غيرة الأطفال وعدوانيتهم
أربعة أمثلة ستشرح لكم بشكل ملموس المفاهيم التي يجب تذكرها وتطبيقها للتعامل مع غيرة الأولاد:
- بدلاً من القلق بشأن تقديم نفس الكمية بالتحديد، إبحثوا عن الاحتياجات الفردية المتعلقة بكل طفلٍ على حدىً. والآن، حين يقول طفلكم أثناء تناول الطعام: “لقد قدّمتِ له كمية أكبر من حصتي!”، بدلاً من الرد “هذا ليس صحيحاً، لقد قدمتُ لكما أنتما الإثنين نفس الكمية”، أجيبوا “تناول حصتك من الحلوى وحين تنتهي يمكنني إعطاؤكَ المزيد إن أردت ذلك”.
- بدلاً من القول بأنكم تحبونهم جميعاً بنفس الطريقة، اظهروا لأطفالكم أنكم تحبون كلاً منهم بشكلٍ مميز فريد. فحين يسألون “من أكثر طفل تحبه؟” بدلاً من الإجابة “أحبكم جميعاً بنفس المستوى”، أجيبوا “كل منكم مميز بالنسبة لي. أنتَ علي الوحيد الذي أملكه في هذا الكون بأسره، لا يوجد أحد مثلك. ليس هناك مَن يملك نفس أفكارك وأحاسيسك وابتسامتك… أنا سعيدٌ جداً لأنك طفلي”.
- “الوقت المتساوي” قد يبدو “وقتاً أقل”: خصصوا لكل طفلٍ الوقت الذي يحتاجه. إشرحوا لمن يطلب الإهتمام السبب الذي يمنعكم عن التجاوب معه على الفور، وما ستقومون به لتعويضه عن ذلك: “لا أستطيع أن ألعب معك الآن يا علي لأنه عليّ أن أعطي حماماً لأختك الصغرى. حين أنتهي من ذلك، سآتي للعب معك قبل البدء بتحضير الطعام”.
ليس الهدف عدم إعطاء نفس الكمية لكل طفل إطلاقاً، لأن هناك ظروف تكون فيها نسبة صحة هذه الطريقة 0%: على سبيل المثال في الكرنفالات والإحتفالات، لن تقوموا بشراء المثلجات لأحد أطفالكم، ورفض شراء المثلجات للطفل الآخر! لكن، “في حال قررتم عدم تقديم نفس الشيء للطفلين لأي سبب من الأسباب، فلا بأس بذلك. الأطفال الذين لم يحصلوا على المثلجات سيبقون على قيد الحياة. إنما الطريقة التي تتفهمون عبرها خيبتهم وتتقبلونها، ستساعدهم على استيعاب عدم المساواة في الحياة”.
إنتبهوا أيضاً إلى التفضيل الذي قد تعبرون عنه.
فقبل كل شيء، يجب ألا نبدي تفضيلنا لطفلٍ على آخر؛ لا أمام باقي الأطفال، ولا أمام الطفل نفسه. إضافة إلى ذلك، لتجنب تفضيل طفل على آخر… يجب في البداية أن تدركوا أنه إن أردتم أن تكونوا صادقين مع أنفسكم فهناك دائماً طفل مفضل لدى الأهل. “معرفة ميولنا تضعنا على الفور في وضعية أفضل لحماية طفلنا “الذي لا نفضله”؛ كما أن ذلك يساعدنا على حماية طفلنا المفضل من الضغط الذي عليه تحمله للحفاظ على تراتبيته من ناحية تفضيلنا له، ومن العدوانية المحتمة تجاهه من قِبَل إخوته وأخواته إن أظهرنا أنه الطفل المفضل لدينا”.
في نهاية هذا المقال، إليكم نصيحة لتجنب “لوم أنفسكم” على تحيّزكم لأحد أطفالكم أو تفضيلكم له: “ليس من الضروري إظهار نفس العاطفة لكل طفل، من الطبيعي جداً أن نكنّ مشاعر مختلفة تجاه أطفالنا المختلفين. الشيء الوحيد الضروري هنا، هو إيلاء نظرة جديدة للطفل الذي لا نفضله، والبحث عن الأمور المميزة لديه، ومن ثم جعله يشعر بالسعادة التي تسببها لنا هذه الميزة التي يملكها. هذا كل ما نستطيع أن نفرضه على أنفسنا، وكل ما يحتاجه أطفالنا. أن نُقدّر خصوصية كل طفل، وأن نتقبله كما هو، وأن نتصرف بطريقة تجعل كل طفل يشعر بأنه الأول في نظرنا”.
أخيراً، سنترك لكم “جملة سحرية” ستستخدمونها من الآن حين يسألكم أحد الأطفال لِمَ اشتريتم شيئاً لأحدهم ولم تشتروا له مثله: “أنتَ تعرف جيداً أن في أسرتنا، يحصل كل طفل على ما يحتاج إليه. أحياناً يكون دور علي، وأحياناً يكون دورك أنت. لكن في نهاية الأمر، يحصل كلاً منكما على ما يحتاج إليه”.