في المنزل، يتربّص أحدهم بالآخر ويستهدفه طيلة الوقت، يتمرّغون بالأرض، يدفعون بعضهم البعض ويقضون وقتهم في المناوشة.
تتساءلون إن كان هذا الوضع طبيعياً، فقد تعبتم من سماع صراخ ومناوشات أولادكم. باختصار، أنتم حائرون بعض الشيء حيال هذه المسألة: هل التعارك على سبيل اللعب طبيعي أم لا؟
إذن، سنطمئنكم سريعاً لأن الجواب هو نعم، هذا أمر طبيعي!
التمييز بين لعبة التعارك وتصفية الحسابات
لِمَ لا نلعب مع أولادنا؟
يرغبون في التناوش، اقترحوا عليهم أن يدعوكم للمشاركة في لعبهم.
لكن هذا لا يعني تغيير القواعد: تبقى القواعد ثابتة لا تتغير سواء أكنتم موجودين أم لا. يمكنكم من ناحية أخرى أن تطوّروا اللعبة، أن تقترحوا أفكاراً جديدة وقيوداً جديدة.
ما الذي يمكن أن يكون مسلياً ومضحكاً أكثر من أن يقفز الأولاد سوياً على الأم أو الأب في محاولة لإسقاطه؟ نعم، من المرجّح أن يتحد أولادكم ضدكم وهذا أحسن: إذ يولّد تلاحماً بين الأخوة.
أفكار للعب مع قواعد
إليكم بعض الأفكار لألعاب يمكن أن تشغل أولادكم الصغار الذين يتعاركون، ألعاب تختلف قليلاً عن التماس التقليدي:
- معركة الوسادات: تقليدية، ويمكن استبدال الوسادات بالألعاب المحشوة
- حرب الجوارب: وتهدف إلى نزع جوارب الخصم. ما الذي يمكن أن يكون مسلياً أكثر من لمس الجوارب؟
- لعبة ملاقط الغسيل: نضع ملاقط غسيل على الملابس على الجسم كله ويجب إزالة ملاقط الغسيل عن ملابس الخصم.
- السلاحف: ينزل أحدكم على ركبتيه وكفّيه ويحاول الآخر أن يقلب شريكه على ظهره.
- تويستر: لعبة يُستخدم فيها الزهر (النرد) ويتخذ اللاعب وضعيات مختلفة. لعبة مسلية ومضحكة جداً.
وفي المدرسة؟
إنّ التعارك ممنوع في المدرسة، حتى على سبيل اللعب. لماذا؟
أنا مدرّسة وأعترف بأني لا أفهم أحياناً لما يمنعون هذه الألعاب.
أعلم أنّ الأولاد يحتاجون هذا، لاسيما اعتباراً من سن الرابعة، وسأدعهم بكل طيب خاطر يلعبون بالتكدّس كالفطائر فوق بعضهم البعض في الملعب.
إنما…
إنّ مراقبة عدد كبير من الأولاد أمر صعب للغاية. وستتعقّد الأمور وتصعب أكثر، إن كان علينا أن نراقب ألعاب تعارك!
ولا يمكننا أن نتأكد بشكل خاص من لطف ورحمة الأولاد حيال بعضهم البعض. ثمة أولاد يلعبون بلطف ورحمة فيما نجد آخرين لا يعرفون متى عليهم أن يتوقفوا وكيف يحترمون القواعد الأساسية. بالتالي، هذه الألعاب ممنوعة وحسب.
يمكن لولدكم أن يتعارك على سبيل اللعب في الحديقة العامة أو في المنزل معكم؟