“أمي أريد أن أتناول الطعام” “أمي هلّا أحضرتِ لي كوب ماء” “أمي أين حذائي الأسود؟” “أمي هلا أطفأتِ النور، أريد أن أنام..” طلباتٌ متكررة لامتناهية تكاد تفقد الأم عقلها. والسبب، هو مرض العصر: كسل الأطفال. مع الأسف سيدتي إليكِ هذا الخبر غير السار، بالإضافة إلى أن التكنولوجيا تلعب دوراً كبيراً، لكن طفلكِ الكسول ليس سوى نتيجة تربيتكِ المتساهلة جداً. تظنين أنكِ تساعدينه عبر تنفيذ كل طلباته وأوامره، فطفلكِ المدلل الذي يجب أن يحصل على كل شيءٍ حُرمتِ منه في طفولتك، فقد أهم شيء: الحافز الذي يجعله يبذل مجهوداً للوصول إلى هدف، الحماس. وهذا الأمر كفيلٌ بجعله شخصاً فاشلاً طيلة حياته.
كسل الأطفال: 6 نصائح لتجنبه
ستساعدكِ النصائح التالية على التعامل مع إحدى أكثر المشاكل التي يخشاها الأهل: كسل الأطفال.
كسل الأطفال هو أحد المواضيع التي تشغل الكثير من الأهالي.
إنها عادة مكتسبة سببها الرئيسي هو طريقة تربية الأطفال. يجب أن تعرفي، أنه بما أنكِ الأم، عليكِ أن تضعي حدوداً زمنية لفترات لهو طفلك. لمكافحة كسل الأطفال، يجب أن تُري طفلكِ أهمية التضحية للحصول على ما نريد. يجب أن لا تجعلي حياة طفلكِ سهلة إلى أقصى حد، لأنكِ بهذه الطريقة ستبنين طفلاً كسولاً.
حتى لو كان شيئاً عابراً، من المؤكد أن عدم وجود حوافز لدى طفلك كي يقوم بمبادرات هو أمرٌ سيستمر معه حتى يكبر. قد يعتبر هذه المشكلة السلوكية (الافتقار إلى التحرك واتخاذ مواقف) أمراً تافهاً بالنسبة له، طالما بقيت محصورة ضمن جدال بين الطفل ووالدته مع تجنب العقاب والقلق الزائد.
يعد أن اعتاد أطفالنا على التعايش مع التكنولوجيا، أصبحوا يميلون إلى الحصول على كل شيء دون بذل الكثير من الجهد. بالتالي قد يشكّل هذا الأمر مشكلة أيضاً. فالتكنولوجيا تميل إلى تشتيت انتباه الأطفال وتعزز ظاهرة كسلهم.
العواقب المحتملة:
يمكن أن يكون لكسل الأطفال عواقب كالتالي:
- تأخر في التعلم.
- فقدان عادة العمل بانتظام.
- التثبيط والتراجع فيما يخص الدراسة.
6 نصائح لمقاومة كسل الأطفال
بغية منع هذا النوع من السلوك، إليكِ بعض التوصيات التي ستساعدكِ على التعامل مع بعض المواقف التي يبدي فيها طفلكِ كسلاً:
1- قومي بتقييم نفسك
إذا كنتِ أماً كسولة، فمن المحتمل جداً أن يكون طفلكِ كذلك أيضاً. قومي بتقييم طريقة العمل التي تتبعينها؛ طريقة أدائك أثناء العمل هي الطريقة التي سيتعلمها طفلكِ بالضبط.
2- شاركيه العمل
أفضل طريقة لتعليم طفلكِ أمراً ما هي عبر مشاركته فيه. أريه كيف تتم الأمور وكيفية تحقيق الأهداف بطريقة مسلية. علمي طفلكِ أهمية العمل الجاد: أخلاقيات العمل المنتظم ستكون مفيدةً له طوال حياته. من الضروري أن تخصصي الوقت الكافي لتعليمه كيفية العمل وأن تساعديه في تنفيذ مشاريعه.
3- شجعيه على الإلتزام (المشاركة أو الحماس)
الالتزام هو من السمات القيّمة التي على المرء أن يتحلّى بها. حين يلتزم الطفل بأمرٍ ما، سواء كان هدفاً أو مهمة أو حتى عملاً، فمن المرجح جداً أن ينفذه برغبة وإتقان.
يُعد عدم الإلتزام إحدى أولى الخطوات نحو إنجاز عمل ضعيف أو غير مكتمل، مما يساهم في تزايد الكسل.
4- لا تعطيه كل ما يطلبه
أحد أفضل الدروس التي من الممكن أن تلقنيها لطفلكِ، هي أن عليه بذل الجهد للحصول على شيءٍ ما. هذا يعني أنه عليكِ في العديد من المواقف، استخدام عبارة “لا” كإجابة على العديد من طلبات طفلك الصغير.
على الرغم من أنه من الصعب دائماً قول لا لطفلنا، يجب أن لا تحققي طلبه إن لم يكن هناك أي تحرك أو مجهود من قبله للوصول إلى أهدافه. أحياناً تكون “لا” أفضل إجابة؛ فهي تمنع التراخي والاستهتار وعدم تقدير جهودك.
5- حددي مهاماً
المشاركة في المهام المنزلية هي إحدى أهم الطرق لتعليم طفلك الصغير قيمة العمل، حتى في سنٍ مبكرة. يجب أن يشارك طفلك في بعض الواجبات المنزلية، فبإمكانه مثلاً غسل الأطباق أو ترتيب سريره. بصفتكِ والدته، إن قمتِ بتنفيذ كل المهام نيابةً عنه، ستمنعينه من تعلّم المهام الأساسية.
“الأشخاص الكسالى يتحدثون دائماً عما يفكّرون بفعله، أو عما يقومون به؛ أولئكَ الذين ينجزون حقاً شيئاً ما لا وقت لديهم للكلام، ناهيكَ عما سيفعلونه”
جوته
6- الصبر والحذر
عندما يواجه طفلكِ افتقاراً للتحفيز، يجب أن تكوني حذرة وصارمة. إذا لاحظتِ أنه يغوص في الفراغ بشكلٍ خطير دون الوصول إلى أي نتيجة معه، لا تخافي من عرض المساعدة عليه بحذر.
التحفيز
من ناحية أخرى، قد نعتقد أحياناً عن خطأ أن أطفالنا كسالى، فيما تكون المسألة فقط مسألة تحفيز. فمثلاً عبر منح المكافآت أو العقوبات مقابل عمل طفلك قد تحصلين على تأثير قصير الأمد على جهوده. لكن يجب أن تأخذي في الاعتبار أن المكافآت غالباً ما تفشل في خلق اهتمامات أو أهداف طويلة الأمد.
ما الذي علي فعله لتحفيز طفلي؟
- دعم اهتماماته
- إقناعه بضرورة العمل وبذل جهد
- تشجيع طفلك وتقدير إنجازاته
- تعزيز نقاط قوته
- إعطاؤه الوقت
كما ترين، يكمن السر في التربية الصحيحة منذ سن مبكرة. إن غرس العادات السيئة في طفلك أو جعل الأمور سهلة للغاية لن يؤدي إلا إلى جعله عاجزاً عن بذل الجهد للحصول على ما يريد. من أجل تجنب الوصول إلى هذه النتيجة، أفضل طريقة من الممكن اعتمادها هي أن تشاركيه وتساعديه في إنجاز أعماله.