تربيتك لأطفالك
عليك أن تكوني لطيفة.. عليك أن تتقبلي انتقادات الآخرين .. وعليك أن تكوني لطيفة دمئة.. نصائح لطالما حاولت أن أطبقها على حساب نفسي.
أصبحت أشبه بالحرباء، قادرة على التحرّك وفقاً لأيّ وضع وقادرة على على التأقلم مع أيّ شخص وأي كان .. وكنت فخورة جداً بنفسي. لكنني نسيت أمراً ما…
كرامتي وعزة نفسي.
ومع مرور الوقت، عرّضت نفسي لتراكم الأحقاد، والإجهاد والغضب. وظهرت لديّ آلام في البطن، وتشنجات واكزيما وغيرها من الأمراض الباكتيرية.
وانهرت في أحد الأيام . انتهى عهد لطف ودماثة الدمية الصغيرة. رفضت الانتقادات وبدأت أعتني بما هو مهم فعلاً. أتعلمون ماذا حدث؟
تحررت.. أصبحت وبشكل تلقائي أجذب الأشخاص الأصحاء والمحبين فعلاً. وهنا ادركت أنّ محبة الكل تحديداً ليست ضرورية وشرطاً في الحياة. كانت صحتي متوقّفة على ذلك بالفعل!
إذن، في نهاية المطاف، سأطرح عليكِ سؤالاً: ما هو الأفضل؟
- أن تفتحي فمك وتخاطري بألا يحبك الجميع (بما في ذلك الأشخاص الذين ليس لهم أيّ أثر ايجابي على حياتك)؟
- أن تصمتي وتُرضي فلان وفلان وفلان وتمرضين بالتأكيد؟
بعد هذا الكلام، أشير إلى اننا نستطيع تجنّب النزاع. فمن الممكن (وهو أمر منصوح به) أن نُلزم شخصاً ما حدوده من دون أن نعتدي عليه أو نحقّره أو نضايقه بدورنا.
هذه هي أفضل طريقة لجذب الالتزام، التفهّم، الاحترام والتسامح. وهذا ما نحبه ونريده، أليس كذلك؟
سأعطيكِ على الفور تمريناً صغيراً بسيطاً يمكن اللجوء إليه بسهولة لإسكات الانتقادات الكلامية من دون جرح مشاعر أحد.
لا يمكننا أن نغيّر طريقة لعب الخصم لكننا نستطيع أن نغيّر طريقتنا في تلقيّ الكرة.
في موقع الحدث: ابتسمي عند سماع الانتقادات واصمتي
الابتسامة تُسقط سلاح أيّ شخص، لاسيما عندما تترافق مع الصمت. لا تعلمين كيف تردّين على من يهاجمك وهذا أمر طبيعي ينجم عن الانفعالات والمشاعر.
ولكي تتجنبي التلعثم والغوص أكثر في هذا المستنقع، تعوّدي أن تبتسمي عند سماع الانتقادات والملاحظات والنكات.
فالابتسامة ترسل رسالة ايجابية إلى الدماغ. والابتسامة تجعلك تسترخين وتُسقط الكلام. الابتسامة تجبرك على الصمت وتترك لك الوقت الكافي لتجيبي، إذا ما شعرت بالحاجة إلى ذلك.
في الكواليس: قوّمي الوضع واتخذي موقفاً
عندما تصبحين وحدك في بيتك، وبعد أن تهدئي، خذي وقتك كي تقوّمي خياراتك على المستوى التعليمي والتربوي والشخصي، هذه الخيارات التي تتعرّض للانتقادات أو يمكن أن تتعرّض لها.
خياراتك
ضعي لائحة بكافة القرارات التي تتمسكين بها، والتي ترين أنها مهمة بالنسبة إليك وأيضاً بتلك التي تطبّقينها تلقائياً وبشكل يوميّ من دون أن تطرحي على نفسك أيّ سؤال بشأنها.
أمثلة على ذلك: أنا أجعل طفلي ينام على ظهره، أنا أجعل سلمى تتعلّم الرقص الكلاسيكي، أنا أذهب في عطلة وحدي، أنا أدع زوجي يحضّر الطعام، أنا أغيّر مهنتي…
بعد الانتهاء من وضع اللائحة: اكتبي في سطر أو اثنين الأسباب التي تجعل هذه القرارات مهمة بالنسبة إليكِ.
إنها ليست تبريرات للآخرين، بل لك وحدك. سيسمح لك هذا بأن تكتشفي لما اتخذت هذه الخيارات. وهذا مهم كي تتمسكي بقراراتك عندما تتعرضين للانتقاد.
مثال على ذلك: أنا أجعل طفلي ينام على ظهره لأنني أعتبر هذا أفضل حلّ.أعلّم سلمى الرقص الكلاسيكي لأنها تحب ذلك ولأني لا أريد شيئاً سوى سعادتها. أذهب في عطلة وحدي لأني أحتاج ذلك. أغيّر مهنتي لأني أحتاج أن أتقدّم على الصعيد المهني….
اشرحي من دون أن تبرري قراراتك
لا تبرري نفسك أبداً عندما تتعرضين للانتقاد. ستصبين الزيت على النار وهذا مريع!
احتفظي بالتبريرات التي وضعتها على الورقة لنفسك واشرحي “للمعتدي” بهدوء إنما بحزم أنك ممتنّة جداً لمساعدته، لكن الخيار خيارك وأنك لا ترغبين في مناقشة الموضوع.
في هذه المرحلة من الحوار، يُفترض بجوابك هذا أن يردع المنتقد. أنت تعرفين تماماً ما تريدينه ولا تحتاجين إلى أن تحمي نفسك أكثر.
إذا لم يحصل ذلك، فاستديري وابتعدي. لعل الأمر الأساسي هنا هو أنك وضعت بيادقك على رقعة الشطرنج. لا وجود للشعور بالذنب بعد الآن وستتمتعين بثقة أكبر بنفسك.