الأطفال العباقرة ، منذ الطفولة، لديهم قدرات أعلى من معدل قدرات الأطفال في السن عينه. لديهم بشكل عام موهبة أو عبقرية في مجال فكري واحد أو أكثر.
يُظهر بعض الأطفال، من العمر عينه، مهارات وقدرات أفضل من غيرهم. يتمتع الأطفال العباقرة بقدرة إدراكية كبيرة ويمكنهم تحقيق أشياء عظيمة، خاصة في المجال المعرفي حيث يتطورون أكثر.
يحتاج هؤلاء الأطفال إلى التعليم في ظل ظروف خاصة تمنحهم الفرصة لتطوير القدرات المتفوقة التي يظهرونها. يجب ألا نجبرهم أبدًا على أن يصبحوا عباقرة ، بل يجب أن نجهزهم بالأدوات التي يحتاجونها لتطوير مهاراتهم.
ما هي خصائص الأطفال العباقرة؟
من هو الطفل العبقري؟
نتحدث عن طفل عبقري عندما يكون لدى الطفل الصغير ، منذ سن مبكر، قدرات إدراكية أعلى بكثير من متوسط قدرات الأطفال في العمر عينه. على وجه الخصوص في بعض المجالات الفكرية.
يمكن للأطفال العباقرة أن يكونوا متفوفين وموهوبين في مجال واحد فقط أو أكثر. هؤلاء ، على سبيل المثال، أطفال ذوي قدرات كبيرة في الرياضيات والرسم والموسيقى واللغات ، إلخ.
خصائص الأطفال العباقرة
يتمتع الأطفال العباقرة بخصائص تميزهم عن غيرهم من الأطفال. دعونا نرى بعضاً منها.
إنهم أطفال متطلبون للغاية
يحتاج هؤلاء الأطفال، في طفولتهم المبكرة، إلى تحفيز مفرط. كما أنهم يكتسبون التناسق الجسدي في وقت مبكر جدًا. في الواقع، يمكنهم حمل رؤوسهم منذ الشهر الأول من الحياة ويمكنهم حتى أن يتلفظوا بكلماتهم الأولى في عمر 5 أشهر.
إنّهم عصاميون
عادة ما يتعلم هؤلاء الأطفال القراءة والكتابة بأنفسهم وبسرعة كبيرة. تسمح لهم ذاكرتهم الكبيرة باكتساب مفردات كثيرة ولديهم فضول قوي لتعلّم أكبر قدر ممكن من المعلومات.
في كثير من الأحيان ، يعاني الأطفال العباقرة من مشاكل في المدرسة
يعتقد الكثير منّا أن الأطفال العباقرة أو الموهوبين يتفوقون في المدرسة. لكننا نلاحظ في كثير من الأحيان أن الأمر ليس كذلك. يفشل العديد من الأطفال ذوي القدرات العالية، تحديداً بسبب عدم توفر الإمكانيات والدعم الذي يساعدهم في تطوير قدراتهم الخاصة.
في الواقع ، يشعر الطفل الموهوب بالملل في الفصل، ينفصل عن الجوّ، ويصبح محبطًا فينتهي بالفشل. لكن ذلك لا يعود إلى افتقاره للمهارات.
“إذا أردت أن تكون حكيمًا، فتعلّم أن تسأل بحكمة، أن تستمع بانتباه، أن ترد بهدوء وأن تصمت عندما لا يكون لديك ما تقول.”
-جوهان كاسبار لافاتير-
يعيش الأطفال العباقرة مشاعر شديدة للغاية
يميل هؤلاء الأطفال إلى عدم تحمُّل الإحباط بالإضافة إلى أن لديهم حساسية خاصة تجاه أشياء معينة. قد يصبحون حزينين أو خائفين بعد مشاهدتهم لفيلم. كما أنّ إحساسهم بالعدالة عالي جدّاً ويُظهرون التعاطف المفرط عند مواجهة حالات عدم مساواة.
لديهم ذاكرة لا تُصدَّق
إنّ ذاكرتهم استثنائية على المدى القصير والطويل. الأمر عينه ينطبق على جميع أنواع الذاكرة الأخرى، بما في ذلك الذاكرة التخيلية (تذكُّر الأصوات والصور والأشياء بتفاصيل ودقة كبيرة).
يشكّكون في السلطة
يتحدى الأطفال العباقرة السلطة. ليس كشكل من أشكال التمرد بل لأنّهم لا يقبلون أي شيء يُفرض عليهم إذا لم يُناقَش بشكل صحيح ومُقنع. فهم لا يُطيعون بشكل أعمى بل يجب أن تكون القواعد ذات مغزى بالنسبة لهم، وإلّا فلن يتبعوها.
الأطفال العباقرة هم من الكماليين والمنافسين والناقدين للذات
يحبون القيام بالأشياء على أكمل وجه، دون أي خطأ. ويطلبون الكثير من أنفسهم وكذلك من الآخرين. بشكل عام، إنّهم يحبّون المنافسة ولديهم عادة التميُّز عن الآخرين. مما يمكن أن يجعلهم يغضبون إذا فشلوا.
خصائص شخصية الأطفال العباقرة
يظهر الأطفال العباقرة خصائص شخصية مميزة. نذكر بعضاً منها.
مندفعون وفضوليون
إنهم أطفال مندفعون وفضوليون يبحثون باستمرار عن المعلومات لمواصلة التعلم.
النقد الذاتي
إحدى ميزات شخصية الأطفال العباقرة هي قدرتهم الكبيرة على النقد الذاتي. إذا فعلوا شيئًا ما ، فإنهم يقضون الكثير من الوقت في تحليل ما يريدون وكيف سيفعلونه. إذا عدلوا عن فعله، فإنهم يفكرون فيما يمكنهم تغييره لجعله بالطريقة التي يتمنونها.
منعزلون ومتفانون وعصبيّون في بعض الأحيان
ا نهم أفراد وحيدون، ولديهم روابط اجتماعية أقل من غيرهم. في الواقع، جزء كبير من وقتهم مُخَصَّص للعمل مما يؤثّر على حياتهم الاجتماعية.
في سنّ المراهقة، يحاولون صقل هذه الموهبة التي يمتلكونها، لكن أصدقائهم من العمر عينه لا يفهمونها. لذلك ينتهي بهم الأمر إلى أن ينحوا هذه الموهبة جانباً. في بعض الأحيان، يمكن لهذا التفاني المفرط أن يتحول إلى مرض ويمنعهم من الشعور بالسعادة. ثم يصبحون مهووسين أكثر وأكثر بشأن الاستمرار في التعلم لذلك قد تظهر عليهم بعض العوارض العصبية.
إنّهم يعملون من أجل الشغف وليس من أجل المال
يكون الأطفال العباقرة أو الموهوبون، في مرحلة البلوغ، متحمّسين للغاية لعَمَلِهم ولا يسعون للحصول على مردود مادي بل يفعلون ذلك تلبيةً لنداء داخلي. بالنسبة لهم، تكمُن المُتعة الحقيقية في إتقان عملهم.
الُعقلاء هم الذين يبحثون عن الحكمة ؛ المجانين يعتقدون أّنهم وجدوها. “
-نابليون-
باختصار، الطفل العبقري هو طفل لديه موهبة وإمكانيات حقيقية في مجال أو أكثر من مجالات الذكاء. لكن هذا لا يضمن له النجاح. في الواقع، من الضروري أن يتمتّع هؤلاء الأطفال ببيئة مناسبة لهم بالإضافة إلى موارد كافية في المدرسة والمنزل للعمل على هذه القدرات. يجب ألا نجبرهم ، بل نحفزهم.
من المهم تذكُّر أنّ النقص في العطف والتحفيز وحتّى سوء التغذية يمكن أن تُؤثّر سلباً على ذكاء الأطفال. لذلك، يجب أن نكون منتبهين لكل هذه الجوانب لأنّ هذا هو ما يُحدّد ما إذا كان طفلنا سيصبح بالغًا ناجحاً أو بالغًا مُحبَطًا.