الأعضاء التناسلية: سأحدّثكم عن الأطفال الصغار جداً الذين يكتشفون أعضاءهم التناسلية الخاصة. تبدأ هذه المرحلة في سن مبكرة جداً، خلافاً لما يعتقده الأهل.
عندما سألتني فاني إن كان من الطبيعي أن يلمس ابنها البالغ من العمر سنة ونصف عضوه الذكريّ غالباً، طمأنتها حين أجبتها بنعم. وأضفت أنه سيتوجب عليها قريباً أن تعلّمه مفهوم الحميمية. وسرعان ما أجابتني: “لا، لن أفعل هذا قريباً فهو لا يزال صغيراً جداً!”
ما ينبغي أن تعرفوه هو أنّ الطفل قبل سن الثلاثة أشهر يعتقد أنه امتداد لأمه أو للشخص الذي يعتني به. وهو لا يدرك أنه كائن بحدّ ذاته. عندما يجوع، يبكي فيُقدّم له الحليب؛ عندما يشعر بالبرد، نعمد إلى تغطيته؛ عندما يتسخ حفاظه، نبدّله. يفقد مفهوم الفكرة السحريّة القليل من قوّته عندما يدرك الطفل أن حاجاته لم تعد تُلبى بهذه السرعة.
بلمسه أجزاء جسمه المختلفة كقدميه ووجهه وساقيه، يبدأ الطفل بإدراك جسمه تدريجياً. ويكتشف الطفل أعضاءه التناسلية بهذه الطريقة نفسها؛ عند بلوغه 7 أو 8 أشهر تقريباً عند الصبي وحوالى 10 أشهر لدى الفتاة.
لا بد من أن نتذكّر دوماً أنّ اكتشاف هذه الأعضاء الحميمة يترافق غالباً مع أحاسيس جميلة لدى الطفل من شأنها أن تطمئنه أو أن تجعله يسترخي. بالتالي، سيشعر برغبة في تكرار التجربة، وفي أيّ وقت في بادئ الأمر. لذا، يبدو ضرورياً جداً أن نعلّمه في سن مبكرة مفهوم الحميمية من دون أن نوّبخه على حركته، بل يجب أن نشرح له أنّ الوقت والمكان غير مناسبين.
والفتيات أيضاً
للفتيات والفتيان حركات استمنائية، لكن هذه الحركات يسهل كشفها عادة لدى الصبي الذي يمسك على سبيل المثال عضوه الذكري بيده ويحرّكه. وتميل الفتاة الصغيرة غالباً إلى وضع لعبتها المحشوة بين ساقيها والضغط عليها مثلاً. وعلى الرغم من أنّ المسألة هي لحظات استكشاف، يعتبر الكثيرون أنّ هذه الحركة “طبيعية” لدى الصبي أكثر منها لدى الفتاة. ويعود تفسير هذا في جزء منه إلى أنّ المجتمع يرى أن الاستمناء لدى الفتيات هو موضوع غير مقبول تماماً ولا يجري الحديث عنه كثيراً.
ينزعج الكثير من الأهل والمربين من التصرفات الاستنمائية لدى الطفل في مراحل الطفولة الأولى. مما لا شك فيه أنها حركة حميمة. يمكنكم أن تعلموا الطفل وبحسب سنه أين يمكن أن تحصل مثل هذه الحركات (غرفته على سبيل المثال). يجب أن تتدخلوا أيضاً إذا لاحظتم ضرراً ينجم عن هذا السلوك (احمرار أو حساسية مثلاً). ينبغي في هذه الحالة أن تلفتوا انتباه الطفل إلى أنّ طريقته يجب أن تكون مختلفة، من دون أن تبيّنوا له كيف يفعل ذلك.
إنّ منع الطفل من لمس بعض أعضاء جسمه فيما هو يلتزم بمفهوم الحميمية، يشير بشكل مبطّن إلى أنّ النشاط الجنسي أمر سلبي ما يمكن أن يترك آثاراً سلبية على علاقاته المستقبلية.
إنّ موقفكم الايجابي وتدخلاتكم المناسبة مهمة إذاً. وإنّ الأطفال يكبرون بسرعة أكبر مما نعتقد!