ما هي قدرات أطفالكم؟ هل هم أطفال مسؤولون ومستقلون؟
أنا لا أتحدث عن موهبتهم في الرياضيات أو عن قدرتهم على تحقيق أهدافهم. هل يعرفون كيفية التنظيف بواسطة المكنسة الكهربائية؟ تحضير وجبات الطعام؟ تشغيل الغسالة؟ اليوم، يعيش الكثير من الأطفال حياة فاخرة متميزة، وقد أدركتُ ذلك خلال تجوالي!
لا يطلبُ منهم سوى نادراً أن يتحملوا مسؤولية شؤونهم أو أن يكونوا فقط أطفالاً مسؤولين. وغالباً ما يعود ذلك إلى تعب الأهل.
من الأسهل بكثير أن يقوم الأهل بإنجاز العمل بأنفسهم، خاصة إذا كانوا يريدونه أن يُنجزَ بشكل جيد.
الأمر متعب حين نضطر إلى الانتقاد والمطالبة والتهديد… لذا بدلاً من أن نعلم الأطفال تحمل مسؤولياتهم، نتقبل محاولاتهم البسيطة لأنه على الأقل سيكونون قد فعلوا شيئاً ما.
وعلى الرغم من الحياة المريحة التي يحصلون عليها، يبدو أن أبناء الجيل الجديد يتسمون بميل شديد للشكوى أو لعب دور الضحية…
تربية جيل من الأطفال المتميزين
في كتابها “تنظيف غسل منزلي: خبرة 12 شهراً لأم سعت للتخلص من الشباب الذين يكبرون وكل شيء متاح لهم”، ذكرت ويلز ويما Wills Wyma إلى أي مدى يقوم الشباب الراشدين بالاستقالة من عملهم لأنهم لا يحبونه، أو يضيعون سدىً سنوات دراستهم لأنهم غيروا رأيهم.
28% من الشباب الذين يبلغون بين 22 و29 سنة من العمر يعتمدون على أموال أهلهم للإنفاق على مصاريفهم الكبيرة. يعودون إلى منزل العائلة ويعيشون إلى جانب والديهم منتظرين أن يهتم والديهم بهم.
لا يعتبرون أنفسهم معنيين بالفواتير، خاصة إذا كان ذلك سيكلفهم الانخراط في عمل شاق لا يعطي بالمقابل الكثير من المال. عام 1970 كان 80% من النساء يغادرن المنزل في عمر 24 سنة في أمريكا. عام 2007، وصل الرقم إلى 29 سنة.
وتتابع ويما: “ما الذي سيدفعهم إلى الرحيل؟ أليس العالم هنا لخدمتهم؟ ألا يستحقون حياةً سعيدة ودون عقبات؟ نتعامل مع أطفالنا كما لو أنهم ضيوف لدينا على المدى الطويل.”
تخبرنا أيضاً أننا حين نقوم بإنجاز أعمال أطفالنا وحل مشاكلهم، يبدو كأننا نقول لهم ضمنياً إنهم غير قادرين على إنجازها بأنفسهم.
عندما تكون غرفهم متسخة، نأتي وننظفها لأجلهم، كما لو أننا نقول لهم بأنهم غير قادرين على القيام بذلك بأنفسهم.
عندما نقوم بغسل كل ملابسهم المتسخة، وبتنفيذ الأعمال المنزلية والطهي، نستمر بالتأكيد لهم أنهم غير قادرين على القيام بدورهم.
وعندما يوقعون شيئاً ما ويشعرون بالخيبة والانزعاج، نسارع لمساعدتهم ونؤكد لهم أنهم غير مسؤولين عن التعامل مع مشاكلهم الخاصة.
وحين تكون واجباتهم المنزلية صعبة جداً ويكونون منهكين بعد حصة الرياضة، نقدم لهم المساعدة عوضاً عن تركهم يتعلمون أن الحياة أحياناُ قاسية ويجب أن يتعايشوا معها.