3 علامات تشير إلى أنكم تفعلون الكثير من أجل أولادكم
تابع باحثون من كلية لندن الجامعية أكثر من 5000 شخص وُلِدوا عام 1946. لقد اكتشفوا أن أولئكَ الذين كان أهلهم مفرطين في حمايتهم عانوا من صعوبة أكثر في التعامل مع عواطفهم والتحكم في سلوكهم في سن الرشد.
وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن المشاركين الذين يذكرون أنهم كانوا يعتمدون على أهلهم كثيراً في طفولتهم كانوا أقل سعادةً وأقل نجاحاً في ال30 أو ال40 أو حتى ال60 من عمرهم. صحيح أنه من الممكن للدراسة أن تكون متحيزة لأن على المشتركين تذكر طفولتهم بعد سنوات طويلة (بالإضافة إلى كون الدراسة مرتكزة على ذكرياتهم)، لكن باحثين آخرين أشاروا إلى خطورة الحماية المفرطة من قِبَل الأهل.
يفسر بعض الباحثون أن وجود أهل يحومون حول طفلهم طيلة الوقت كالطائرة المروحية له تأثير سلبي على تطور المهارات الإدارية/القيادية،كما تشير دراسة أخرى إلى أنه كلما تدخل الأهل أكثر بحياة أطفالهم، كلما ازدادت فرص أن يعاني هؤلاء الأطفال من مشاكل نفسية ومن صعوبة في اتخاذ قراراتهم بمفردهم.
فيما يلي بعض الآثار السلبية التي لاحظها بريدهوفت وزملاؤه حول الحماية المفرطة:
- العجز المكتسب: حين تفرطون في حماية طفلكم، أنتم تظهرون له أنه ليس باستطاعته النجاح بمفرده، وأنه بحاجة لأن يقوم أحدهم ب”إزالة الحواجز والعقبات من طريقه”.
- عدم المسؤولية: حين لا تحمّلون طفلكم مسؤولية أفعاله أو عندما تقومون بكل شيء تيابة عنه (على سبيل المثال: الأعمال المنزلية)، فمن المحتمل أن يتّبع سلوكاً غير مسؤول.
- يشعر بأنكم مدينون له بشيءٍ ما: كلما أفرطتم في حماية طفلكم، كلما ظن بأن له الحق بكل شيء. قد يؤدي ذلك أيضاً إلى حاجة للإشباع الفوري، إلى شخصية مادية، وإلى رغبة في أن يكون دائماً محور الاهتمام.
- ضعف القدرة على ضبط النفس: حين تقومون بالكثير من الأمور لأجل طفلكم، فذلك يمنعه من تطوير المهارات التي يحتاجها للقيام بهذه الأمور بمفرده، كما استنتج الباحثون أن عدم القدرة على ضبط النفس يؤدي إلى عدم القدرة على وضع حدود، ما يؤدي غالباً إلى حياة إفراط.
- ضعف القدرة على حل المشاكل: نتيجة افتقار طفلكم مهارات التعامل مع المواقف التي تحمل صراعاً، يصبح لديه ضعف في القدرة على حل المشاكل. قد يؤدي ذلك إلى مشاكل في العلاقات، سواء في حياته الشخصية أو المهنية.
على الرغم من أنه قد تم استجواب الأشخاص المشاركين في كثير من الأحيان حول “مدى شعورهم بأنهم محبوبون”. تكلم الكثيرون عن الحيرة والإنزعاج والشعور بالذنب وعن الحزن والخجل والغضب.
إليكم بعض الإجابات التي تم استخلاصها من هذه الدراسة:
- “أعاني من صعوبة بالغة في اتخاذ القرارات”.
- “أحتاج إلى الثناء والمكافآت المادية كي أشعر بأن الآخرين يقدرونني”.
- “لستُ مضطراً إلى أن أنضج، فهناك أشخاص يهتمون بي”.
- “أشعر بأنني بحاجة إلى الكثير من الأمور كي أصل إلى مرحلة الرضا عن النفس”.
- “أنا لستُ محبوباً”.
- “أنا مضطر إلى تقديم الهدايا كي يحبني الآخرون”.
- “أحتاج باستمرار إلى موافقة أصدقائي على قراراتي وإلى دعمهم”.
إذن، كيف تبدو حماية الأهل المفرطة لأولادهم؟
3 علامات تشير إلى أنكم تقدمون الكثير
الأهل الذين يحومون حول أطفالهم طيلة الوقت كالطائرة المروحية يستخدمون أسلوب تربية مرتكز على المبالغة.
يتحدث الباحث جان إلسلي كلارك عن 3 أنواع من الحماية المفرطة:
1- القيام بالكثير لأجله
يتمثل النوع الأول من الحماية المفرطة في القيام بأمور أكثر من اللازم من أجل طفلكم، أو تقديم الكثير له. مما يعني تقديم الكثير من الألعاب، الكثير من الأنشطة المرافقة للمناهج المدرسية، الكثير من الكتب، الكثير من ألعاب الفيديو والكثير من الملابس، وما إلى ذلك…
2- الإفراط في الحب
من الممكن أن يحب المرء “أكثر من اللازم”، ويُقصَد بذلك “خنق طفلنا من كثرة حبنا له”، كأن نكون متواجدين دائماً لأجله لكل شيء، إعطائه الكثير من الاهتمام. وصف البروفيسور ريتشارد موليندور الهواتف المحمولة ب”حبل السرّة الأطول في العالم”. أثناء التحدث عن الأهل الذين أصبح بإمكانهم الآن مراقبة أطفالهم بشكل مستمر.
3- وضع إطار مرن جداً
النوع الثالث من الحماية المفرطة هو أن تفعلوا لأطفالكم ما عليهم القيام به بأنفسهم. قد يتضمن ذلك عدم إجبارهم على إتمام المهام المنزلية أو على تبرير سلوكهم السيء. عندما تقدمون الكثير لطفلكم أو حين لا تقدمون له الإطار الذي يحتاجه لتنمية المهارات الأساسية لديه، فهذه علامة على أنكم تفرطون في حمايته.
الحماية المفرطة من قِبَل الأهل هي دائماً دليل حب. إنها دائماً محاولة للتأكد من تلبية كل احتياجات طفلكم. إلا أن المشكلة تكمن في أنكم عبر تقديم كل شي له تمنعونه من تطوير المهارات التي يحتاجها للتعامل مع الحياة بمفرده.
تتحدث العميد السابق لجامعة معروفة وهي جولي ليثكوت هايمز عن مخاطر “الإفراط في مساعدة” الأطفال. معتبرةً أن الحماية المفرطة من قِبَل الأهل تشبه الفخ، وتشجع جولي الأهل على إتاحة الفرصة لأطفالهم من أجل خوض التجارب والتعلم من أخطائهم. كما أنها تقول إننا كي نساعد طفلنا كي يصبح راشداً ناجحاً وسعيداً، يجب أن نكون مستعدين لأن نقول له: “عليكَ أن تجد إجابتكَ الخاصة”.