لماذا يميل الصبيان إلى العنف والركل ورمي الأشياء:
من المؤكد أن الصبيان يميلون أكثر من الفتيات لاستخدام العنف الجسدي والتنافس. قد يعمدون إلى الركل أو العض أو رمي الأشياء عندما يشعرون بالإحباط أو الهزيمة. يرى خبراء الكلام أن بعض العدائية يرتبط بتطور القدرة على استخدام الكلام؛ فغالباً ما يشعر الأولاد، الذين يعانون من بطء في التحدّث بوضوح، بالإحباط ويعبرون عنه على شكل غضب وتحدٍ.
يحتاج ابنك لأن يتعلّم أن إيذاء نفسه أو الآخرين أو إلحاق الضرر بالأغراض أمر غير مقبول أبداً، إلا أن إيذاءه وإيلامه لن يعلّمه هذا الدرس. بدلاً من ذلك، احرصي على أن تهدئي أولاً ثم ساعديه كي يهدأ بدوره (سيتعلّم عن الوقت المستقطع الايجابي لاحقاً). ابعدي طفلك عن الوضع أو عن الأولاد الآخرين إذا ما دعت الحاجة. بعدئذ، وعندما تصبحان قادرين على التحدّث بهدوء، ابحثا معاً عن حلول للمشكلة.
إذا ما تعلّق الأمر بأولاد آخرين فمن المفيد أن تستكشفا معاً ما قد يشعرون به. كما يمكنك أن تطلعي ابنك على ما تشعرين به: «أشعر بالحزن والقلق عندما تركل الكلب. الركل مؤذ» أو «أشعر بالألم عندما تضربني ولا يمكنني أن أسمح لك بذلك». حافظي على هدوئك فالصراخ ورفع الصوت لا يفيد أبداً.
فن المشاركة
إنّ المشاركة صعبة. في الواقع، لعلك تعرفين أشخاصاً راشدين لا يمكنهم أن يشاركوا جيداً. وغالباً ما يكون هذا مستحيلاً بالنسبة إلى الأطفال الصغار (الذين لم يتقبلوا بعد فكرة أنهم ليسوا محور عالم العائلة). تصبح المشاركة مهمة للأهل والمدرّسين عندما يبلغ الأولاد سن الثالثة أو الرابعة حيث من المرجح أن يصبح لديهم أخوة آخرين أو أن يصبحوا جزءاً من مجموعة أولاد. قد تقولين لابنك: «تقاسم مع أختك الصغيرة». من المرجح لسوء الحظ أن يزم شفتيه أكثر ويتمسك باللعبة حتى يتدرب على المشاركة ويعتاد الأمر.
يمكنك أن تساعدي ابنك على أن يتعلّم المشاركة عبر تخصيص الوقت لتعليمه. تذكري أن ابنك لا يعرف كيف يتفاوض أو يتوصل إلى تسويات وقد لا يتمتع بطلاقة في الكلام (أو بقدر كبير من التحكّم بالذات). يمكن أن تعلِّميه المشاركة عبر إعطائه مثلاً على ذلك: «هذه حلوى. سآخذ قطعة منها وسأتشارك ما تبقى معك». أو يمكنك أن تعلِّميه كيف يلعب كل واحدٍ بدوره: «سأرمي لك الكرة ثم تعيد رميها لي».
يمكنك أيضاً ان تدربي الطفل على أن يستخدم الكلمات معاً. يمكن على سبيل المثال أن تقولي: «أرى أنك تريد لعبة جيسي. ماذا يمكنك أن تقول لها؟». إذا قال طفلك: «من فضلك، هل أستطيع الحصول على اللعبة؟» فيمكنك أن تبتسمي ومن ثم تساعدي جيسي على التجاوب معه. (اعلمي أن الرد لا يأتي دوماً ايجابياً. وتعتبر عبارة «ربما لاحقاً» جواباً مناسباً أيضاً).
على غرار معظم المهارات والمفاهيم التي يعتبرها الراشدون أمراً مسلماً، تشكّل المشاركة فناً لا بد من التدرّب عليه مراراً وتكراراً. وكما هو الحال في العديد من مجالات الحياة الأخرى، يمكنك أن تكوني أفضل معلم ومثال لابنك.
وقائع
يقول الباحثون في مجال الدماغ إن الذاكرة المتعلقة بالذّات أو الذاكرة الشخصية لا تتطور حتى يبلغ الطفل الثانية من عمره تقريباً. حتى ذاك الحين، يبقى مفهوم ابنك لذاته وللوقت مغايراً لمفهومك؛ إنه يقول الحقيقة على الأرجح حين يقول لك إنه لا يتذكّر شيئاً مما حصل.
سيحتاج ابنك إلى الكثير من التدريب كي يتعلم كيف ينسجم بسهولة مع أترابه فحتى أعز الأصدقاء يختلفون أحياناً. حافظي على هدوئك وحافظي على سلامة الجميع واستعدي للكثير من التعليم الصبور فيما ابنك يتعلّم عن الصداقة.