الأطفال الصغار النشيطون والأصحاء يقومون بالعديد من الأمور التي تقلق أهاليهم أو تزعجهم أو تثير أعصابهم. إن ابنك منشغل باكتشاف العالم كله من حوله ويجد في كل شيء تجربة مثيرة. يعتبر إسقاط اللعب والطعام طريقة عظيمة لاكتشاف الجاذبية كما أن تمزيق الورق يصدر صوتاً ويخلّف شعوراً جميلاً. لا يشعر طفلك بعد بأنه مرتاح في جسده وبالتالي فإن كل يوم قد يكون مختلفاً عن اليوم الذي سبقه. قد يقرر أن الصراخ يسليه ويفعل هذا لساعات ولعله سيحب التسلق على الأثاث. ولسبب ما، يكتشف الصبيان أجهزة التحكم عن بعد والهواتف بسرعة. يخشى الأهل أحياناً أن يتحول الصبي الصغير إلى طفل مزعج من دون انضباط وتأديب.
وقائع
لا يملك ابنك بعد القدرة على الربط بين السبب والنتيجة وبالتالي فإن مسألة النتائج لن تفلح معه إلا في مرحلة لاحقة عندما يصبح اكبر سناً. إن أفضل طريقة مع ابنك الصغير هي الكثير من المراقبة والإشراف وإزالة كل ما ينبغي ألا يلمسه وتوجيهه نحو نشاطات مقبولة.
ربما سيسرك أن تعلمي أنك تستطيعين الاسترخاء بالنسبة إلى مسألة التأديب لاسيما خلال السنة الأولى من حياته. فهو لا يحتاج إلى تأديب بالمعنى التقليدي؛ في الواقع، عندما يتحدث معظم الأهل عن التأديب فهم يعنون فعلياً العقاب. والأطفال لا يحتاجون إلى عقاب أبداً.
ما نعنيه بالتأديب هنا هو التعليم. ما يحتاجه الأطفال الصغار في سنتهم الأولى وخلال سنوات حياتكما معاً هو الكثير، الكثير من التعليم. ويكون التعليم أفضل إذا ما اقترن بالصبر واللطف والاحترام.
هل يحتاج الصبيان الى التأديب أكثر من البنات؟
غالباً ما يعتقد الأهل أن الصبيان يحتاجون إلى التأديب أكثر من الفتيات وهم يسارعون احياناً إلى استخدام الوسائل الجسدية «لتلقينه درساً». إلا أن الصبي سيتعلم احترام الحدود (واحترامك) فيما هو يكتسب المهارات الكلامية والانفعالية وفيما هو يبني علاقة تقوم على المحبة والاحترام معك. إنّ الصوت الحازم والاستعداد للتحرك وإبعاد طفلك بلطف عن الأشياء التي ينبغي ألا يلمسها هي أفضل الطرق في أغلب الأحيان، وسيتوجب عليك أن تفعلي هذا مرات عدة. لا تنفع الكلمات وحدها مع الطفل الصغير كما أن الصراخ سيجعلكما تشعران بالسوء. يبقى التصرّف الحازم واللطيف والكثير من التعليم الخيار الأفضل.