رعاية الطفل والعناية به
أنا كأي أم أحتاج في بعض الاحيان الى الخروج من البيت.. ليس بسبب الحاجة إلى شراء شيء ما بل بسبب حاجتي للابتعاد عن مسؤولية أطفالي وأخذ فترة راحة قصيرة من الأمومة.. قد يبدو ما أقوله أنانية .. أليس على الأم ادخار نفسها وطاقتها لأطفالها.. نعم أوافقكم الرأي ولكن هل عليها ادخار نفسها طوال الوقت..
لن يفهم ما أقول إلا أماً مثلي.. ليس في الحياة ما هو أصعب من الأمومة . فالأم دوامها ليس لساعات بل لأربع وعشرين ساعة.. فإن مرضت سيكون عليها حتى وان كانت مريضة النهوض والام إن شعرت بإرهاق شديد، سيكون عليها رغم ارهاقها أن تستمر في أعمالها والام حتى لو شعرت بأن أعصابها بدأت تؤلمها من شدة ما انفعلت ومن شدة ما ركضت وراء هذا او ذاك من أطفالها ، سيكون عليها أن تتحمل.. أحياناً ستحتاج الام الى ساعة أو ساعتين من الراحة .. وأحيانا قد ترغب بالخروج مع زوجها وحدهما .. ولكن مع من يمكنها ترك أطفالها؟ ما هي مواصفات هذا الشخص الذي سيكون عليه رعاية الطفل في غيابها.. أما المرأة العاملة سيكون عليها التدقيق أكثر فأكثر في مواصفات الشخص الذي سيرعى اطفالها في فترة غيابها. وماذا لو كنت أماً تربي طفلها وحدها؟
تحتاج الأم التي تربي ابنها وحدها لأن تجد من يرعى طفلها لأن البقاء معه في المنزل ليس بالخيار المتاح أمامها عادة. كيف تتأكدين من أن الشخص أو المؤسسة التي تتركين طفلك الحبيب في عهدتها ستُحسن رعايته والاعتناء به؟
ثمة طرق عدة لتأمين الرعاية لطفلك عندما لا تستطيعين أن تتواجدي معه. يمكنك أن تجدي جليسة أطفال أو تطلبي من أحد أفراد أسرتك رعاية الطفل في منزلك أو يمكنك أن تبحثي عن شخص يقدّم الرعاية في منزله أو يمكنك أن تختاري مركز رعاية مجهّزاً بأمكنة خاصة وبفريق عمل مدرّب.
مما لا شك فيه أن المواصفات المطلوبة لتربية الطفل بشكل مناسب هي نفسها الصفات التي ينبغي أن تتوفر في من يتولى رعاية الطفل. مهما كان من اخترته لرعاية طفلك، على هذا الشخص أن يكون مدرباً بشكل مناسب وأن يتمتع بمعرفة واسعة في ما يتعلق بنمو الطفل وتطوره وأن يكون صاحب فلسفة تربوية تناسبك وتريحك.
إليك بعض الأمور التي ينبغي مراعاتها عند اختيار من يرعى ابنك ويعتني به:
- إذا اخترت جليسة أطفال لتجالسه في منزلك فهل هذه المرأة مدربة على الاسعافات والانعاش وعلى العناية بالأطفال؟
- هل زودتها بأرقام الهاتف للاتصال بك وبالتعليمات الخاصة لرعاية طفلك؟
- هل يمكن لهذه الجليسة أن تقدم لك مراجع لتتأكدي من خبرتها؟
- إذا اخترت شخصاً يقدم الرعاية في منزله، فهل هذا الشخص حائز على رخصة للعمل؟
- إذا قررت ان تأخذي طفلك إلى مركز رعاية، فهل هو نظيف وحسن التجهيز؟
هل مركز الرعاية أو الحضانة مرخصين؟
اطلبي البقاء للمراقبة قبل أن تتركي ابنك في الحضانة :
- هل يعرف فريق العمل كيف يتواصل مع الأطفال الصغار؟
- هل تم تدريب العاملين في المركز في مجال تربية الأطفال الصغار ونموهم؟
- يجب أن تعرفي أيضاً كيف يتعامل مركز الحضانة مع مسألة التأديب وما إذا كان المكان ساراً ومناسباً للأطفال.
إن نوعية الرعاية التي تقدمينها لطفلك مهمة للغاية ففي العديد من الحالات يمضي الأولاد وقتاً طويلاً مع من يرعونهم بقدر الوقت الذي يمضونه مع أهاليهم. ويمكن للرعاية غير المناسبة أن تؤثر سلباً في صحتهم وسلامتهم ونموهم في حين أن الرعاية الجيدة يمكن أن تعزز تعلّمهم وتطوّر مهاراتهم الاجتماعية. وسواء تركت طفلك كي تعودي إلى العمل أو كي تهتمي قليلاً بنفسك، فستمنحينه فرصة أن يتعلّم أنك عندما تتركينه فستعودين دوماً وأنت مسرورة برؤيته مجدداً. إن رعاية الطفل مسألة ضرورية في حياة معظم العائلات لكن احرصي على أن تكون الرعاية التي تقدمينها لابنك خلال سنوات عمره الأولى هي أفضل رعاية يمكنك أن تجديها.