«التمييز بين الطفل وسلوكه»
عليكم التمييز بين الطفل وسلوكه عندما يتصرف بطريقة سيئة. فالحقيقة أن نعت الطفل بأنه «متخلّف» لأنه لم يجمع ألعابه لن يحل المشكلة لا لجهة جمع الألعاب ولا لجهة تعليم النظام للطفل. ذلك لا يسهم إلا في تشويه صورة الذات عند الطفل، ويمكن حتى أن يؤدي إلى تحول حاسم للطفل نحو ما نعت به. لذا فإنه من الأفضل، من أجل الحفاظ على عنفوان الطفل، أن يتم التركيز على طرق محددة وبنّاءة لتغيير سلوكه.
أما القواعد الأساسية التي وضعناها انطلاقاً من هذا المبدأ فهي التالية:
تحديد السلوك المراد تغييره
يمكنكم الحصول على نتائج أفضل عندما تركزون على أمور ملموسة بدلاً من الأمور المجردة. لذا، لا تطلبوا من طفلكم أن يكون «منظماً» بل اشرحوا له بأنكم تريدون منه أن يجمع ألعابه قبل تركها ليلعب في الخارج.
اشرحوا بوضوح لطفلكم ما الذي تريدونه منه وبينوا له كيف يفعل ذلك
إذا كنتم تريدون أن يتوقف طفلكم عن الشكوى والأنين لأنه يريد شيئاً ما، فاشرحوا له كيف يطلب ذلك الشيء. فأنتم عندما تقودون طفلكم خطوة خطوة لتحقيق الشيء الذي يرغب فيه، فإنكم تساعدونه على أن يفهم بدقة ما الذي تتوقعونه أو تريدونه منه.
عليكم بالإطراء على الطفل عندما يلتزم بالسلوك المرغوب فيه
لا توجهوا الإطراء إلى الطفل، بل إلى العمل الذي قام به. يمكنكم على سبيل المثال أن تقولوا: «إنك تجلس هادئاً؛ هذا شيء جميل»، بدلاً من أن تقولوا: «أنت لطيف لأنك تجلس بهدوء». ركزوا إذن مديحكم وتوبيخكم على سلوك الطفل، لأن السلوك هو، تحديداً، ما تريدون ضبطه.
امتدحوا السلوك الجديد مهما تطلب ذلك من وقت
عندما تمتدحون جميع التصرّفات الجيدة التي يقوم بها طفلكم، فإنكم تذكرونه بما تنتظرونه منه وتواصلون تقديم القدوة الحسنة له. فالأهل الذين يريدون أن يكون تعليمهم لطفلهم ناجحاً من مصلحتهم أن يقدموا له القدوة الحسنة. والمديح يذكّر بالطريقة الجيدة في التصرف.
لا تدخلوا في صراعات سلطة مع أطفالكم
عندما تلجأون إلى تقنيات من نوع «التسابق مع عقارب الساعة» بهدف تسريع إجراءات التهيؤ للنوم، فإنكم تسهمون في حل الصراع بينكم وبين الطفل بإحالة السلطة إلى طرف محايد هو الساعة المنبهة.
كونوا حاضرين
ليس المطلوب أن تكونوا حاضرين مع الأطفال في كل لحظة، لكنهم ب حاجة إلى المراقبة المستمرة بشكل كافٍ. إذا كان الأهل حاضرين أثناء انشغال الأطفال باللعب، فإن بإمكانهم أن يراقبوهم وأن يوجهوهم نحو عادات حسنة في اللعب ونحو تحسين مسلكياتهم. ويمكن، في حال غياب المراقبة الواعية أن يمر الكثير من التجاوزات من دون أن ينتبه الأهل لها.
لا تلعبوا دور المؤرخ
عليكم نسيان التجاوزات وعدم نبشها ووضعها باستمرار على بساط البحث. فإذا كان طفلكم قد ارتكب خطأ وأنتم تذكرونه به بشكل دائم، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى دفعه نحو الامتعاض ومعاودة ارتكاب الخطأ. فما حدث قد حدث، ومن الأفضل التركيز على المستقبل بدلاً من التشبث بالماضي. إن تذكير الأطفال بأخطائهم يذكرهم فقط بما يجب ألا يفعلوه عوض أن يعلّمهم ما يجب أن يفعلوه. وفوق ذلك، فإن مثل هذا التصرف يقود الأطفال إلى ارتكاب الأخطاء.