إنّ غالبية الأولاد الذين يرتادون المدارس ويعانون من فشل دراسي في المرحلة الابتدائية، هم أطفال يعانون غالباً من مشاكل في التركيز وفي الانتباه ناهيك عن مشاكل في الحفظ.
أسباب الفشل المدرسي
نحن نتحدّث هنا عما نسميه العمليات الادراكيّة. وتشير الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأولاد غالباً إلى اضطرابات عصبيّة ينبغي على طبيب الأعصاب عند الأطفال أن يؤكدها أو ينفيها. تجدر الإشارة إلى أنه يسهل على المدرّس أو الأهل أن يكتشفوا هذا النوع من الصعوبات عندما يكون الأولاد مشتتي الانتباه او مضطربين إلا أنه من الصعب اكتشافها لدى الأولاد الذين لا تظهر لديهم أيّ اضطرابات سلوكية (هيجان، اضطراب، عدم استقرار حركيّ).
يجب التمييز بين هذا النوع من الاضطرابات الشائع جداً وبين اضطرابات فرط النشاط الذي يترافق أو لا يترافق مع ضعف في التركيز. ويجب عدم الخلط بين فرط الحركة والاضطرابات المرضيّة التي تندرج أكثر ضمن الصعوبات التي تتعلق بقطاع التعليم أيّ القلق والتوتر. يبقى الفشل الدراسيّ دافعاً بارزاً لمراجعة الطبيب النفسي. يمكن لأسباب أخرى أن تقف خلف الفشل المدرسي، عندما لا يكون سببه عضوياً، هذا السبب العضويّ الذي لا يمكن أن يشخّصه إلا الطبيب.
بالتالي، يمكن للتأخّر في الكلام أن يترك أثراً سلبياً جداً على الطفل. فالكلام ليس فقط وسيلة للتواصل والتبادل والتخاطب، تشجّع التفاعل الاجتماعي والسلوك الاجتماعي، بل هو ما يسمح بتطوّر الذكاء بكافة أشكاله. والكلام، سواء أكان منطوقاً بوضوح أو على شكل إشارات، هو الوسيلة الوحيدة التي تسمح لنا بأن نتميّز عن عالم الحيوان. والكلام يشكّل أفكارنا ومشاعرنا وتخيّلاتنا ويطوّرها… ينظّم الكلام أفكارنا وهو يسمح لنا بترويض غرائزنا ورغباتنا وبالتعبير عن أنفسنا. بالتالي، عندما يعاني الطفل من صعوبة في الكلام، فلا بدّ من أن تجروا تقويماً للنطق، فوحده أخصائي علاج النطق قادر على أن يحدد ما إذا كانت الحالة تستدعي المتابعة أم لا.
يجب أن يشكّل الفشل المدرسي والصعوبات التعلميّة مناسبة كي يستشير الأهل طبيباً نفسياً. على أيّ حال، يجب على الأهل أن يتجنبوا وصف الولد بالكسول إذ ينتهي به الأمر بتصديق كلامهم ولعل هذا يناسبه في أعماق نفسه، ربما كي يترك وشأنه في ما يتعلق بالمدرسة وحسب.