الصراخ على طفلك:
لا شك أنك وقعت في فخ الصراخ على طفلك مراراً وتكراراً.: طفلك يقول أو يفعل شيئًا يضغط على زر الغضب في داخلك ، والحاصل أن تبدئي بالصراخ بأعلى صوتك وإذا به يبادلك الصراخ بصراخ آخر.
بعد ذلك ، تشعرين بالإرهاق والانزعاج والإحباط. فتتساءلين لماذا تنزلين دائماً إلى مبارة الصراخ؟
ليس هناك أم أو أب مثاليين – كلنا نصرخ أحياناً
من المهم أن يتذكر الأهل أننا لسنا أشخاصاً كاملين، وأن بإمكاننا التعلم من أخطائنا. الصراخ بين الحين والآخر لا يجعل من الأم أو الأب أهلاً سيئين فكلنا بين الوقت والآخر نصرخ على أطفالنا.
اسمحوا لي أن أخبركم قصة عن عائلتي. عملي يبعد مسافة طويلة عن بيتي وكان عليّ كل يوم قطع هذه المسافة.. أحياناً عندما أعود إلى البيت كنت أرجع بمزاج سيء .. كنت أصل متأخرة وإذا بي أجد أن ابني المراهق لم ينه واجبه المدرسي.. و بدلاً من ذلك ، كنت أجده جالساً على الأريكة وقدمه ممتدة على الطاولة ، ويأكل ويعيث في المكان فوضى .. أنا من الأشخاص الذين يحبون المحافظة على كل شيء مرتباً لذلك كان يزعجتي أن أراه يفعل كل هذا.. في بعض الأيام التي أكون فيها مرهقة ،جائعة ومحبطة، كنت استشيط غضباً وأبدأ بالصراخ في وجهه.
بعدما تكررت ردة فعلي هذه عدة مرات وضعت هدفاً أمامي هو أن تأتي ردود فعلي في المستقبل بطريقة مختلفة وأن أتحكم بأعصابي.. وبعد تطبيقي للنصائح الواردة في هذه المقالة (ومع بعض الصبر) قل صراخي وأصبحت أماً فعالة أكثر.
لماذا يصرخ الأهل على أطفالهم؟
معظم الآباء يصرخون ويصرخون على أطفالهم لأنهم محبطون. .. حينما تفقدون أعصابكم لا تشعرون أن أمامكم أي خيار آخر غير الصراخ .. وتكون ردة فعلكم تلقائية غير إرادية .. بمعنى آخر أنتم لا تفكرون فيما تفعلونه. أنتم فقط تردون
يمكن للأهل أيضًا أن يتركوا إحباطهم من أطفالهم يتراكم مع مرور الوقت. وينتقلون من حادث لآخر بدون أن يضعوا حداً لما يرتكبه الطفل فيزداد الإحباط أكثر فأكثر. في النهاية ، يفيض بهم الكيل و بدل أن يتعاملوا مع السلوك السيء الذي قام به الطفل ويعالجونه، ينتهي بهم الأمر بالصراخ والزعيق.
لماذا لا يجدي الصراخ على طفلك نفعاً ؟
الصراخ والصراخ على طفلك يرسل رسالة مفادها أنك لست مسيطرة . وإذا لم تكوني المسيطرة فقد يعتقدون أنهم هم الشخص المسؤول. من المهم أيضًا أن نفهم أن الأطفال يشعرون بعدم الأمان والقلق عندما يفقد الأهل السيطرة. الصراخ يرسل رسائل سيئة إلى الطفل ويقوّض سلطتك عليه في المنزل.
أريد أن أؤكد أنه من المقبول التحدث بلهجة صارمة حازمة مع الأطفال. لكن الغضب ثم الصراخ ليس مفيدًا ، خاصة إذا كان الغضب يحدث على الشاردة والواردة. عندما تصرخين على كل شيء ، فسيفقد الصراخ تأثيره وعندما يرتكب الطفل غلطة ما فعلية يصبح الصراخ بلا أهمية.
نشعر بالرضا عن أنفسنا ونحس بأننا ناجحون كأهل عندما ننجح في أداء الوظيفة التي نقوم بها من حيث تعليم أطفالنا كيف يتصرفون ولكن عندما تقضي الوقت بالصراخ لن تشعر بالرضا عن نفسك وحينما يصبح الصراخ هو القاعدة يكون الأطفال أكثر عرضة للاعتقاد بأن من الجيد الصراخ طوال الوقت أيضاً ويتعلمون ان الصراخ هو الرد المناسب على أي إحباط أو ارتباك يشعرون به.. والذي يحدث أن الطفل لن يتعلم أي شيء إيجابي وكل ما تعلمه هو أن الحياة خارجة عن السيطرة وأنتم كأهل خارج نطاق السيطرة أيضاً.
إليك خلاصة القول:
إذا كنت تستخدمين الصراخ لجعل أطفالك يمتثلون لأوامرك ، فأنت لا تعلمينهم مهارات فاعلة في حل المشكلات. الصراخ لا يجعل المشكلة تختفي. لا بل ان الصراخ يجعل عادة المشكلة أسوأ. عندما يصرخ الأطفال طوال الوقت ، يتعلمون تحمل الصراخ ولا يتعلمون كيف يغيرون سلوكهم. في النهاية ، يتجاهلك طفلك ولا يعيرك انتباهاً.
لو كان الصراخ فعالاً لكانت الأبوة والأمومة سهلة ولكنا نصرخ على أطفالنا فتنحل المشكلة ويتغير سلوك أطفالنا ولكننا نعلم جميعاً أن الأمر ليس بهذه السهولة.
6 نصائح لمساعدة الأهل على التوقف عن الصراخ على طفلك أو أطفالك
إذا وجدت أنك تصرخين في وجه طفلك بشكل متكرر ، فلن يكون من السهل إيقاف نفسك – على الأقل ليس على الفور. فتعلم كيفية تغيير الطريقة التي تتواصلين بها مع طفلك يحتاج إلى التدريب . أنت بحاجة إلى أدوات فعالة لأن أطفالك سيكبسون أزرار مزاجك وغضبك ليجعلوك تفقدين السيطرة وهو ما اعتادوا عليه ولكن يمكنك تعلم التحكم بنفسك والتواصل معهم بشكل فعال. إليكم من موقع التربية الذكية ست نصائح للعودة إلى المسار الصحيح.
- لا تحضري كل قتال تمت دعوتك إليه
غالبًا ما يؤدي الابتعاد عن مباراة الصراخ إلى إيقاف القتال في مكانه وفي لحظته .. بغض النظر عما إذا كانت المعركة قد بدأت ، أو إذا بدأت أو استمرت لمدة عشر دقائق ، يمكنك التوقف والابتعاد عن الموقف.
كما أن الابتعاد عن حرارة الموقف ساعدني كأم على معرفة ما يجب أن يكون عليه ردي. في بعض الأحيان ، كان ذلك يعني قضاء بعض الوقت بعيدًا عن طفلي ثم العودة لاحقًا والتعامل مع سوء سلوكه. - لا تستجيبي فورًا للسلوك السيء إذا شعرت بأنك على وشك أن تفقدي أعصابك
من الجيد الانتظار عشر دقائق – أو حتى الانتظار حتى اليوم التالي – قبل العودة والتحدث مع طفلك عن لغته أو سلوكه غير اللائق. في كثير من الأحيان لا تكون الأمور مع أطفالنا ملحة حقًا.. فعندما تمعنين التفكير تجدين أنك تصرخين بسبب أشياء بسيطة وتافهة . في خضم تلك اللحظة الحارة تشعرين بالرغبة في الصراخ ولكن يحدث ذلك بسبب هياجنا وليس بسبب سوء سلوك طفلنا.
يمكنك أن تقولي لطفلك:
“سلوكك غير لائق ، وسنتحدث عنه لاحقًا عندما تهدأ النفوس”.
من الجيد أحيانًا أن يفكر الطفل في موقف أو حادث لفترة من الوقت قبل أن تتحدثي معه.
شيء بسيط للغاية يمكنك القيام به هو العد إلى عشرة . كيف؟ عدي إلى عشرة ، ابتعدي ، اذهبي إلى غرفة مختلفة ، وقومي بنشاط مختلف. حتى إذا لم يكن لديك أدنى فكرة عما يطلق زناد إحباطك ، أو كنت تعلمين أنك تبالغين في رد الفعل (والصراخ عادة ما يكون رد فعل مبالغ فيه) ، حاولي الانسحاب. - امنحي نفسك وقتًا انتقاليًا عندما تصلين إلى المنزل
من الشائع أن يتشاجر الآباء مع أطفالهم فور وصولهم إلى المنزل. أثناء رحلة العودة إلى المنزل ، يفكر الأب أو الأم عادة في الشجار الذي سيخوضونه عندما يدخلون من الباب. إنها تقريبا نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها.
لذلك ، أوصيك بأن تمنحي نفسك وقتاً انتقالياً عندما تعودين إلى المنزل. خذي عشر دقائق للاستحمام واجمعي أفكارك ثم اخرجي من غرفتك وتحدثي إلى أطفالك. قد يتصرفون وكأنهم لا يستطيعون الانتظار عشر دقائق في البداية ، لكنهم سوف يعتادون على ذلك. وسيتعلمون منحك مساحة في نهاية المطاف. - تهيئي عقليا للمواقف التي تطلق غضبك
من المهم أن تعرفي ما هي الأشياء التي تطلق غضبك. لدينا جميعًا ما يطلق عقال الغضب فينا ، وغالبًا ما لا تكون أشياء عقلانية. أعتقد أنه من المفيد للآباء معرفة ما هي الأشياء التي تطلق غضبهم: هل هي وضع الأقدام على الأريكة ، أم الرد عليكم بوقاحة ، أم الفوضى في المطبخ؟ علمي نفسك كيف تتصرفين عندما تقعين بين براثن أحد مطلقات عقال غضبك ..
عندما أكون في طريقي إلى المنزل من العمل ، كنت أعمل على تحضير نفسي لردود فعلي المتوقعة أيضًا بالتحضيرات لكيفية رد فعلي. كنت أفكر، “حسنًا ، عندما أعود إلى المنزل ، إذا لم ينجز ابني واجباته المدرسية وإذا تسبب في فوضى مرة أخرى ، فلن أصرخ. سأمنح نفسي وقتًا للاسترخاء ، ثم أخرج وأتعامل مع سلوكه “. لذا ، إذا كنت تعرفين ما يطلق غضبك خططي لرد فعلك.
إذا كنت تسعين للبقاء مسيطرة ، أعتقد أنك بحاجة إلى النظر إلى نفسك حقًا. ابدئي بمراجعة ما حدث بعد الواقعة وحاولي التواصل مع أطفالك بقعالية أكبر .
اسألي نفسك عن نوع الام التي ترغبين في أن تكوني عليها. لا أم ترغب في أن يعرّف الآخرون عنها بالأم التي تصرخ على أطفالها طوال الوقت . اسألي نفسك أي نوع من الأهل تريدين أن تكوني. وتذكري ، لم يفت الأوان أبدًا – يمكنك البدء في إجراء هذه التحسينات في أي وقت. - احصلي على الدعم من الأصدقاء أو العائلة الموثوق بهم
إذا كنت تحاولين الحصول على مزيد من التحكم وتريدين التوقف عن الصراخ ، فإنني أوصيك بالتحدث إلى زوجك أو اصدقائك الموثوق بهم والاعتراف بما تفعلين من صراخ وزعيق. لا أعتقد أن هناك أي شيء نخجل منه أو نحرج منه – فنحن جميعًا نصرخ. قد يكون لدى زوجك بعض الأفكار عما يمكنك القيام به. قد يلاحظون أيضًا بعض الأشياء التي تثير غضبك والتي لم تلاحظيها بنفسك.
لا تثقي بالأهل الآخرين او أفراد العائلة الذين يطلقون الاحكام جزافاً أو يعبرون عن صدمتهم أو استيائهم من تحديات الأبوة والأمومة. هؤلاء الأشخاص سيجعلونك تشعرين بالسوء تجاه نفسك فقط ، وهذا ليس فعالاً. - لا بأس في الاعتذار عما بدر منك من صراخ
كنت أحيانًا أراجع الأمور مع ابني وأعتذر عن الصراخ وأشرح له أنني مررت بيوم عصيب وأنني آسفة .
إذا قررت الاعتذار ، اعلمي أن المسألة ليس الغرض منها الحصول على مسامحة أطفالك. بل الغرض منها هو احتواء سلوكك والتعلم من الموقف ومحاولة تحسين أدائك في المرة القادمة.
كما عملت على محاسبة ابننا على أفعاله. كانت مسؤولياته القيام بالواجبات المنزلية والتنظيف بنفسه ، وكان يعلم أن عدم القيام بأي منهما سيؤدي إلى تلقي العواقب. كان هدفي أن أبقى هادئة وأن أعالج سلوكه بدون أن أفقد السيطرة على نفسي.
مع تحيات موقع التربية الذكية