الطفل العدواني: لو تعلّمت في سن الثالثة من عمرك أنك ستكون أول من يلعب بالزلاجة إذا تصرّفتَ بعدوانية وقمتَ بدفع باقي الأطفال، إذن ستكون في سن الثلاثين من بين هؤلاء الأشخاص الذين يتدافعون ويغلقون قبضة يدهم بقوة (استعداداً للقتال) للدخول إلى المترو أولاً.
تعد الطفولة الموضوع الذي يتجه علماء النفس إلى معالجته دائماً. معتبرين أن أغلب مشاكل الراشدين تنحدر من الطفولة. وذلك لأن المرء يكوّن طباعه في التعامل مع العالم من حوله وشخصيته ككل في سنواته الأولى.
خصائص الشخصية هي عملية تتكوّن بشكل أساسي عبر الرسائل التي نتلقاها من الأهل والأقارب والمعلمين والأصدقاء. بالتالي، من المهم جداً أن يتلقى الطفل الرسائل بدءاً من أبكر سن ممكن بغية الحصول على المعايير الصحيحة المتعلقة بالصواب والخطأ، وحول ما يجب فعله وما يجب الإمتناع عن فعله.
من المهم أن نفهم أن الطفل، حتى حين يتواجد في الملعب، يلعب دوراً ضمن نموذج صغير من المجتمع ومن العالم الذي يعيش فيه. هناك قواعد يجب اتباعها في الملعب سواء كانت مكتوبة أو غير مكتوبة.
ما هو الفارق بين طبع الطفل وشخصيته؟
يمكن تعريف الطبع بكونه مجموعة من السلوكيات المميزة الفطرية البديهية، التي تولد معنا والتي تستمر بشكل عام طيلة حياتنا.
يتم تحديد الطبع وفق خصائصنا العصبية الفريدة. تحدد مجموعة السلوكيات الفطرية هذه، التي تتضمن تصرفاتنا وتفاعلنا، طريقة الطفل (وطريقتنا) في اختبار العالم الذي يحيط به والتعرف عليه.
قدرتنا على التعرف إلى خصائص حالتنا المزاجية بأنفسنا، أو تلك التي يحملها أصدقاؤنا أو زملاؤنا في العمل، وكذلك تلك التي يحملها أطفالنا، تُعَد أداة مهمة لفهم سلوك واحتياجات الآخرين.
كما أنها تساعد الأهل على توجيه أطفالهم بشكل يضمن احترام اختلافاتهم والاحتياجات الخاصة لكل طفل.
عبر استيعاب وفهم حالة الآخرين المزاجية، يمكننا أن نتعامل معهم بدلاً من محاولة تغييرهم.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد التعرف على طبع الطفل في فهم سلوكه وتصرفه بشكل أفضل، وكذلك في التنبؤ بردة فعله وتفهمها.
حددت الأبحاث العلمية تسع سمات أساسية للطبع: مستوى النشاط، الانسجام أو الالتزام بالنظام (بالإشارة إلى الاحتياجات البيولوجية)، الاقتراب أو الانسحاب (القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة)، والقدرة على التكيف بشكل عام، غنى الحواس، نوعية المزاج، حدة ردود الفعل أو الأجوبة، التشتت والمثابرة أو مدة التركيز.
تتغذى العدوانية من نفسها!
- ليس من الجيد أن بعامل طفلكم الحيوان بطريقة سيئة.
- ليس من الجيد أن يتصرف طفلٌ بعدوانية عندما يقف في الصف بانتظار دوره للعب بالزلاجة، كما أنه ليس من الجيد أن يدفع طفلاً أمامه لدفعه إلى الاستعجال.
- وليس من الجيد أن يضرب طفلكم طفلاً آخر.
- ليس من الجيد أن يأخذ طفلكم ألعاب الآخرين دون طلب الإذن.
- وليس من الجيد أن يرمي طفلكم الرمل في عيني شخص آخر.
- ليس من الجيد أن يستخدم طفلكم الارجوحة لمدة نصف ساعة، بينما يقف أطفال آخرون في الصف بانتظاره.
- ليس من الجيد ألا يعرف طفلكم متى يجب أن يقول “أنا آسف”.
- وبشكلٍ خاص، ليس من الجيد أن تحصل أمور كالتي تم ذكرها للتو أمام الوالدين أو الأجداد الذين لا يتدخلون بأي شكل من الأشكال ولا يعلمون الطفل السلوك الصحيح.
لا يستطيع الأطفال أن يعرفوا ما هو صواب وما هو خطأ ما لم نقل لهم شيئاً. لا يمكن للأطفال أن يتعلموا بأنفسهم لا يعرفون معايير التربية السليمة، كالصبر والتعاطف مع الآخرين والاهتمام بالآخرين ومشاركة مساحة مشتركة مع الآخرين، ما لم يتم تعليمهم ذلك.
أيها الأهل، إذا قمتم بتربية أطفالكم على أن يكونوا لطفاء مع الآخرين وأن يعلموا أنهم لن يحصلوا دائماً على ما يريدونه، فقد قمتم بعملٍ رائع.