تحسين قدرة طفلكم على التركيز: أطفال اليوم يولدون في العصر الرقمي، يتصفحون الانترنت، ويتنقلون بين قنوات التلفاز، ويلعبون على الكمبيوتر اللوحي او وحدة التحكم (العاب الفيديو). وبحسب الدراسات الحديثة، فإن طفلاً من أصل أربعة اطفال تقريبًا يعاني من نقص في التركيز أو النشاط المفرط.
خلال مرحلة الطفولة، يظهر ذلك من خلال عدم التركيز في الفصل، تلقي العقاب من الاستاذ، واحيانًا الحصول على علامات متدنية. وفي مرحلة الرشد، في حال لم تتم معالجة هذه المشكلة، قد يلجأ الى تكرار اخطاء الماضي، والخوف من المستقبل، ونسيان اهمية أن يعيش اللحظة الحالية.
ولكن هناك خبر سار!! على عكس الشخص الراشد، باستطاعة الطفل اكتساب عادات جيدة بسهولة اكبر. عندما نقدم له بعض الألعاب والانشطة، سيتمكن من تحسين قدرته على الانتباه والتركيز والاستمتاع باللحظة الحالية.
إن التركيز يشبه العضلة، اذ أن التدريب عليه لمدة خمس دقائق في اليوم يعتبر كافيًا، والمهم ان يكون التدريب منتظماً بوتيرة ثابتة وان يركز جيدًا على المهمة.
في هذه المقالة سنتعرف على لعبتين من أجل تحسين التركيز لدى الاطفال. حان وقت اللعب!
1) ربط الافكار
لعبة مناسبة للفت انتباه اطفالكم خلال الاجازات الطويلة. بإمكان جميع افراد العائلة المشاركة في هذه اللعبة.
الفكرة منها أن يقول أحدهم كلمة ومن ثم يقوم الشخص الآخر بقول الكلمة التي وردت الى ذهنه عند سماع الكلمة الاولى وهكذا دواليك… مثلًا: كتاب =˂ قصة =˂ مساء =˂ سرير =˂ نوم …
ولجعل هذه اللعبة اكثر تسلية وتشويقًا، بامكانكم اختيار موضوع قبل البدء باللعب. مثلًا: السيرك، وعليه يجب ان تكون جميع الكلمات التي يتم اختيارها مرتبطة بموضوع السيرك.
ولا شيء افضل للفت انتباه طفلكم، في بداية اللعبة، من اختيار موضوع يحبه مثل (الرياضة، الموسيقى، الطبيعة…).
تنتهي اللعبة عندما ينفد مخزون الافكار أو تشعرون بالملل ( لأن اللعب قد يستمر احيانًا لوقت طويل! وخاصة اذا لم تقوموا باختيار موضوع محدد).
انها لعبة يمكننا ان نلعبها في اي مكان. وسيحب طفلكم أن يوجه كل تركيزه نحو ايجاد الافكار المضحكة!!
2) لعبة الاشياء الغامضة
ان ادراك الطفل لحواسه المختلفة يساعده في تحسين تركيزه. اليكم لعبة بسيطة من اجل تنمية حاسة النظر واللمس والشم والسمع والذوق.
في البداية، اجذبوا انتباه طفلكم من خلال اقتراح ” لعبة عائلية رائعة”! ومن ثم اطلبوا منه ان يجلس واعصبوا عينيه. بامكانكم استخدام اشكال متعددة من هذه اللعبة:
• حضروا عدة اغراض ذات اشكال وملمس مختلف. واطلبوا من طفلكم ان يلمس تلك الاشياء الواحدة تلو الاخرى. الهدف منها هو التعرف على الاغراض دون رؤيتها. ومن اجل اضافة عنصر التحدي، بامكانكم مثلًا ان تقدموا له الحلوى في حال تمكن من معرفة جميع الاغراض.
- هذه المرة، لن تستعملوا الاغراض، وانما الطعام. المبدأ نفسه: عليه ان يتعرف على الاطعمة من خلال استخدام حاستي الشم او الذوق.
انا شخصيًا استخدم الجبنة، والطماطم الكرزية، والمربى، والبسكويت، وغيرها.
مما يعني تحسين تركيز الطفل عن طريق الاكل!! اليست فكرة رائعة؟؟؟! - طريقة اخيرة لا تحتاج الى عصب العينين. عليكم ان تضعوا حوالي 10 اغراض امام طفلكم وان تطلبوا منه ان يحفظ ما يراه. ومن ثم عليه ان يغمض عينيه لبضع ثوان. في هذا الوقت، عليكم ان تبعدوا أحد الأغراض . وبعد ذلك يجب على طفلكم ان يحزر الغرض الناقص. ومن ثم اعيدوا ذلك الغرض وكرروا العملية. وبقدر ما تضيفون من أغراض بقدر ما تصبح اللعبة اصعب.
هذه اللعبة مسلية جدًا للاطفال اضافة الى كونها فعالة، وتسمح باستخدام جميع الحواس في الوقت نفسه.