إن خوفكم من أن يتعرض طفلكم لمحتوى مزعج غير لائق هو حقيقي. فعاجلاً أم آجلاً، ستواجهون حتماً مشكلة كهذه.
ففي الحقيقة، الإنترنت مزدحم ومليء بأي شيء وبكل شيء. فبينما تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت بشكل عام بجوانب جيدة، إلا أنها تحتوي أيضاً على الكثير من السلبيات.
من الناحية الإيجابية، يوفر لنا الإنترنت:
- كتب وقت نشاء
- مسلسلات مثيرة للاهتمام
- نظام تعليمي أوسع وأكثر غنىً
- وسيلة للبقاء على تواصل مع جميع أحبائنا
- إمكانية العمل بشكل مريح من المنزل
- طريقة لتطوير معرفتنا
- وسيلة لاكتشاف حضارات وثقافات جديدة
- إلى آخره…
من الناحية السلبية، الإنترنت هو أيضاً مصدر ل:
- تلفيق معلومات خاطئة
- ترويج عقائد باطلة
- الترويج لمحتويات سياسية وعرقية وجنسية
- الإدمان على العالم الافتراضي
- التفكك الاجتماعي
- إلى آخره…
بكل وضوح، قد يتعرض طفلكم عن طريق الخطأ لمشاهدة محتوى غير لائق بالنسبة له. سواء كان هذا المحتوى يتعلق بمشاهد عنف أو جنس أو أي موضوع آخر لم تتح لكم الفرصة للحديث معه بشأنه بعد.
قد يكون ذلك لأن المحتوى لا يتناسب مع عمر طفلكم أو ببساطة لأن الموضوع حساس لدرجة أنكم لم تجدوا الكلمات المناسبة لشرحه بعد. في إحدى اللحظات، أثناء مشاهدة طفلكم للرسوم المتحركة المفضلة لديه على يوتيوب، يقوم بالضغط على إعلان ملون ينقله إلى موقع للبالغين.
وبسبب المعلنين وحملات التسويق ، تظهر مقاطع متنوعة من جميع الجهات. وذلك خلال تصفحكم لتطبيق الأخبار اليومية ، أو عندما تستخدمون أي تطبيق على هاتفكم أو تشاركون في لعبة بريئة.
يمثل هذا الأمر مشكلة بشكل خاص عندما يشاهد طفلكم الرسوم المتحركة أو فيلماً على اليوتيوب. تتم مقاطعة الفيديو بشكل مستمر من قبل إعلانات مختلفة أو محتوى لا يمكنكم التحكم فيه.
خوفكم من أن يتعرض طفلكم لمشاهدة محتوىً غير لائق، هو خوف واقعي. عاجلاً أم آجلاً، ستواجهون مشكلة كهذه. بهذه الطريقة يواجه الأطفال محتوى غير لائق للمرة الأولى في حياتهم.
وبالتالي، بعض الموضوعات سيتعرفون عليها في وقتٍ أبكر من المتوقع.
ما الذي عليكم فعله حينها؟
سيشعر الطفل بالارتباك بسبب ما رآه. يمكن فهم هذا الأمر فهو طبيعي ومنطقي. عليكم تحديد وضبط طريقة تحدثكم وفقاً لعمر الطفل. تحلوا بالهدوء والتماسك، خذوا نفساً عميقاً واسألوا الطفل عما رآه.
دعوه يشرح لكم بواسطة كلماته الخاصة. اسألوه عما يشعر به، وإن كان خائفاً. اشرحوا له أن هذا المحتوى لا يجب أن يثير اهتمامه، وأنه لا يتعلق بالأطفال.
وأضيفوا قائلين إنكم حتى أنتم كأشخاص راشدين لا تشاهدون هذا النوع من الأشياء. امنحوا طفلكم فرصة للرد عليكم واتركوا له مساحة للتحدث عما رآه إذا كان يرغب بذلك.
لا جدوى من الصراخ والمنع: لا أريد أن أراك تشاهد أموراً كهذه مرة أخرى…
إنه ليس خطأ طفلكم إذا رأى محتوىً كهذا بنفسه. عبر الصراخ والانفعال والغضب لن تحصلوا سوى على تأثير مضاد. ومن ناحية أخرى، الإجابة المرتكزة على الخوف، أو عدم الإجابة بحد ذاتها، قد يؤديان إلى زيادة اهتمام الطفل.
طمئنوا الطفل عبر إخباره أنكم لستم غاضبين منه، لا ترتعبوا، تحدثوا إليه وكرروا أن المحتوى الذي رآه ليس مخصصاً للأطفال.
تكمن المشكلة الكبرى في مشاهد العنف والضرب والتحرش التي تظهر على الشاشة الكبيرة. يتم عرض مشاهد كهذه أثناء النهار أو الليل كله من خلال تقارير الإعلام والأخبار والنموذج التلفزيوني المعروف باسم “تلفزيون الواقع”.
مشاهد الوحشية والابتذال والمشاحنات والمشاهد البشعة، ومشاهد استهلاك الكحول كثيرة جداً ! أصبح من الصعب جداً فصل الأطفال عن هذا النوع من المحتوى – ليس لأن الطفل يرفض
وسائل التواصل الاجتماعي : كيف نحولها من عدوٍ لأولادكم إلى حليف لهم ؟
، بل لأنه موجود في كل مكان !
مع الأسف، عاجلاً أم آجلاً سيواجه طفلكم مثل هذه المشاهد.
على سبيل المثال:
على الرغم من أنكم لا تشاهدون أفلام عنف، أو الأخبار أثناء وجود طفلكم. إلا أنه يذهب لزيارة أجداده وأصدقائه. وهناك يشاهد التلفاز. فيظهر له مشهد مرعب على الشاشة.
يرى الطفل ذاك المشهد ويشعر بالخوف. فهو لا يفهم ما رآه للتو. طبقوا نفس التقنية التي قدمناها لكم فيما يتعلق بالمحتوى الذي يمكن لطفلكم مشاهدته أثناء متابعة الرسوم المتحركة على اليوتيوب.
تحدثوا إلى الطفل وأجيبوا عن أسئلته بصدق، ووفقاً لعمره. مهما كان مدى حرصكم، مع الأسف لن تتمكنوا من التحكم بكل شيء.
إحدى الأدوات التي تستطيعون استخدامها في منزلكم، هو تطبيق يساعدكم على منع الوصول إلى محتوى معين قد يكون غير لائق لطفلكم.
أخيراً، طمئنوا طفلكم أنكم لستم غاضبين منه، لا ترتعبوا، تحدثوا إليه وكرروا أن المحتوى الذي رآه ليس مخصصاً للأطفال.
اشرحوا للطفل بهدوء أنه حتى الأشخاص البالغين ليس لديهم رأي إيجابي حول هذا المحتوى ولا يشجعون مشاهدته.