الأهل أو الأبوان أنواع مختلفة.. فقد يكونان متقاربين من حيث تربية أطفالهما وقد يكون متباعدين جداً. وقد يكون الأب متسلطاً والأم متساهلة أو العكس وقد يكون الأبوان متساهلين أو متشددين أو مترددين أو مرهقين أو منحازين .. ترى إلى أي نوع من الآباء تنتمون أنتم؟
الأبوان المتناقضان
في بعض العائلات تجد أحد الأبوين متسلطاً والآخر متساهلاً . هنا يتعلم الطفل أن يتصرف وأن يهتم بنفسه عندما يكون الاستبدادي قريباً و يسارع إلى المتساهل عندما يحتاج إلى العزاء أو الدعم فيحصل عندئذ على ما يريد. في هذه الحالة يتشاجر الأهل بشكل مستمر ونادراً ما يتوصلون إلى اتفاق.
«ماذا تريد يا بني؟ ما الأمر؟» هذا ما سألت الأم ابنها. «لقد وبخني والدي وقال إنه لن يعطيني مصروفي الذي كنت أتكل عليه لشراء اللعبة التي أريتك إياها البارحة. تلك التي يملكها جميع رفاقي».
صمتت الأم لحظة ثم قالت بصوت منخفض: «سأقرضك المبلغ ولكن لا تخبره بأني فعلت ذلك لأني سأقع في مشكلة».
في هذه الحالة، الأب هو «الشرير» والأم تلعب دور «الصالح» مخربة سلطة الأب معتقدة أن تلك طريقة لضمان حب ابنها، وخشية من مواجهة الزوج، تفسد ابنها.
لقد لاحظت أنه كلما كان أحد الوالدين متساهلاً كلما كانت الوالدة أو الوالد الآخر قاسياً ومتحكّماً والعكس بالعكس. فهو يحاول عن لا وعي منه أن يحافظ على توازن الوضع الذي اختلّ.
الأبوان المترددان
هناك أيضاً حالة الأم أو الأب المتساهل الذي يلجأ إلى الاستبدادية لإحياء نظام أو ترتيب ما. ولكنه ما يلبث، عندما يذهب بعيداً في استبداديته ، أن يشعر بالذنب فيعود إلى التساهل .
كانت الأم تشاهد مسلسلاً تلفزيونياً في غرفة نومها. عندما كانت ذاهبة إلى الحمام أثناء الدعايات، رأت ولديها يركضان في غرفة الجلوس وهما حاملان الطعام في أيديهما ويضربان بعضهما بمخدات الأرائك. ولأنها لم تشأ أن تفوت عليها نهاية المسلسل، تجاهلت ما يفعلان. ولكن ما إن انتهى المسلسل حتى جاءت تصرخ عليهما «تعاليا إلى هنا يا داني ويا ميغ». عندما اقترب الولدان صفعتهما ثم أرسلتهما إلى غرفتيهما»
إن أماً كهذه تتجاهل ما يفعله أولادها ولكنها عندما تتضايق تلجأ إلى الصفع والعقاب. في اليوم التالي ستتركهم يفعلون ما يريدون حتى لا يعود بإمكانها التحمل ومن ثم ستشعر بالذنب لأنها كانت قاسية معهم وعندئذ سترجع إلى التساهل. علماً أن هذه الأم غير مقتنعة بكلا السلوكين المتطرفين ولأنها لا تعرف ماذا تفعل تتنقّل من تطرف إلى آخر. أما أولادها فيعيشون في حيرة وتشوّش لأنهما يعتمدون على مزاجيتها، فأولاً تترك لهم العنان ومن ثم تصبح متطلبة فيما بعد.
الأبوان المتعبان
بعض الأهل الذين كانوا حازمين مع الأولاد الأكبر سناً، يتعبون، مع مرور السنين،من الأبوة والأمومة فيسمحون للأصغر سناً بالقيام بما كانوا يمنعونه عن الولد الأكبر. وبمعنى آخر كانوا استبداديين مع الألاد الأكبر سناً وأصبحوا الآن متساهلين مع الأصغر . من الطبيعي أن يشعر الولد الكبير بالاستياء أو الدهشة من الفرق في التعامل.
«كيف سمحتما لدرو بالمبيت عند صديقه؟ لم يحدث قط أن سمحتما لي بذلك. وحتى عندما كنت أبكي راجياً إياكما لم تكونا تسمحان لي بالنوم خارج البيت. لماذا اختلف الوضع معه؟». بهذه الكلمات صرخ باتريك على والديه.
الأبوان المنحازان
كون بعض الأهل استبداديين مع جميع أولادهم باستثناء الأحب إلى قلبهم الذي يدللونه أو يكونون متساهلين مع الصبيان وصارمين مع البنات أو العكس بالعكس.
لامت ابنة والدها قائلة: «لماذا تسمح لبيلي بالعودة متأخراً إلى البيت ولا تسمح لي بذلك علماً أنني أكبر منه».
رد الأب ساخطاً: «كم مرة علي أن أقول لك لأنه صبي ولأنك فتاة»
موقع التربية الذكية يسألكم: هل وجدتم إلى أي نوع من الأهل أنتم تنتمون؟