Site icon التربية الذكية

ما تحتاج الأم المغتربة أن تسمعه منكم

الأم المغتربة

premium freepik license

الأم المغتربة

كانت حرارتها مرتفعة، أخبرها الطبيب أن عليها أن تستريح، لكن كيف لها أن تستريح وطفلتها الصغيرة تحتاج إلى تناول الطعام، لا حل بديل، يجب أن تنهض. وكيف لها أن تستريح وابنها يحتاج إلى مَن يقلّه إلى مسابقة السباحة في النادي الذي تفوّق فيه، سيحزن حتماً إن لم يتمكن من المشاركة والفوز، لا حل بديل، يجب أن تنهض. وماذا عن طلبات أولادها التي لا تنتهي، طبعاً لا بديل أيضاً، لا بدّ من أن تنهض.

جلست تبكي مرهقةً متعبةً محطّمة من الداخل والخارج، تتذكر حديث صديقتها التي تعيش في أرض الوطن: أرسلتُ أطفالي إلى منزل والدتي اليوم، فأنا مرهقة وأحتاج إلى القليل من الراحة. ثم تذكّرت أن لا وقت حتى للبكاء، لا بديل.. عليها أن تنهض.

هي مأساة تعيشها الأمهات في بلاد الغربة، مأساة حقيقية، لا يتحدّثن عنها لأهلهن كي لا يشعروا بالحزن حيال وضعهن ويقلقون عليهن. ولا يتحدثن عنها لأزواجهن كي لا يشعروا أنهن ضعيفات وغير قادرات على تحمّل المسؤولية.

يظن الجميع أنهم بخير، حياة مترفة بعض الشيء وكل المستلزمات المادية متوفرة. لا أحد يعلم حجم الأزمة التي يعشنها، حجم النقص العاطفي والحاجة إلى الأهل والدعم والإهتمام. وربما الحاجة فقط إلى بعض الراحة.

كنتُ أتحدث عن صديقتي، تلك المرأة القوية الصامدة رغم كل الظروف، التي لا تتوفر لديها ميزة وجود البديل ولو لبعض الوقت. وجود أم أو أخت أو صديقة تساندها إن احتاجت لبعض المساعدة. وجود أحدٍ يعتني بابنتها في أولى فترات الولادة غير زوجها. ووجود أمٍ تبقى بالقرب منها وتقول لها “استريحي قليلاً، أنا هنا، أنا سأهتم بطفلتك”.
أتدركون أنهن يفتقدن إلى أهلهن في كل المناسبات؟ أعياد ميلاد أطفالهن، أعيادهن، وكل المناسبات الرسمية. يدمع قلبي حين أذكر أنها اضطرت أن تلد دون وجود أختٍ أو أمٍ بالقرب منها.

الأم المغتربة هي حقاً نموذج المرأة القوية المستقلة الصامدة بوجه التحديات.

مَن لديه إبنة أو أخت أو صديقة أسست أسرة بمفردها في بلاد الإغتراب. إليكم بعض ما تحتاج إليه ولا تخبركم به:

سماح خليفة

Exit mobile version