الدور العاطفي للأم أو الأب مبني على الحب والمودة والاحترام. إنه جزء أساسي من كونك أباً أو أماً . ولكن هناك ما يجب التنبه منه . دورك كوالد ليس فقط عاطفيًا. وطفلك ليس صديقك.
الواقع أن جزءاً كبيراً من دور الأهل هو وظيفي.. بالنسبة للطفل الصغير، ذلك يعني إطعامه وتغيير حفاضاته وتحميمه وإعالته. أما ابن الثماني سنوات فدورك الوظيفي كأب أو أم هو أن تحرص على جعله ينجز واجباته فيما سيكون عليك عند رعاية ابن الخامسة عشرة سنة أن تفرض عليه بعض الحظر المسؤول.
الحقيقة أن الأم التي تحب طفلها عاطفياً لكنها تهمل دورها الوظيفي ، ستعرض طفلها إلى أن ينضج بدون أن يصبح شخصاً بالغاً . ان دور الأبوة والأمومة العاطفي والوظيفي يسيران جنبًا إلى جنب. ليس من الصحي غلبة جانب على آخر .. فممنوع أن تتغلب العاطفة على الوظيفة أو العكس.. فالطفل بحاجة لكلا الوجهين.
وعلى الأهل أن يفهموا أن كمية العاطفة مقابل الواجب أو الوظيفة تتغير مع الوقت فعندما يكبر الطفل سيكون بحاجة إلى دور الأهل الوظيفي أكثر من دورهم العاطفي لأن الهدف من تربية الأطفال الأكبر سناً هو إعدادهم لليوم الذي سيعيشون فيه بدونك.
قد لا يحب طفلك دورك الوظيفي
قد يرغب أحد الوالدين في الشعور بالارتباط العاطفي مع طفله الأكبر، ولكن في نفس الوقت، يجب على الوالد القيام بأشياء وظيفية قد لا يحبها الطفل. على سبيل المثال، يحتاج الآباء إلى وضع حدود لأطفالهم، وقد يكره طفلك وقد يقاومك عندما تضع حدودًا.
ولكن وضع الحدود هو وظيفة صحية، وعليك القيام بذلك من أجل طفلك. الحدود هي كيف يتعلم الأطفال معرفة ما هو آمن وما هو غير آمن. وما هو مناسب وما هو غير مناسب.
الأهل هم السلطة بالنسبة للطفل ودوركم كأهل ومسؤوليتكم هو تحمل زمام هذه السلطة.. هل لديك علاقة عاطفية مع طفلك؟ نعم. لكن إذا حاولت أن تكون صديقًا لطفلك، فإن ذلك يأتي على حساب سلطتك الأبوية ، وهو ما سيقوض دوركم كأهل.
طفلكم قادر على العثور على صديق آخر ، ولكن لا يمكنه العثور على أم أخرى أو أب آخر. أنت وحدك والد أو أم طفلك ، ولهذا السبب عليك أن تكوني الأم أو الأب وليس الصديق.
وإذا كنت أنت بحاجة إلى صديق ، أقترح عليك أن تبحث في مكان آخر ولا تنتظر أن يصبح طفلك صديقك.
لا تبح بالكثير لطفلك
أعتقد أنه يمكنك البوح ببعض الأشياء للطفل دون أن تحوله إلى صديق حميم مقرب. ولكن عليك أن تكون حذراً.
أحد الأشياء التي يمكنك البوح بها للطفل هي عبارة “لا يمكننا تحمل تلك التكلفة”. إنها عبارة واقعية فيها تشرح الحدود المالية التي يجب أن تعيش في ظلها.
ولكن ما لا يجب أن تبوح به للطفل هو ، “لا أعرف كيف سأدفع الإيجار هذا الشهر.” . الطفل غير مهيأ عاطفياً لشيء كهذا فذلك يجعله قلقاً على أمر ليس بيده حيلة تجاهه .. البوح بصعوبة كهذه للطفل أمر غير صحي.
لدى الأطفال ما يكفيهم من المخاوف والقلق لمواجهتها ومعالجتها لذا لا تزيدوها بأن تبوحوا لهم بمشاكلكم أنتم كأهل .. بدل أن تتخذوا طفلكم صديقكم ، اتخذوا شريك حياتكم أو أي صديق بالغ ملاذاً لتشكوا لهم همكم.
أعتقد أنك بحاجة إلى أن تكون والدًا لطفلك وأن تكون محبًا ومهتمًا ومسؤولًا. لكن ابحث عن الأصدقاء في مكان آخر.
اقرأ أيضاً:
طفلك ليس صديقك
كيف تتوقف عن اتخاذ طفلك صديقاً لك