السيطرة على الطفل:
بعض الأهل يفرطون في حماية أطفالهم ظناً منهم أنهم بذلك يحمونهم من الحياة وصعابها.. ولكن هذه الطريقة في التربية سلبية لأنكم تحرمون الطفل من المهارات التي عليه اكتسابها.. وبعض الأهل قد يكون الدافع وراء الحماية الزائدة شيئاً من الأنانية كأن تسمح لهم الحماية المفرطة من السيطرة على حياة الطفل.. سنتحدث الآن من موقع التربية الذكية عن هذه المشكلة فهل أنتم من هؤلاء الأهل؟
تسمح الحماية المفرطة لي بالسيطرة
يقول بعضهم إن الحياة كالنهر، تكيُّف أو تأقلم لا نهائي مع التغيير ولا يهم هذا التغيير سواء أكان طوبوغرافياً أو مناخياً أو عائداً إلى قوى غير مرئية فهو يجري أحياناً ببطء وسلام وأحياناً يتغير بشكل غير متوقع ليصبح طوفاناً. قد يكون سطح هذا النهر كمرآة هادئة صافية، ولكنه يغشنا مخبئاً في أعماقه التيارات المائية. وهكذا هو نهر الحياة يعلمنا أن نتوقع التكيف مع تغيُّر إيقاع الحياة اللامتناهي. إنه يتطلب منا أن نكون مرنين وصادقين وهذا ما يقودنا إلى فهم أن لا شيء في العالم ساكن مستقر وأن لكل شيء حركة وتحولاً ثابتاً.
يقاوم الشخص المسيطر تغيرات الحياة. وبدل أن يتقبّل التغيير، يحاول أن يدفع الحياة إلى التكيّف مع الأشياء المفضلة لديه. هو غير قادر على القبول بعدم الأمان وبما لا يمكن التنبؤ به، والسبب هو عدم وثوقه بقدرته على معالجة الأمور بالشكل المناسب. وخوفه من الفوضى يدفعه إلى محاولة التحكم بكل شيء، مقنعاً نفسه،عبر محاولته تنظيم ما حوله، بأنه هو الذي يتحكم بالأفعال والأحداث. تجده يحاول إلغاء كل ما هو مزعج ومؤلم وشاق أو كل شيء قد يعكّر صفوه. ولكن بينما يحاول السيطرة على كل شيء يدخل أولاده في خانة «كل شيء»
«لا أحب صديقك ذاك. هو غير مناسب لك. أنت تستحق من هو أفضل منه. ماذا قلت إن والده يعمل؟ لا أريد أن أراه ثانية. أهذا مفهوم؟».
يقرر الأهل المسيطرون من يمكن أن يكون صديقاً لابنهم ومن لا يمكنه ذلك ويقررون كيف يلبس ويتصرف وماذا عليه أن يدرس وما الهوايات التي عليه ممارستها. وبسبب هذا يبيد هؤلاء شخصية الطفل ليصبح نسخة عن أحد والديه، ذلك أنه حُرم من فرصة التعبير عن جوهره. إذا كان يملك الجَلَد والقدرة على الاحتمال،سيحاول التمرد وإبعاد نفسه. وإن لم يكن يملك مثل هذه القدرة على الاحتمال، فسينتهي به المطاف بأن يتطابق مع ما يريده أهله أن يكون عليه. بعض الأولاد يخضعون ويكبرون جاهلين الفرص التي فقدوها لأن تسلُّط الأهل عليهم دمر حرية الطفل في اكتشاف هويته ورغباته.
تخضعنا الحياة نفسها أحياناً لعكس ما نريد. ما الذي يحدث حينما تحاول الأم توجيه حياة ابنتها؟ كم من المرات انتهى الأمر بالفتاة بأن فعلت عكس ما حرمته عليه أمها؟. كررت إحدى صديقاتي مراراً وتكراراً أن آخر شيء تريده لابنتها هو الزواج بشخص مطلّق. أتعرفون من تزوجت ابنتها؟ بالتأكيد رجل مطلق. ما نخاف منه يجذبنا فنقع فيه. للناس الذين يعتمدون على مزاجهم طرائقهم المتعددة في التحكم:
ذو الطبع السريع الانفعال
عندما يكون الطبع السريع الانفعال مسيطراً على أحد الأبوين، فهو يقوم بالسيطرة بالقوة. فهو يعتقد أنه يعرف ما هو الأفضل لابنه مستخدماً الغضب والتهديد والترهيب للهيمنة عليه. ويا ويلتاه إن لم يطع الولد! سيدفع ثمن عدم إطاعته.
- «إن لم تسمع الكلمة فأنت تعرف ما الذي سيحدث! سأصفعك على مؤخرتك»
- قال أب بوجه محمّر غضباً: «أنا أراقبك يا فتى. استمر على هذا وسترى ماذا سأفعل بك»
- «لا تفكر في مجرد دراسة الفلسفة! فلا وجود للهيبيين أو غريبي الأطوار في بيتي. أسمعتني؟»
الشخص السوداوي
الشخص السوداوي المزاج هو شخص حذق من الصعب أن تكتشف متى يحاول السيطرة لأنه متلاعب. هو معسول اللسان ومسالم يعرف كيف يطوِّع أولاده لما يريده منهم.
- «يا حبيبتي أنت لطيفة! هل لك أن تسديني هذا المعروف؟» سألت الأم ابنتها ذلك بصوت عذب.
- كما أن شخصاً كهذا قد يستغل الأمور فيجعل الآخرين يشعرون بالذنب.
- «لقد عملت جاهداً هذا اليوم. رأسي يؤلمني. لا أظنك تفكر في الذهاب إلى السينما وتركي وحدي. صحيح؟»
والشخص ذو الطبع البارد يحاول، وهو يتوق إلى أن يكون والداً كامل المواصفات، أن يرسخ العادات الروتينية ويصر على القيام بكل شيء من أجل أولاده.
«الطقس بارد، جارد. لا تقلق! لقد جلبت لك كنزة»
«أصعب تجربةً يعيشها هذا الشخص هي تقبّل أن أولاده يكبرون والسماح لهم أن يكونوا مستقلين.
«ليست المسألة أني لا أثق بك. ولكن هذا الأمر أخطر من أتركك تقوم به وحدك. دع والدك يرافقك».