثمن اليوم، سأشتري البرتقال بدلاً منها” أو ” إنها سترة جميلة، أود الحصول عليها ولكن لدي العديد منها في المنزل؛ لست بحاجة لها.” يتعلم طفلكم شيئاً فشيئاً أنه ينبغي القيام باختيارات عندما نكون في المتجر وأنه لا يمكن شراء كل شيء، حتى لأنفسكم. وإن كان طفلكم أكبر سناً، يمكن أن تشرحوا له أن شراء شيء لستم بحاجة له يضر بالبيئة.
- أخبروا طفلكم كيف تتمنون أن تحدث الأمور قبل أن تدخلوا إلى المتجر. هكذا، يمكن أن تتجنبوا الاضطرار للمناقشة معه بمجرد الدخول. على سبيل المثال، يمكن أن تقولوا له إن بإمكانه أن يرى الألعاب لأن عليكم شراء واحدة لحفلة الأصدقاء ولكنكم لن تشتروا لعبة له اليوم.
- دعوا طفلكم يقوم ببعض الاختيارات عندما تذهبون سوياً إلى البقالة. مثلا، دعوه يرى 3 أو 4 منتجات تتناسب مع ميزانيتكم واطلبوا منه أن يختار ما يفضل. سيسمح له هذا بأن يلبي حاجة تأكيد الذات وأن يتخذ بعض القرارات.
- عرفوه على متعة الحلم بأشياء دون ضرورة الحصول عليها. على سبيل المثال، يمكنكم أخذ صورة للعبة التي يحبها في المتجر حتى يأخذها معه إلى المنزل. وعند العودة من المتجر، يمكن أيضاً أن تدعوه يرسم الألعاب التي أحبها أكثر من غيرها. ثم يمكن أن تعلق رسمته والصورة على الثلاجة (البراد) إلى حين مناسبة خاصة، مثل عيد ميلاده.
لمساعدته في التعامل مع إحباطاته
عندما يواجه طفلكم الرفض، قد يعبس، أو يصرخ، أو يبكي بسبب شعوره بخيبة الأمل أو الإحباط. يمكن مساعدته حتى يسمي ما هو شعوره وإيجاد طريقة مقبولة للتعبير عنه. مثلاً، يمكن أن تقولوا له :”أنت محبط لأننا لم نشتر لك اللعبة التي تريدها، أفهمك. هل وجدت دمية الفرو جميلة؟ هل كنت ستحب اللعب معها؟”. سيشعر حينئذ بالراحة وأنه مفهوم، مما سيساعده على الهدوء. بالإضافة، عندما تساعدونه للتحدث عن شعوره، سيتعلم طفلكم شيئاً فشيئاً معرفة شعوره والتحكم بردود فعله بطريقة أفضل.
للتذكير
- بشكل عام، في عمر الأربع سنوات يبدأ الأطفال بالطلبات للحصول على اشياء مختلفة مثل الألعاب، والملابس، والأحذية.
- يعتقد طفلكم أنه يمكنه الحصول على كل شيء لأنه يركز على رغباته أكثر من حاجاته ولا يفهم بعد قيمة المال.
- يمكنكم مساعدته على أن يفهم شيئاً فشيئاً أنه ينبغي أن يختار بناء على ميزانيتكم عند التسوق وأننا لا يمكننا الحصول على كل شيئ.