كيف تقنعون طفلكم أنه دائماً على حق؟
من خلال البقاء دائماً في صفه! حين يخبر أستاذه أنه ارتكب خطأً ما، تدافعون عنه. وعندما يشتكي الجار من الأضرار التي سببها طفلكم لنافذة منزله، تدافعون عنه. وحين يقول أصدقاؤكم أن ابنكم وقح، تدافعون عنه أيضاً.
مجدداً ودائماً تكونون في صف ابنكم، حتى لو كان سلوكه سيئاً. حتى لو استغل خوفكم عليه واهتمامكم وتصرف بطريقة خاطئة، ومهما حاول جميع من حولكم تحذيركم قبل فوات الأوان.
في الحقيقة، أنتم لا تفهمون حتى ما الذي يدفع الجميع إلى التحدث بطريقة سيئة عن طفلكم. ففي نظركم يبدو طفلكم مثالياً. بالتأكيد، هو يرتكب أخطاء، لكن أخطاءه ليست أكبر أو أكثر من باقي الأطفال. إذاً، ما السيء في الأمر؟
يكمن الضرر في أنكم تبررون كل تصرفات طفلكم. حتى التصرفات العدوانية والسامة والخطيرة. أنتم لا تتعامون عن الأخطاء التي ارتكبتموها في تربيته.
وأنتم مستمرون على هذا النحو. في الواقع، إذا واصلتم السير على نفس الدرب، ستفسدون طفلكم بالكامل وتؤذونه. وبالتالي ستفقدون السيطرة على الأمور تماماً، وفي هذه الحالة لا تستطيعون إلقاء اللوم سوى على أنفسكم.
من السهل جداً إفساد طفلكم أثناء تربيته. إليكم كيفية القيام بذلك:
1- دافعوا عن طفلكم مهما حصل
هل قام بلكم زميله في الصف؟ بالتأكيد أن زميله هو مَن بدأ بمضايقته! لقد قال لوالدتِكَ بأنها غبية وعجوز؟ حسناً، إنها الحقيقة على أي حال! أنتم تبررون كل تصرفات طفلكم.
ومع ذلك، أنتم ترون أن باقي الأطفال في سنه لا يتصرفون بنفس الطريقة. وتعلمون أن الأمر ليس سليماً. لكنه صغيركم ولا تستطيعون منع أنفسكم من الدفاع عنه. فكروا في المعاناة التي ستمرون بها حين ستفهمون أن طفلكم أصبح شخصاً بالغاً عدوانياً ومنعزلاً بسبب أسلوبكم في تربيته.
2- تحملوا مسؤولياته
مهما فعل، هذا ليس ذنبه. تخلصونه من مسؤولياته وتتجملونها بأنفسكم. ففي الواقع، إذا كسر طفلكم هاتف شريك حياتكم الخليوي على سبيل المثال، تقولون شيئاً كالتالي “هذا ليس ذنبه، أنا مَن أعطيته الهاتف، ولم أنتبه له”.
أو ما هو أسوأ من ذلك، تكذبون وتغيرون الحقيقة كاملةً لأجله “أنا مَن تسبب بهذه الفتحة في الباب حين وقعت”، فيما يكون طفلكم هو مَن قام بركل الباب. أنتم تظنون طبعاً أنكم بهذه الطريقة تقومون بحمايته، لكنكم قبل كل شيء تقومون ببناء شخصية شخص بالغ لا يعرف كيف يشعر بالتعاطف.
3- تجاهلوا موضع الأخلاق
حين لا تفسرون لطفلكم أهمية التزاماته اتجاه المجتمع، فأنتم لا تغرسون فيه الحس الأخلاقي. وبالتالي فهو لا يعرف ما هو صواب فعله وما هو غير مقبول.
ومع ذلك، إذا كنتم ترغبون أن يصبح طفلكم شخصاً جيداً، يجب أن تشرحوا له الفرق بين الصواب والخطأ. إنها الوسيلة الوحيدة لدفعه إلى اتخاذ قرارات لصالحه ولصالح الآخرين.
هذا ما يمنع من أن بصبح رجلاً أنانياً.
اقرأ أيضاً: التربية الغبية : كيف تفسدون طفلكم