تعتقدين أنّ هذه المشكلة في التغذية تتعلّق بعلاقتكما معاً. كلّما شدّدت على تناولها وجبات الطعام، كلّما قاومت ابنتكِ أكثر. كلّما أصرّيتِ كلّما زاد عنادها.
أصبح الأكل وفكرة تناول الطعام فرصة لمعركةٍ طاحنة، وصراع توازن قوي صعبٌ جدّاً بينكِ وبينها. تؤنّبينها على عدم تناول الطعام وينتهي بكِ الأمر إلى معاقبتها وحرمانها من كلّ شيء!
لا حلوى، لا وجباتٍ خفيفة، لا حلويات، ولختام لائحة العقوبات، لا وجبات لها نهائيّاً بمجرّد أن تقول إنها لم تعد جائعة.
هذا الوضع، هذه المبارزة، هذه “الحرب” تُرهق كِلاكما. يبقى الحلّ الوحيد هو أن تتركيها، أن لا تُعاندي وتفرضي عليها إرادتكِ مهما كان الثمن. دعيها تأكل ما يحلو لها. اقترحي عليها أحياناً أن تجضّرا الطعام معاً، أو أن تحضّر الوجبة بنفسها. إذا لم تكن ترغب سوى في قضم جزرة نيئة أو حبّة طماطم مع رشّة من الملح، لِمَ لا؟ إذا تناولت على العشاء الكورنفليكس مع اللبنة، لمَ لا؟ لمَ لا تدعيها تتناول الغداء من كافيتيريا المدرسة ومع العائلة كلّما سنحت الفرصة؟
غالباً ما تكون الوجبات العائليّة عبارة عن لحظاتٍ من الحوار، الاسترخاء، والودّ. تقولين بنفسكِ إنّ الأمر يتحوّل في كلّ مرّة إلى دراما!
إيقاف هذه الدوّامة أمرٌ طارىء. كونها تأكل جيّداً عندما لا تتواجدين يجرحُكِ. وأنتِ حتماً تعتقدين أنّكِ لستِ أمّاً جيّدة فيما يتعلّق بأمور “التغذية”. هل سألتِ نفسكِ عن الطريقة التي كانت تعتمدها والدتكِ في تغذيتك؟ أيّ نوعٍ من الأطفال كنتِ؟ ما كان ذوقكِ أو عاداتكِ في الأكل؟ وفي مرحلة المراهقة، كيف تعاملتِ مع الطعام؟ هل كان ملجأً للهروب؟ هل كان تعويضاً عن الحبّ؟
باختصار، حاولي أن تجدي صلة وصلٍ بين الصعوبات التي تواجهينها مع ابنتكِ وبين ماضيكِ. يمكن أن يساعدكِ فهمك الأوسع للأشياء التي تعاود التكرار مرة تلو الأخرى، على أن تفلتي سيطرتكِ المحكمة وتدعي الأمر، بكلّ بساطة، يمرّ.
العلاقةمع الطعام قد تستمر مع الانسان طوال العمر. إذا كان أكل ابنتك قليلاً ولكنك ترينها نشيطة وبصحة جيدة فهذا مؤشر إلى أنها تحصل على حاجتها من الطعام أما إذا كانت هزيلة تمرض كثيراً ففكري عندئذ بجودة الطعام الذي تقدمينه لها وفي هذه الحالة عليك ان تحاولي التركيزعلى إطعامها كمية أكبر. وحاولي إعطاءها الزنك فهو يحسن المذاق ويجعل الطفل يقبل على أصناف جديدة من الطعام.