Site icon التربية الذكية

متى يجب أن نبدأ بتربية أطفالنا ليصبحوا مسؤولين ومستقلين ؟

مسؤولين ومستقلين

frepik.com

غيروا الأدوار الاستراتيجية

يمكننا البدء بتربية أطفال مسؤولين ومستقلين في وقت أبكر مما تعتقدون. لستم مضطرين إلى الانتظار حتى يصبح أطفالكم قادرين على مجادلتكم كي تضعوا الأمور في نصابها.


إن مطالبة أطفالنا بأن يكونوا مسؤولين عن تصرفاتهم وأعمالهم والمكان الذي يعيشون فيه يساهم في محاربة شعورهم بأن كل شيء متاح لهم.
المسلسلات التلفزيونية الشبابية مليئة بنماذج عن أطفال أغنياء، وسيمين وأذكياء. لا يقومون بغسل الأطباق ولا يحضرون وجبات الطعام الخاصة بهم.
تتحدث الأستاذة مارشا سول قائلة”عندما نحمّل أطفالنا مسؤولية أفعالهم، فحتى لو كان ذلك يعني أننا نقوم بتصرفات غير مريحة أو متعبة أو مؤلمة بالنسبة لهم، نحن نربي أطفال مسؤولين”.

أعرف عن تجربة شخصية إلى أي مدى قد تبلغ صعوبة ذلك، خاصة حين نتعامل مع فتاة عنيدة (وصوتها عالٍ طبعاً)!

إنه درس يجب أن أتعلمه بشكل دائم. بدأ ذلك مع أولى معاركنا الكبرى، حين كانت تبلغ من العمر 5 سنوات وطلبتُ منها أن ترتب غرفتها، وما زال الأمر مستمراً حتى الآن عند بلوغها 15 سنة.

لقد كُسِرَ قلبي في المرة الأولى التي صرخت بي فيها “أنتِ شريرة جداً! أنا أكرهكِ!” حين طلبتُ منها أن تخرج منشفتها وتنشرها على حبل الغسيل كي تجف.
سيكون الأمر أسهل بكثير إن تفادينا هذه الجدالات، وأعترف أنني في بعض الأيام كنتُ أقوم بذلك، لكنني أحب أطفالي بما يكفي كي أستمر ببذل المجهود، ولأنني أعلم أن العالم يحتاج إلى المزيد من الأشخاص المسؤولين وإلى عدد أقل من الأشخاص الذين يعتبرون أن كل شيء مخصص لهم.

إذاً كيف يمكننا أن نربي أطفالاً مسؤولين؟ يتطلب ذلك مجهوداً مستمراً من ناحيتنا كأهل.

freepik.com
أطفال مسؤولون: يبدو التغيير صعباً جداً، لكن بإمكاننا القيام بذلك!

عندما كان ابني يان يبلغ الرابعة من عمره فقد كل وبر جسده وشعره في شهر واحد بسبب مرض إسمه الثعلبة البقعية. لم يكن هناك أي علاج سحري أستطيع أن أؤمنه له لمكافحة هذا المرض الذي ما زال مجهول الداء والسبب.

كان الأمر يكسر قلبي حين أتخيله يكبر دون شعر.

لم يكن لدي أي وسيلة حينها “لإصلاح” وضع يان، لكن كان باستطاعتي دائماً خلق الأجواء الأكثر صحة وملائمة بالنسبة له، وكنتُ أظن أنه ربما باستطاعة جسده أن يتعافى بمفرده.

بدت المهمة في البداية شبه مستحيلة، لكن مع القيام ببعض التغييرات الصغيرة كل يوم اكتشفتُ سريعاً أن هذه الأمور الصغيرة تتراكم لإحداث تغيير كبير.
أسرتنا بأسرها أصبحت أكثر صحة، وبالنتيجة أكثر سعادةً. وبدأتُ أطبق نفس الطريقة على جوانب أخرى من حياتنا، وبشكلٍ خاص الجانب التربوي.
الأمر يحتاج إلى الكثير من العمل، لكن حين نركز على الأمور الصغيرة، يصبح من الممكن إنجاز تغييرات كبيرة.

Exit mobile version